محمد عبد الوهاب
مقام راست 1939
ارتبطت موسيقى يوم سعيد بفيلم بنفس الاسم لعبد الوهاب عام ظهر في أوائل عام 1940 واختتم بها حلقة الثلاثينات من سلسلة طويلة من المقطوعات الموسيقية
تقاربت موسيقات الثلاثينات في الأفكار والأسلوب والطابع العام بقربها من الأشكال القديمة للموسيقى الحرة، بينما عبرت موسيقى الأربعينات والخمسينات عن فكر جديد وأسلوب مختلف قبل أن تصل موسيقى عبد الوهاب إلى ذروتها في الستينات
التكوين الفني
1. تحكي الموسيقى قصة موسيقية متجانسة من مقام واحد تقريبا "راست" فيما عدا بعض التلوينات البسيطة، أساسها استخدام الحوار بين الجمل
2. تتألف الموسيقى من 3 خانات وتسليم يكرر بينها
3. تستخدم الخانة الأولى كتسليم
4. تكوين مستمد من شكل السماعيات القديمة دون التقيد بإيقاعها التقليدي. نجد هذا النمط في عدة مقطوعات لعبد الوهاب في فترات متقاربة تختم أحيانا بالمقدمة وأحيانا بآخر خانة
5. الإيقاع رباعي في المقدمة والخانة الأولى والثانية، وثنائي في الخانة الأخيرة
هذه هي رابع مقطوعة لعبد الوهاب تقتصر على مقام واحد من البداية للنهاية. ورغم أن هذا يصب في صالح وحدة العمل وتجانس أجزائه إلا أنه قد يحبسه في إطار محكم قد يقيد حرية التعبير. وعلى المؤلف أن يختار بين هذا وذاك حسب رؤيته، فإن استطاع التعبير جيدا عن الفكرة بنفس المقام فقد أوجز وأنجز، حيث أن التغيير المقامي ليس مطلوبا كهدف بحد ذاته وإنما فقط كوسيلة تعبيرية
تتشابه موسيقى "يوم سعيد" كثيرا في الشكل والأسلوب مع سابقتها "ألف ليلة" ويظهر ذلك في
1. وحدة المقام
2. استخدم الحوار بين الجمل الموسيقية
3. التقسيم إلى ثلاث خانات
4. استخدام التسليم بموسيقى من الخانة الأولى
5. تسريع الإيقاع في الخانة الأخيرة
ولا يبقى بعد ذلك للاختلاف غير تغير المقام والإنهاء بالتسليم بدلا من الخانة الأخيرة. ولهذا تتصف هذه الموسيقات لعبد الوهاب وما تشابه معها قبل أو بعد ذلك بأنها موسيقى "تقليدية"، وأضع هذا الاصطلاح بين قوسين حتى لا يختلط بالمفهوم العام لوصف "تقليدي"، والمقصود أنها "تقلد" بعضها شكلا وأسلوبا وتسير على نفس النمط دون تقديم فكرة جديدة أو أسلوب مختلف
الخانة الأولى
· إيقاع رباعي
· تستخدم كتسليم
· حوار بين عدة جمل مقسم إلى 3 حوارات صغيرة كل منها من جملتين
· ختام
الخانة الثانية
· إيقاع رباعي
· حوار بين الجواب والقرار جملتين جملتين
· حوار بين جملتين طويلتين حتى نهاية الخانة
· تسليم
الخانة الثالثة
· إيقاع ثنائي سريع
· حوار بين 4 جمل متعاقبة
· تسليم
ملامح من القديم
1. استخدام نفس المقام من البداية للنهاية
2. استخدام فكرة التسليم بتكرار المقطع الأول وإنهاء الموسيقى به أي بالعودة للبداية
3. تسريع الإيقاع في المقطع الأخير
ملامح جديدة
1. استخدام الحوار بين الجمل كبديل للاسترسال
2. لكل جملة رد سواء قصرت أم طالت بحيث لا تترك جملة بلا رد
3. تكون دراما موسيقية ناشئة من الحوار الموسيقي
تنضم مقطوعة "يوم سعيد" إلى مثيلات لها من موسيقات عبد الوهاب من ناحية التكوين مثل ألف ليلة، حبي، بنت البلد، ابن البلد، بلد المحبوب، عزيزة .. وهي مقطوعات موجودة على أجندة أي عازف شرقي، وأحبها هواة ودارسوا الموسيقى لعدة أسباب:
1. وضوح الشكل وسهولة التقسيم إلى أجزاء
2. وضوح اللحن والمقام
3. بساطة التركيب واعتمادها على الميلودي مما يسهل عزفها على آلة واحدة
في عام 1939 يتوقف عبد الوهاب عن صناعة الموسيقى لعدة سنوات قدم خلالها مقطوعة واحدة بعد 15 مقطوعة قدمها خلال الثلاثينات ليستأنف مسيرة الموسيقى الحرة في الأربعينات بطابع جديد لكن إنتاجه الموسيقي عاد إلى غزارته المعهودة عام 1945، عرض وتحليل د. أسامة عفيفي، مؤلفات عبد الوهاب الموسيقية، يوم سعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق