كلاسيكيات الموسيقى العربية * أرشيف * استماع *  تحميل *  نقد فنى *  تحليل موسيقى* أفلام * صور *  تسجيلات * كلاسيكيات الموسيقى العربية
كلاسيكيات الموسيقى العربية * الخمسة الكبار * سيد درويش * محمد القصبجى * زكريا أحمد * محمد عبد الوهاب * رياض السنباطى * نجوم الغناء العربى * أم كلثوم * عبد الوهاب * فيروز * عبد الحليم * ألحان التراث * موشحات * قصائد * أدوار * كلاسيكيات الموسيقى العربية

الأحد، 25 مايو 2014

محمد فوزي - الفنان متعدد المواهب 1918 - 1966

محمد فوزي ملحن ومطرب موهوب اشتهر بأغاني أفلامه، وألحانه الشهيرة للأطفال
تمتع فوزي بشخصية متفائلة طموحة، كما ظهر من نشاطه في الإنتاج السينمائي وإنشائه مصنعا خاصا لإنتاج الاسطوانات.
بدأ نشاط فوزي السينمائي عام 1944 وظهر في أكثر من 30 فيلما حتى عام 1959. وقدم من خلال السينما وخارجها أكثر من 300 لحن، أغلبها بصوته، وممن غنى له المطربات نور الهدى ، ليلى مراد ، وصباح 
من أشهر أغاني محمد فوزي داري العيون، تعب الهوى، ليّ عشم، حبيبي وعنيىّ، ويلك ويلك، شحات الغرام، مال القمر، ومن أغاني الأطفال ذهب الليل، ماما زمانها جاية، وأوبريتات سندريللا، الصباح رباح، الساحر الصغير.
اشتهر لمحمد فوزي أيضا ألحان خفيفة من نوع "فرانكو آراب" مثل  يا مصطفي، فطومة، علي بابا، مزج فيها اللون الشرقي باللون الغربي.

تميزت ألحان محمد فوزي العديد بنجاحه في استهلال اللحن بجملة مطربة قوية تكون هي أساس اللحن كله. ولم يكن يؤجل "ذروة اللحن" إلى وسطه أو نهايته أو حتى إلى نهاية المذهب كما يفعل معظم الملحنين. تنوعت ألحانه أيضا بين الذوق الشرقي والغربي، واستطاع المواءمة بين الجمل البسيطة والجمل المعقدة في نفس اللحن، ومال أكثر إلى الأسلوب الشعبي لكنه استخدم أيضا الأسلوب الحديث.

محمد فوزي رائد أغاني الأطفال
عام 1954 قدم محمد فوزي لأغنيته للأطفال "ذهب الليل طلع الفجر" ونجحت نجاحا باهرا وقد أصبحت أغانيه للأطفال تراثا بحق ، وتبعها بأغنية ماما زمانها جاية فى أوائل الستينات، والتي أحدثت ضجة كبرى لما تضمنته من استخدام بارع لصوت طفل في عامه الأول يضحك تارة ويبكى تارة بين المقاطع الغنائية التى يغنيها محمد فوزي في شكل حوار قصصي، قصة فى كل مقطع، يعلق عليها الطفل بضحكة منطلقة أو بتأثر بالغ وكأنه يعي تماما ما يروى له، واتخذت الفكرة شكلا دراميا بالغ التأثير بالإضافة إلى اللحن البسيط والمميز، والذي لم يخل في نفس الوقت من الطرب. واستخدم فيه فوزي أسلوبا حديثا في اللحن اعتمد على البيانو والأوركسترا.

محمد فوزي ورحلته مع الفن
ولد محمد فوزي الحوّ في في 15 أغسطس 1918 بمدينة طنطا بمصر، وتعلم هناك الفنون القديمة ، ونشأ في أسرة كبيرة العدد فله 24 أخ وأخت، من بينهم المطربة هدى سلطان، وربما كان لهذا أثر في تمتعه بشخصية اجتماعية.
عام 1938 بدأ فوزي نشاطه الفني بالقاهرة بعد التحاقه بمعهد الموسيقى العربية، وعمل بالفرق الخاصة والمسرح القومي
عام 1944 بدأ نشاطه الأهم في السينما التي قدم معظم ألحانه من خلالها
عام 1947 أضاف محمد فوزي لنشاطه الفني عمله كمنتج سينمائي من بتأسيسه لشركة إنتاج حملت اسمه ونجحت في إنتاج عدة أفلام ناجحة.
عام 1950 قدم أعماله للإذاعة المصرية
عام 1951 قدم ثانى فيلم عربي ملون
عام 1951 أنشا ستوديو للتسجيلات الصوتية
عام 1954 قدم أول أغاني للأطفال "ذهب الليل طلع الفجر"
عام 1958 أول مصنع لإنتاج الاسطوانات في مصر أسماه مصرفون وكذلك ستديو خاص لتسجيل الأغاني
عام 1959 قدم آخر أفلامه "بنت الشاطئ" أمام ليلى فوزي وفايزة أحمد
محمد فوزي في السينما
قدم محمد فوزي أكثر من 30 فيلما أغلبها من إنتاجه، وكان أول ظهور له في دور ثانوي في فيلم "سيف الجلاد" عام 1944 أسنده إليه يوسف وهبي، وثاني أفلامه كان "قبلة في لبنان" أمام أنور وجدي و مديحه يسري. أما أول بطولة له فكانت عام 1946 في فيلم أصحاب السعادة أمام المطربة نور الهدى. وفي عام 1951 أنتج فوزي فيلما ملونا "الحب في خطر"، وهو ثاني الأفلام العربية الملونة
ومن أفلام محمد فوزي العقل في أجازة، معجزة السماء، فتوات الحسينية، ابن الفلاح، بنات حواء، حب وجنون، كل دقة في قلبي، الروح و الجسد، أسير العيون، ورد الغرام، بنت حظ، ثورة المدينة، المجنونة، الحب في خطر (ملوّن)، فاطمة وماريكا وراشيل، الزوجة السابعة، خليك مع الله، بنت الشاطئ.

محمد فوزي وأم كلثوم
لم يخض محمد فوزي تجربة الأغنية الطويلة، لكن له معها فإن قصة جديرة بالاهتمام، كان فوزي كغيره يتمنى أن يلحن لأم كلثوم، وكانا قد تعارفا واتفقا على أن يلحن لها أغنية بذاتها، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان ، فقد تصادف أن رأى صديقه الملحن الشاب بليغ حمدي كلمات الأغنية، ولم يكن بليغ في ذلك الوقت يحلم بأن يقابل أم كلثوم، فضلا عن التلحين لها، ولم يكن قد تعدى الثلاثين من عمره. 
وروى بليغ بنفسه في أحد البرامج التلفزيونية، أنه خلال أيام كان أعد لحنا لتلك الكلمات التي حملها فوزي على سبيل التجربة ليس إلا، وما أن قابل محمد فوزي في لقائهما التالي حتى أخبره بتجربته، فطلب منه فوزي أن يسمعه ما لحنه. استمع فوزي إلى اللحن فحاز إعجابه، ثم ذهب إلى موعد مع كوكب الشرق، وعندما سألته عن اللحن المتفق عليه أجابها بالإيجاب. جلست أم كلثوم لتسمع، وما أن أبدت قبولها حتى سارع محمد فوزي بإخبارها بأن ما سمعته ليس من تلحينه وإنما من تلحين ملحن شاب يدعى بليغ حمدي! 
ردت أم كلثوم بأن طلبت من فوزي أن يقابلها بذلك الملحن الجديد وأبدت استعدادها للقائه والاتفاق معه. طار بليغ حمدي فرحا بتلك الأخبار التي نقلها إليه صديقه محمد فوزي، ولم يكد يصدق، لكن المطربة الكبيرة فتحت له الباب واستمر تعاملها معه لسنوات قدم لها خلالها نحو عشر أغنيات طويلة ناجحة. أما اللحن الذب حمله محمد فوزي إلى أم كلثوم فكان أغنية "حب إيه" عام 1959. لم تسنح لمحمد فوزي فرصة أخرى للتلحين لأم كلثوم فقد رحل قبل أن يتم له ذلك عام 1966. وفي هذه القصة التي رواها بليغ بنفسه درجة عالية من الصدق والأمانة والإيثار تدلنا كيف كانت أخلاق الناس والفنانين في تلك الأيام.

نقد محمد فوزي
- لم يدخل محمد فوزي تجربة الأغنية الطويلة وهي محك الملحنين في عصره
- كذلك لم يهتم كما يجب بقصائد شعر الفصحى ومعظم أعماله بالعامية الدارجة
- رغم نجاحه في تلحين أغاني الأطفال لم يكثر منها، وربما لو فعل لزاد رصيده ورصيد الفن بروائع منها
- تذبذبت ألحان محمد فوزي بين الشرق والغرب وبين الشعبي والراقي، وبينما كان هذا التذبذب مناخا سائدا وقتها ولم ينج منه ملحن، كان يظهر ذلك في ألحان فوزي حتى داخل الأغنية الواحدة.
- قدم محمد فوزي صورة غريبة لروميو ولجولييت في أغنيته السينمائية "شحات الغرام"، ولا ندرى كيف تسنى له تلحين وتسويق هذه الصورة التي انقلب فيها العاشق إلى متسول، يتسول الغرام من محبوبته ويغنى لها في الشارع بينما تستمع لغنائه من شرفتها العليا! لم يسبقه إلى هذه الصورة أحد ولم يكررها أحد بعده.
-  يقال عن محمد فوزي أنه تخصص فى الأغنية الخفيفة، لكن هذا الوصف ليس دقيقا تماما. فألحان فوزي، رغم تميز العديد منها بالسهولة، تباينت بين الذوق الشرقي والذوق الغربي، وبين الجمل البسيطة والجمل المعقدة، وبين الأسلوب الشعبي والأسلوب الحديث، ولم تكن دائما سهلة المنال يستطيع غناءها كل فرد، بل في أحيان كثيرة كانت ألحانه تحتاج إلى المطرب القدير لأدائها.
- كان بإمكان محمد فوزي الاهتمام أكثر بالتلحين الدرامي خاصة أنه امتلك مفاتيح الإنتاج والتمثيل والتلحين والغناء، لكن إنتاجه من الأوبريتات كان أقل مما يجب، وربما شغلته مشروعاته عن الدخول في هذا الميدان الذي يحتاج إلى الكثير من التفرغ 

- مدح محبو محمد فوزي تجربته أنه أول من قدم أغنية بالصوت البشرى فقط، دون مصاحبة أوركسترا (كلمني طمني)، وفي رأينا أن هذه التجربة تعد خطوة للخلف لا إلى الأمام، فهي في عكس اتجاه التطور، وليس كل مخالف للمألوف يعد جديدا أو مبتكرا.
- قيل أيضا أن محمد فوزي صاحب تجارب وريادات أخرى مثل أنه لحن أول أغنية رمضانية (المسحراتي) وأول أغنية لعيد الميلاد (عيد ميلادك أحلى عيد) ، وفي رأينا أن هذه النماذج لا ترقى إلى اعتبارها تجارب أو مبتكرات فنية حيث أن الجديد فيها ليس موسيقيا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن التراث العربي ملئ بموضوعات شبيهة. 
وإذا كنا قد أدخلنا في تقييم غيره من الفنانين اختيار الموضوع كمدخل للعمل الفني مثلما كان الحال مع سيد درويش ومحمد عبد الوهاب فهناك فرق. موضوعات سيد درويش خاصة المسرحية أحدثت انقلابا انتقل بالموسيقى نفسها من عصر تنغيم الكلمات إلى عصر التعبير عنها، وأصبح أسلوبه مدرسة لمن جاء بعده. وفى حالة محمد عبد الوهاب فتح تقديمه للأغنية الوصفية، مثل "في الليل لما خلي" وقصائد الجندول والكرنك والنهر الخالد وغيرها، مجالا واسعا للتعبير الموسيقى، ولا يمكن أن يقاس ذلك بأغنيات محمد فوزي لشهر رمضان وعيد الميلاد، فلم يتعد التجديد فيها حضور المناسبات الاجتماعية في الأغاني وهو حضور نصي محدود ينسب للمؤلف أكثر منه للملحن.

رحل الفنان محمد فوزي عن عالمنا في 20 أكتوبر عام 1966 عن 48 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، لكن ذكرى فنه ما زالت حية إلى اليوم. إعداد وتحرير د.أسامة عفيفي. وتقوم دار الأوبرا المصرية بإحياء ذكرى الفنان الراحل محمد فوزي بتقديم بعض أغنياته في احتفالاتها برواد الفن. 
روابط
محمد فوزي - 1918 - 1966 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق