كلاسيكيات الموسيقى العربية * أرشيف * استماع *  تحميل *  نقد فنى *  تحليل موسيقى* أفلام * صور *  تسجيلات * كلاسيكيات الموسيقى العربية
كلاسيكيات الموسيقى العربية * الخمسة الكبار * سيد درويش * محمد القصبجى * زكريا أحمد * محمد عبد الوهاب * رياض السنباطى * نجوم الغناء العربى * أم كلثوم * عبد الوهاب * فيروز * عبد الحليم * ألحان التراث * موشحات * قصائد * أدوار * كلاسيكيات الموسيقى العربية

الأحد، 24 فبراير 2019

أم كلثوم - النجريدي - الفل والياسمين

الفل والياسمين - أم كلثوم 1926
كلمات أحمد رامي؟
ألحان أحمد صبري النجريدي
ملاحظات فنية
القالب - طقطوقة  
المقام الموسيقي - نهاوند
الأسلوب - متفرد
الأسلوب اللاحق الأقرب - محمد عبد الوهاب في الطقاطيق
الطبقة الصوتية – خفض نصف درجة عن درجة الركوز الطبيعي للمقام ( راست / دو)
الفل والياسمين والورد عملوا سوا صحبة موضة
ويا الزهور دول ربطوا عهد عند ف حبيبي في الأوضة
صحيح تشابهم وجناته لكن وفين لونه الزاهي
وسحر جفنه ولحظاته وورد خده ده الباهي
ده حسنكم يفضل ساعة وحسن محبوبي دايم
ما فيش بقى إلا الطاعة للي أنا في حبه هايم

الزهر بعضه له ألوان والبعض له ريحة جميلة
وحبي فيه حسن البستان ما فيش بقى ف حبه حيلة
يا سلام عليه لما يخطر يميل ويتعاجب بقوام
ما فيش كده أبدا مظهر من دي المحاسن آه يا سلام 
روابط 

الأحد، 17 فبراير 2019

أم كلثوم - النجريدي - مالي فتنت بلحظك الفتاك

مالي فتُنت بلحظك الفتاكِ - أم كلثوم 1926
(سلوت كل مليحة إلاك)
كلمات علي الجارم
ألحان أحمد صبري النجريدي
ملاحظات فنية
القالب - قصيدة
المقام الموسيقي - بياتي
الأسلوب السابق الأقرب - أبو العلا محمد
المقدمة في ألحان لاحقة - مقدمة خدعوها بقولهم حسناء - محمد عبد الوهاب 1927
الطبقة الصوتية - خفض درجة ونصف عن درجة ركوز المقام الطبيعية (دوكاه / ري)
مالي فتُنت بلحظك الفتاكِ      وسـلوت كل مليحة إلاك
يُسراك قد ملكتْ زمام صبابتي    ومضلتي وهداي في يمناكِ
فإذا وصلت فكل شيء باسم      وإذا هجرت فكل شيء باك

هذا دمي في وجنتيك عرفته      لا تستطيع جحوده عيناك
لو لم أخف حر الهوى ولهيبه      لجعلت بين جوانحي مثواك
إني أغار من الكؤوس فجنبي     كأس المدامة أن تقبّل فاك
لك من شبابك أو دلالك نشوة      سحر الأنام بفعلها عطفاك 

الأحد، 10 فبراير 2019

مائة عام تمر على نشيد بلادي - السلام الوطني المصري

سيد درويش
يتم نشيد بلادي بلادي الشهير عامه المائة هذا العام 2019 الذي يوافق مرور 100 عام على ثورة 1919 في مصر، وتأتي هذه المناسبة والنشيد على قمة الأعمال الموسيقية العربية في القرن العشرين. يصاحب عزف النشيد، الذي لحنه سيد درويش وكتب كلماته المستوحاة من كلمات للزعيم الوطني مصطفى كامل، والذي أصبحت موسيقاه السلام الوطني المصري في سبعينات القرن العشرين تحية العلم كل صباح في مدارس مصر وفي جميع المناسبات القومية المصرية بدءا من من المناسبات الرسمية حتى مباريات كرة القدم
كان أول ظهور لنشيد بلادي خلال ثورة 1919 علامة فارقة بين الموسيقى قبله والموسيقى بعده .. باختصار كان رمزا حقيقيا للتحول الفني الكبير من فن السلطة إلى فن الشعب، ومن الحالة المزاجية إلى الأداة التعبيرية والقوة الشعبية
لم يكن نشيد بلادي الوحيد الذي وضع موسيقاه النابغة سيد درويش، فقد أبدع العديد من الأناشيد الوطنية، وكانت كلها تشير إلى بداية عصر جديد يجمع الشعب في كلمة واحدة تستند إلى الروح القومية والمستمدة من حقائق التاريخ الممتد والجغرافيا العبقرية التي استطاعت توحيد شعب مصر على مدار الزمن رغم فترات الوهن وأطماع القريبين والبعيدين

عبقرية نشيد بلادي
وكما قلنا في مناسبات سابقة أن عبقرية النشيد تكمن في لحنه وليس في الكلمات، كما هو الحال في جميع أعمال سيد درويش، وهناك أدلة قوية تشير إلى هذه الحقيقة
1. ينتمي اللحن إلى سلسلة أناشيد قومية وضعها سيد درويش كانت أول أناشيد قومية تعرفها مصر والمنطقة العربية، فلم يكن قالب النشيد معروفا قبل ذلك
2. يثير اللحن نفس الشعور العام في كل مرة سواء بمصاحبة الكلمات أو بدونها كما في السلام الوطني
3. مقارنة بما سارت عليه الألحان قبل سيد درويش يمكننا تتبع الاختلاف الكبير في الأسلوب، وكما ذكرنا قبل ذلك لو قدر لنفس الكلمات أن يقوم بتلحينها ملحن آخر في ذلك الوقت لما خرج اللحن عن الطقاطيق أو الموشحات أو الأدوار التي كان يجيد تلحينها أساطين ذلك العصر المنتمون جميعا إلى المدرسة التنغيمية القديمة ذات القواعد التقليدية التي رسخت الطرب والمزاج بعكس المدرسة التعبيرية المنطلقة التي أسسها سيد درويش. وفي هذا أيضا نشير إلى أن ما عرف بألحان "الطوائف" مثل "الشيالين و"السياس" و"الأروام" وغيرها لم تشتهر بكلماتها، رغم تقدميتها، بدليل أن ملحنا كبيرا مثل كامل الخلعي له ألحان في أوبريتات وضعت على كلمات مشابهة، بل بنفس العناوين أحيانا، ولكن أعمال سيد درويش هي التي صعدت وظلت حتى الآن على القمة لأن الألحان اختلفت   
4. حينما قررت القيادة المصرية اعتماد نشيد بلادي سلاما وطنيا لم تستدع النشيد من غياهب الزمن، بل كان متداولا وبقوة، ويمكننا القول أن قرار القيادة كان استجابة لإرادة شعبية هي التي حفظت النشيد وأعلت مكانته.

5. عندما كلف الرئيس أنور السادات محمد عبد الوهاب بإعداد لحن بلادي بلادي سلام مصر الوطني لم يتطرق أي منهما إلى فكرة وضع لحن جديد بدلا منه، قبل محمد عبد الوهاب المهمة بكل تواضع ونبل، اعترافا منه بقيمة اللحن وشهادة بفضل من وضعه واحتراما لإرادة شعبية قدمته على غيره، وهو موسيقار الأجيال الذي كرمه السادات بكافة الوسائل حتى منحه رتبة لواء بالجيش المصري

6. رغم ظهور أناشيد قومية كثيرة لاحقا على أيدي ملحنين مصريين كبار، تفوق نشيد بلادي عليها جميعا والسبب في ذلك يعود إلى ذلك التكوين الفني البسيط الذي استخدمه سيد درويش. فمعظم الأناشيد الأخرى كانت تحتاج إلى منشدين محترفين وفرق موسيقية كبيرة بينما باستطاعة أي فرد من الشعب ترديد نشيد بلادي بسهولة ودون أي مصاحبة موسيقية

7. هناك بعض محاولات لنسبة كلمات النشيد إلى مؤلف غير سيد درويش، ورغم أنه كما أوضحنا أن نسبة كلمات النشيد إلى شخص أو غيره لا تغير من الأمر شيئا لأن عبقرية النشيد في لحنه وليس في نظمه، فلا بأس من عرض ما أوردناه في مقال سابق عن الجدل الذي أثير حول كلمات النشيد في معرض حديثنا عن أول ملحن لأم كلثوم، أحمد صبري النجريدي، وننقل هنا ما جاء في المقال كما هو

"ظهور النجريدي في فترة عصيبة من تاريخ مصر
يرجح أن الذي ظلم النجريدي ليس ألحانه بأي حال، ولا أم كلثوم كما ذكرنا، ولكن أغنية واحدة من كل هذا الكم والفن ظلمتهما معا هي "الخلاعة والدلاعة مذهبي". فقد أساء كلاهما اختيار العنوان والموضوع وكان هذا كفيلا بوسم المرحلة كلها بخاتم الخلاعة و"قلة الحياء" إن جاز التعبير. أغنية أساءت لتلك المرحلة رغب الاثنان في إسدال الستار عليها نهائيا لأنهما لم يتداركا الأمر في وقته قبل أن يرفضها المجتمع بل ويظل يحكي عنها أجيالا حتى الآن كمثال لهبوط الكلمة والمضمون في ذلك الزمن القاسي الذي لم تسلم منه مطربة أسطورية كأم كلثوم ولا ملحن نابغة مثل النجريدي.
كذلك لم يسلم منه فنانون كبار نعتبرهم من الرواد مثل زكريا أحمد في "ارخي الستارة" ومحمد عبد الوهاب في "فيك عشرة كوتشينة"، ومحمد القصبجي في "بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة". الوحيد الذي أفلت من هذا التيار الجارف كان رياض السنباطي، ليس مباشرة بسبب شخصيته الانطوائية المحافظة بل بسبب أنه لم يلحق بذلك الزمن أصلا ولم يتواجد فيه على الساحة.

اعتذر عبد الوهاب لاحقا عن سابقة أعماله الوحيدة بسلسلة هائلة من الأعمال الوطنية الخالدة، واعتذرت أم كلثوم بسلسلة دينية رفيعة المستوى من أشعار شوقي وألحان السنباطي، واعتذر القصبجي بما قدمه من أعمال راقية، واعتذر زكريا أحمد بلسانه في حديث للإذاعة المصرية قائلا إنها كانت فترة سوداء في تاريخه وتاريخ الفن وأنه اضطر اضطرارا إلى قبول أعمال دون المستوى اللائق، أما منيرة المهدية وعبد اللطيف البنا فقد طواهما الزمن ولم يعد يسمعهما أحد

قطعا ليست صدفة أن تكون جميع هذا الأغاني الهابطة لنفس المؤلف رائد هذا التيار ومحاميه الأول في مصر محمد يونس القاضي. رائده لأنه صاحب أكبر وأشهر باقة من هذا النوع من الأغاني، ومحاميه لأنه دافع عنه بدعوى أنه أكثر حشمة من أغاني الخمسينات! وعين المهزلة أنه تم تعيينه رقيبا على المصنفات الفنية يمرر ما يشاء ويرفض ما يشاء رغم كونه رائد كتابة الأغاني المبتذلة. كيف انتشر ووصل إلى كل هؤلاء النجوم في وقت واحد؟ وكأنه يعمل كالفيروس فيشغلهم جميعا لحسابه؟

هنا نصل إلى قلب الحقيقة وهي أن هذا الموقف ربما لم يكن بمحض إرادة الرجل الذي يمكن أن يكون قد ناله بعض الظلم في ذلك، ولو أنه ارتضى أن يحول موهبته في الكتابة إلى أداة هدم للمجتمع بدلا من أن تكون أداة نقد أو ارتقاء، وإنما كانت إرادة سياسية من إدارة الاحتلال البريطاني والحكام الموالين لها في ذلك الوقت تضغط على الجميع، وكان ضمن أسلحتها إغراءات شركات الاسطوانات وغيرها

تلك هي الفترة التي بدأ فيها طمس فيه أعمال المجدد والناقد الوطني سيد درويش عمدا عقب وفاته المفاجئة عام 1923، وبعد أن أغلق مسرحه بالقوة خلال حياته وأثناء عرض رواياته كما شهدناه في فيلم سيد درويش الذي كتب قصته محمد مصطفى سامي. في نفس السياق اقترح ضابط الاحتلال على سيد درويش مهددا إياه عندما اتهمه بإثارة الجماهير بتلحينه لنشيد "قوم يا مصري" من كلمات بديع خيري، أن يقوم بتلحين أغاني التسالي والفرفشة بدلا من الأغاني الوطنية حرصا على حياته ومستقبله. وكما جاء في نفس السيناريو رفض صاحب شركة الاسطوانات الخواجة "ميشيان" مطلقا تسجيل أغاني سيد درويش لاعتراضه على الكلمات وطلب منه نفس طلب ضابط الاحتلال، لكن سيد درويش رمز الشعب وروح ثورته رفض رفضا قاطعا هذه الضغوط والإغراءات
وهي نفس القوى التي عينت مصطفى بك رضا مديرا لمعهد الموسيقى ثم مديرا لبرامج الإذاعة لاحقا واشتكى كل الفنانين في مصر من سوء اختياراته وسوء إدارته ومعاملته، وهو الذي أخذ على عاتقه مهمة إقصاء فن سيد درويش من الساحة وربما دفنه نهائيا

وهو نفس الزمن أيضا الذي انتشرت فيه الحانات ومحلات الخمور ونوادي القمار بأمر وتسهيل مباشر من سلطات الاحتلال بعد هدوء ثورة 1919 ووفاة سيد درويش
وهي فترة من أحلك أيام مصر شخص أمراضها وسجلها الأديب نجيب محفوظ في روايته الشهيرة "القاهرة 30"، يقصد 1930، أي العام الذي نضج فيه المخطط الخبيث واستوى وقبض على مفاصل الحياة الاجتماعية في مصر، بنشر الابتذال والتفسخ والرذيلة حتى تبدو أشياء عادية في المجتمع دون حرج، بادئا من صف النجوم إلى صفوف الجماهير، بقصد تغييب الضمير الشخصي والجمعي لمنع إعادة إنتاج ثورة 1919 وتحدياتها بأي شكل (يشير عام 1930 أيضا إلى إسقاط دستور 1923 الذي ارتضاه الشعب وكان من نتائج ثورة 1919)
وفي عام 1932 أقيم مؤتمر الموسيقى العربية الأول تحت رعاية الملك فؤاد وحضره مئات من الموسيقيين المصريين والعرب والأجانب، وتم تسجيل عشرات الأعمال ومنح محمد عبد الوهاب لقب "مطرب الملوك والأمراء". وانفض المؤتمر دون أي ذكر لسيد درويش رائد النهضة الفنية وصاحب الفضل على الجميع، والذي ترتفع منزلته في الموسيقى العربية إلى منزلة بيتهوفن في الموسيقى الغربية

ومع شديد الأسف يوجد اليوم من يدافع عن أشهر مؤلف للأغاني المبتذلة في تاريخ مصر، محمد يونس القاضي، ويحاول تكريمه بادعاء أنه صاحب نشيد بلادي، النشيد الوطني المصري، وعشرات نصوص أخرى من ألحان سيد درويش، وهذه في الحقيقة أكذوبة كبرى لعدة أسباب
·       أن الرجل عاش بعد ظهور النشيد عام 1919 مدة 50 سنة حتى وفاته عام 1969 لم ينطق خلالها بكلمة واحدة ليقول أنه صاحب النشيد. وجميع هذه الدعاوى بدأت في الظهور بعد وفاته بعشر سنوات على الأقل عن طريق أناس غيره بطريق القيل والقال وليس بأدنى حد من التوثيق، وتحديدا بعد قرار الرئيس السادات باعتماد نشيد بلادي السلام الوطني المصري وإعلان اتفاقية السلام مع إسرائيل
·       أن النشيد ألفه ولحنه سيد درويش وهو ليس النص الوحيد الذي ألفه، فهو مؤلف جميع أدواره العشرة وغيرها كثير. وكلمات النشيد الأساسية تعود أصلا إلى الزعيم مصطفى كامل وهو القائل بالنص "بلادي بلادي .. لك حبي وفؤادي"، في إحدى خطبه. وأهم من هذا أن العبقرية في النشيد منبعها اللحن وليس الكلمات، وهذا هو حال جميع أعمال سيد درويش، وهو أول ملحن للأناشيد الوطنية. وإذا افترضنا تلحين نفس الكلمات بواسطة أي ملحن من ذلك العصر فلن يخرج اللحن عن موشحات كامل الخلعي أو طقاطيق داود حسني أو أدوار إبراهيم القباني. ومن الأكاذيب التي نشرت حول "زوروني كل سنة مرة" على سبيل المثال أنها من تأليف يونس القاضي رغم أن الأغنية ذاعت وانتشرت في الإسكندرية عام 1914 وعمر سيد درويش 22 عاما أي قبل أن يعرفه أحد أو يصادقه أو يكتب له كما يزعمون
·       إن أسرة سيد درويش قامت بتوثيق جميع مؤلفات جدهم وأعطت لكل مؤلف حقه بذكر اسمه إلى جانب النص، ومنهم بديع خيري وبيرم التونسي وأمين صدقي وغيرهم، بمن فيهم يونس القاضي نفسه الذي ذكر اسمه بجانب ما ألفه نصوص لحنها بالفعل سيد درويش، وليس من بينها لا نشيد بلادي ولا زوروني ولا أغنية الكترة ولا أهو دا اللي صار ولا أي من أدوار سيد درويش.
·       على أي حال لا تلقى دعوات نسبة النشيد القومي لمؤلف التفاهات والترهات قبولا بين الناس رغم الصراخ والعويل والإلحاح، ببساطة لأن لا أحد يصدق ما يدعون. وكلنا يعلم جيدا كيف تدار المواقع العربية وكيف يقتات معظمها على صياح الببغاوات، ونعلم أيضا كيف تحاك المؤامرات داخل بعض المؤسسات الصحفية والأكاديمية من خلال أبحاث وهمية لا تستند على أية أدلة أو وثائق وإنما فقط على تزوير التاريخ وتشويه صورة البلاد أمام شعبها وأجيالها الجديدة قبل أي طرف آخر"  

يظل نشيد بلادي أحد الأعمال الكبرى في تاريخ مصر الفني رغم بساطته، لا يتقادم بالزمن وإنما على العكس يزداد بهاء وجلالا واحتراما، وتعبيرا مخلصا عن الشعور القومي المصري، أهم محرك في المنطقة، ويظهر جليا أهمية الموسيقى والغناء في حياة الشعوب كما يجيب على السؤال لماذا تحاول بعض القوى الظلامية تشويه الفن وإظهاره كما لو كان لعنة يجب الفرار منها، وحرمت تحية السلام الوطني كما حرمت تحية العلم، فالهدف تفتيت وحدة الشعوب تمهيدا للسيطرة عليها والتهام مقدراتها.

مضت مائة سنة على النشيد الذي تعرض لمؤامرات كثيرة أحبطها الشعب بقدر عال من الثبات والتماسك والانتماء، وكم يتمنى المرء لو أن سيد درويش قد عاش ليرى كيف تحدى لحنه الزمن والمحن وكيف تغنت به الملايين فهذه هي أكبر جائزة وأعلى شهادة في الجودة والأصالة والوطنية، عرض وتحرير د. أسامة عفيفي، مائة عام على نشيد بلادي، سيد درويش 
روابط 
نشيد بلادي - تحليل موسيقي  
مؤامرة لتغيير نشيد مصر القومي بلادي بلادي 
فشل حملة تغيير نشيد مصر القومي بلادي بلادي 

أم كلثوم - النجريدي - لي لذة في ذلتي

لي لذة في ذلتي وخضوعي - أم كلثوم 1925
كلمات نصر الله الدجاجي
ألحان أحمد صبري النجريدي
ملاحظات فنية
القالب - قصيدة  
المقام الموسيقي - نهاوند
الأسلوب السابق الأقرب - أبو العلا محمد
الطبقة الصوتية - خفض نصف درجة عن درجة ركوز المقام الطبيعية (راست / دو)
الكلمات - تبدو الكلمات في هذه القصيدة وكأنها من تأليف رامي، وهذا يؤكد ما أشرنا إليه في مناسبات سابقة بأن القبول المجتمعي لأفكار أو معاني معينة في شعر أو أغنية ما مرهون أساسا بتقبل المجتمع لها وقت ظهورها، ويعني أن صورة المحب الذليل لم تكن نتاج أفكار رامي وحده، وهي صورة تغيرت مبكرا في ألحان عبد الوهاب ومتأخرا في أعمال رياض السنباطي التي ارتبطت طويلا بأحمد رامي

لي لذة في ذلتي وخضوعي
واحب بين يديك سفك دموعي
وتضرعي في رأي عينك راحة لي
من هوى قد كن بين ضلوعي
ما الذل للولهان في شرع الهوى عار
ولا جور الهوى ببديع
فرضا أسات فأين عفوك مهجتي
عمن رجاك لقلبه المصدوع
جودي رضا من عفو لطفك
واغنه بجمال وجهك عن سؤال شفيع 

الأحد، 3 فبراير 2019

أم كلثوم لا تزال على القمة بعد 44 عاما


مر 44 عاما على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم ولم يزل الشرق يستمع إلى صوتها وكأنها تشدو بالأمس القريب. تغير الجمهور وظهرت أجيال جديدة ونجوم جديدة في عالم الفن لكن لا شيء يمس مكانة أم كلثوم العالية ولا حتى يشير إلى قدم فنها النسبي، خاصة أنها بدأت تغني قبل نحو مائة عام.
يقف نفس الموقف محمد عبد الوهاب الذي بدأ في نفس التوقيت تقريبا، ويظل الإسمان الكبيران يحتلان القمة حتى الآن في القرن 21 بلا منازع، فرق واحد هام بينهما أن عبد الوهاب كان ملحنا بجانب كونه مطربا، أما أم كلثوم فقد استعانت بقامات عالية من الملحنين الأكفاء، بمن فيهم عبد الوهاب نفسه في أواخر عهدها، أهمهم محمد القصبجي، زكريا أحمد، ورياض السنباطي. وتضم قائمة ملحنيها فنانين كبار من العهد القديم مثل أبو العلا محمد وصبري النجريدي وداود حسني، ومن العصر الأحدث مثل محمد الموجي وكمال الطويل وبليغ حمدي.

على التوازي لم يكن عبد الوهاب في حاجة إلى هذا الجيش المخيف من الفنانين الكبار، فقد صنع جميع ألحانه بنفسه وأحكم صنعها لمنافسة جميع ملحني أم كلثوم بالإضافة إلى المنافسة بينهما في الغناء، واستطاع أن يعتلي قمته بسهولة في جميع المراحل، حتى عندما قام بالتلحين لها وضع ألحانا جعلت غيره من ملحني أم كلثوم يسيرون في ركبه بدلا من منافسته.

لماذا نشير في هذا المقام إلى عبد الوهاب وبهذا الشكل؟ لأن البحث عن إجابة على السؤال لماذا احتفظ فنانو القمة بمكانتهم بعد رحيلهم بعدة عقود هو الأهم والأجدى في طريق معرفة كيف تسير مسيرة الفن. الواقع أن هؤلاء الفنانين، مطربين وملحنين، وكذلك الشعراء، تمكنوا من البقاء وعلى القمة، ليس فقط بإبداعاتهم وإنما لأن الفن نفسه لم يتغير، بمعنى أنه لم يقدم الجديد أو الأحدث

عندما ظهر عبده الحامولي ومحمد عثمان في القرن 19، ثم سلامة حجازي وكامل الخلعي وداود حسني بين القرنين 19 و 20، ثم سيد درويش وكوكبة الأساتذة الرواد في القرن العشرين جدد كل منهم وأضاف ما استطاع، وظل الحال كذلك حتى قرب نهاية القرن العشرين، لكن ماذا حدث بعد ذلك؟ شيء غريب فعلا .. فلا قدم الفنانون الجدد شيئا جديدا ولا حتى ساروا على الأنماط السابقة مضمونة النجاح! 
الخلاصة أن الإبداع الفني هو الذي توقف. وبطبيعة الحال يمكن أن يكون لدينا مئات بل ألوف من الأصوات الجديدة الجيدة ولكن .. لن تدخل هذه الأصوات التاريخ حتى يكون لديها إبداع في الألحان التي تستلزم بدورها الكلمة الصادقة والموحية والمعبرة .. وهذا أساس أزمة فن الغناء الآن، ولهذا تعاني الأغنية من فقر معنوي وتعبيري ولم تعد تتمتع بنفس التأثير في نفوس الجماهير الذي كان للأغنية في الماضي

أما لماذا أصيبت الكلمة بالفقر والسطحية والاصطناعية وغيرها من الظواهر فهذا يحتاج إلى البحث في التغيرات المجتمعية في الوطن العربي بصفة عامة، وأسبابها السياسية والاقتصادية. مثل هذه التغيرات كانت دائما طفيفة في ظل الاستقرار النسبي للمجتمعات العربية، ولأنها كانت في الغالب إلى الأفضل. 
لكن العقود الأخيرة من القرن العشرين بعد رحيل أم كلثوم لم تنبئ بأي خير. كلها فترات حروب وصراعات وانكماش وتخلف اقتصادي واجتماعي، ثم زاد الطين بلة أن المنطقة العربية تعرضت لأخطار جسيمة في القرن 21 نتج عنها ليس فقط تغيرات مجتمعية وعدم الاستقرار بل زوال دول بأكملها من على الخريطة السياسية وتحول مواطنيها إلى لاجئين مشردين في شتى بقاع العالم هربا من الجوع والدمار .. هل يمكن توقع ازدهار الأدب والشعر والفنون في ظل أوضاع كهذه؟ لهذا نقول لم تظهر أم كلثوم أخرى ، ولن تظهر طالما ظل الأمر على ما هو عليه الآن في 2019
 
لكن هل هذا هو كل شيء؟ أليس هناك أي أمل قريب؟ الإجابة هناك أمل .. لكنه يتطلب أولا الاعتراف بأن الغناء وحده ليس كافيا، فهناك أشكال أخرى من الفن لا تحتاج للكلمات ولا للألحان الطويلة .. فالموسيقى وحدها يمكن أن تخلق حالة تعبيرية شديدة التأثير دون أن ننطق بكلمة، موسيقى المقطوعات والموسيقى التصويرية وموسيقى المناسبات القومية والتاريخية والدينية، وحتى موسيقى الإعلام والإعلان. 

وفي الغناء ألا ننسى أن في تراثنا الشعري العربي كنوز من الجمال والحكمة لم تغن من قبل، وأن أم كلثوم وعبد الوهاب قد اختارا بنظر ثاقب بعض لآلئ الشعر القديم ولم يمنعهما عن ذلك أن الشعر الحديث الراقي كان في متناول أيديهما، والذي أبدعه شعراء كبار مثل البارودي شوقي وحافظ ابراهيم وغيرهم كثر

هكذا نصل إلى أن الفن يمكنه النهضة من جديد، فقط بتوفر الهمة الصادقة والعقول الجادة ونبذ التجاري والرخيص لمصلحة البلاد والعباد. ولا يجب أن ننسى كذلك أن تلك الكوكبة الرائعة من الفنانين الذين ظهروا في التاريخ العربي الحديث لم يظهروا في مجتمعات مثالية، فقد واجهوا التخلف وسيطرة الأجنبي واستعباد الحاكم وطمس التاريخ، واستطاعوا إشعال شموعهم ببراعة وسط ظلام حالك .. بهذا التوجه يمكن الخلاص من الدائرة المغلقة التي نجد أنفسنا فيها اليوم نجتر الفن الماضي، ولا نجد خارجها إلا ما يدفعنا إلى الرجوع إليها، د.أسامة عفيفي الذكرى 44 لرحيل أم كلثوم

أم كلثوم - النجريدي - طلع الفجر

طلع الفجر ولاح - أم كلثوم 1925
(زمان الوصل)
كلمات أحمد رامي
ألحان أحمد صبري النجريدي 
ملاحظات فنية
القالب - قصيدة  
المقام الموسيقي - هزام
الأسلوب السابق الأقرب - سلامة حجازي
الطبقة الصوتية - تم رفع طبقة الصوت درجة وربع لتمكين الغناء في قرار المقام الأدنى

طلع الفجر ولاح فى سويعات الصبا
بين خلان وراح وأناشيد الصبا
ما أحيلاه زمن 
يا زمان الوصل أهلا مرحبا ألفا وسهلا
مارأت عيناى أحلى منك بل أشهى وأغلى
كلنا فيك افتتن 
روابط