كلاسيكيات الموسيقى العربية * أرشيف * استماع *  تحميل *  نقد فنى *  تحليل موسيقى* أفلام * صور *  تسجيلات * كلاسيكيات الموسيقى العربية
كلاسيكيات الموسيقى العربية * الخمسة الكبار * سيد درويش * محمد القصبجى * زكريا أحمد * محمد عبد الوهاب * رياض السنباطى * نجوم الغناء العربى * أم كلثوم * عبد الوهاب * فيروز * عبد الحليم * ألحان التراث * موشحات * قصائد * أدوار * كلاسيكيات الموسيقى العربية

الاثنين، 26 ديسمبر 2011

سهرت منه الليالي - محمد عبد الوهاب

سهرتُ منه الليالي - محمد عبد الوهاب
فيلم دموع الحب 1935
إيقاع تانجو - مقام نهاوند / دو مينير

لا تزال هذه الأغنية تجذب أذن المستمع العربي بعد عشرات السنين منذ ظهورها لأول مرة في السينما عام 1935 في فيلم دموع الحب ، وهي من الأغنيات المجددة في عالم الأغنية العربية ، استخدم فيها عبد الوهاب عدة أدوات ووسائل حديثة جعلتها تختلف كلية عما كانت عليه الأغنية العربية قبل ذلك الوقت ، ولا شك أنها خطوة مبكرة على طريق تحديث الموسيقى العربية
كان إيقاع التانجو من الموجات الحديثة السائدة في أوربا وقتها واكتسب شعبية كبيرة في كل الأوساط، واقترنت أغانيه برقصة التانجو التي اشتهر بها ثم انتقل إلى أمريكا اللاتينية ليستوطن بها ويصبح علامة من علامات الموسيقى المحلية اللاتينية ، وحتى وقتنا هذا يعاد إنتاج القديم منه وتقدم أغنيات جديدة باستمرار في قالب التانجو ، ويبدو أن اللاتينيين المعروفين بعدم اكتراثهم كثيرا بموجات وموضات الفن الأوربي والأمريكي وميلهم أكثر إلى إنتاج وتقديم ما يفضلونه هم من فن بل وتصديره إلى العالم، كانوا وما زالوا يتمسكون بفنونهم دائما لكنهم منفتحون على فنون العالم يلتقطون منه ما يعجبهم
اقترنت خطوات عبد الوهاب في اتجاه التحديث بخصائص جعلت من تجربته مدرسة خاصة
  • البدء من حيث انتهى الآخرون ، أي التفاعل مباشرة مع أحدث ما ينتجه العالم من فنون
  • الحفاظ على العناصر الشرقية الأصيلة في ألحانه المحدثة 
  • تطويع اللفظ العربي للقوالب الحديثة
  • مزج الشرقي بالغربي بطريقة سلسة ومستحبة لدى الجمهور
  • تطويع المقامات العربية وطريقة الغناء للأساليب والقوالب الجديدة
  • تطوير الفرق الموسيقية بإدخال آلات جديدة وأساليب عزف مبتكرة
  • الاهتمام بالأناقة والشياكة والحداثة في المظهر العام للمسرح والمطرب والأوركسترا بما يضيف قيمة اجتماعية للعمل وللفنانين وللفن عموما
في هذا اللحن من مقام نهاوند ، دو مينير ، لا يكتفي الملحن بالمقام الرئيسي بل يصول ويجول في عدة مقامات كعادته قبل العودة الدرامية إلى التيمة الأساسية، ويتبادل النهاوند بصفة خاصة مع مقام النوا أثر، وهو فرع من فروعه، حيث يختم به الغناء
وفي "سهرت" التي تأخذ شكلا غربيا تماما في البداية نجده يغني قصيدة من الشعر العربي الفصيح كما أنه يستخدم مقام "السيكاه البلدي" مرتكزا على خامسة المينير ، وهو مقام شعبي شائع الاستخدام عند المشايخ من مقرئي القرآن الكريم وهو من أصعب المقامات، ليس بسبب تركيبته فقط بل تكمن صعوبته في الدخول إليه والخروج منه إلى مقامات أخرى، حيث أنه لا يشتق من مقام ولا يشتق منه مقام ، وعلى الملحن أو المطرب أداؤه على نفس درجة ركوز المقام السابق أو اللاحق له رغم ركوزه على ثلاثة أرباع الدرجة وهذا يجعل أداءه غاية في الصعوبة ، لكن هذه الصعوبة نفسها هى التى تحقق الطرب لدى السامع مضيفة تحولا غير متوقع من المقام السائد
لنستمع إلى "سهرتُ" من محمد عبد الوهاب 
سهرتُ منه الليالي - محمد عبد الوهاب