كلاسيكيات الموسيقى العربية * أرشيف * استماع *  تحميل *  نقد فنى *  تحليل موسيقى* أفلام * صور *  تسجيلات * كلاسيكيات الموسيقى العربية
كلاسيكيات الموسيقى العربية * الخمسة الكبار * سيد درويش * محمد القصبجى * زكريا أحمد * محمد عبد الوهاب * رياض السنباطى * نجوم الغناء العربى * أم كلثوم * عبد الوهاب * فيروز * عبد الحليم * ألحان التراث * موشحات * قصائد * أدوار * كلاسيكيات الموسيقى العربية

الخميس، 12 نوفمبر 2009

زكريا أحمد 1896 - 1961

الشيخ زكريا أحمد .. اسم كبير في عالم الفن ، وهو ليس فقط من كبار الملحنين وإنما من صناع التراث الموسيقي
 

والمتأمل لموسيقاه يجد في ألحانه عذوبة شرقية قلما يوجد مثلها ، والشيخ زكريا له أكثر من 1000 لحن منها 61 لحن لأم كلثوم. وقد غنى له كبار المطربين وقدم للمسرح عشرات الأوبريتات كما قدم العديد من الألحان للسينما وسجل بصوته بضعة ألحان منها لحنان للتليفزيون عام 1960 أثارا إعجاب الجمهور القديم والجديد على السواء نظرا لأدائه المتفرد 
يا صلاة الزين - زكريا أحمد 

والشيخ زكريا هو آخر عضو في سلسلة الفنانين المشايخ الذين ظهروا في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في مصر ، وهم كثر لكن نذكر منهم على سبيل المثال
الشيخ درويش الحريري ، الشيخ علي محمود ، الشيخ سلامة حجازي ، الشيخ علي المغربى ، الشيخ عبد الرحيم المسلوب ، الشيخ علي الحارث ، الشيخ علي فياض، الشيخ أبو العلا محمد ، الشيخ سيد الصفتي ، الشيخ سيد مرسي ، الشيخ اسماعيل سكر ، الشيخ أحمد الحمزاوي ، الشيخ سيد درويش

تـواريــــخ 
عام 1896 ميلاد زكريا أحمد في 6 يناير 1896
عام 1914 زكريا أحمد منشدا
عام 1919 زكريا أحمد ملحنا
عام 1924 زكريا أحمد يبدأ التلحين للمسرح 65 أوبريت تضم 500 لحن
عام 1924 أول أوبريت لزكريا أحمد لفرقة علي الكسار
عام 1927 لفرقة زكي عكاشة
عام 1928 لفرقة نجيب الريحاني
عام 1930 لفرقة صالح عبد الحي
عام 1931 زكريا احمد يلحن لأول مرة لأم كلثوم اللي حبك يا هناه
عام 1931 زكريا ملحن الدور يبدأ تلحين 9 أدوار لأم كلثوم
عام 1936 ألحان زكريا في السينما بصوت أم كلثوم
عام 1941 زكريا وبيرم ثنائي يتجه نحو القمة مع صوت أم كلثوم
عام 1943 زكريا يبدع الأغنية الحديثة مع أنا في انتظارك وحبيبي يسعد أوقاته
عام 1945 زكريا يتفرد بالألحان البدوية وشهرته تصل للعالم العربي
عام 1947 زكريا أحمد وأم كلثوم في خلاف يستمر 13 سنة
عام 1960 عودة زكريا للتلحين لأم كلثوم في هو صحيح
عام 1960 الشيخ زكريا يسجل للتليفزبون ويستحدث مفهوم الأداء الجيد
عام 1961 وفاة زكريا أحمد 15 فبراير 1961 بالقاهرة
عام 1970 عودة مسرح زكريا أحمد للحياة في سيدى منجد وعزيزة ويونس
عام 1980 بداية إحياء ذكرى الشيخ زكريا بتقديم أعماله كل عام 


زكريــا أحمد - النشــأة 
من مواليد 6 يناير عام 1896 لوالده الشيخ أحمد حسن الذي كان يعمل بالجامع الأزهر ومن حفظة القرآن الكريم
كان والد زكريا يهوى سماع التواشيح الدينية ذات المقامات العربية الأصيلة ، فتأثر به ونمت لديه هواية الألحان ، لكن الوالد أراد لولده الاتجاه نحو المشيخة والعلم الديني فألحقه بأحد الكتاتيب ثم بالمدرسة الابتدائية ثم التحق بالأزهر الشريف ، فتلقى العلوم الدينية وعلوم اللغة العربية وأجاد حفظ وتلاوة القرآن الكريم ومن هنا لقب بالشيخ زكريا. وكان للشيخ زكريا حضور فني قوى أثناء دراسته بالأزهر ، فكان يثير الإعجاب في منتديات القراءة والتلاوة بصوته وأدائه الفذ وكان نجم حفلات التكريم التي تقام في المناسبات العلمية
كان زكريا أحمد يتمتع بحاسة موسيقية جعلته يتتبع غناء كبار المنشدين والمطربين وتأثر بمنشدي التواشيح الدينية كالشيخ درويش الحريري ، كما تأثر بألحان عبده الحامولي والشيخ سلامة حجازي ، وكان يذهب إلى أماكن تواجدهم وحفلاتهم ويحفظ ألحان هؤلاء بسرعة عجيبة ، وأصبح يشتري كتب الأغانى والموشحات والموسيقى
أزعجت هوايته هذه والده كثيرا فأخفى الشيخ زكريا كتب الأغانى وسط الكتب العلمية ، لكن سرعان ما اكتشف أمره وعنفه أبوه بشدة وكان شديد القسوة معه ، مما أخاف الشاب الصغير وجعله يترك منزل أبيه لا يعرف إلى أين يذهب وقد ضاقت به الدنيا
حزن الوالد كما اكتأب الولد لكن بعد ايام توسط أهل الخير بينهما فعاد الشيخ زكريا إلى منزل أبيه ، وبدأ الأب الذى استبد به القلق على مستقبل ابنه ومصيره يحاول إسداء النصح له .. إن الفن في رأيه لا يطعم ولا يفيد ، وهاهم أساطين الطرب وأساتذة التلحين عبده الحامولي ومحمد عثمان ومحمد سالم ، قد ماتوا جميعا فقراء ..
لم يكن ذلك المنزل الذي عاد إليه زكريا بالمنزل الهادئ بأي حال ، فقد ماتت والدته وتزوج والده بأخرى كانت تتفنن في تدبير المكائد له وتثير عليه والده باستمرار حتى يئس من حياة مستقرة ، وبدأت الفن يلهب خياله ويواسيه في معاناته ، فسار في طريق الفن يزور المسارح ويرتاد الحفلات ليسمع ويتعلم وأصبح الفن ملاذه وملجأه 


الأســــاتذة 
الشيخ درويش الحريري
كان من حظ الشيخ زكريا أن التقى بالموسيقار الشيخ درويش الحريري ولاحظ هذا الأخير حب الشيخ الصغير للفن وحرصه الشديد على التعلم كما قدر فيه حاسته الموسيقية وحسن استماعه وحفظه السريع ، فقرر أن يهب تلميذه مما وهبه الله من علم بالفنون وأسرارها ودرس الشيخ زكريا على يديه العلوم الموسيقية ، وبدأ بالمدائح النبوية وفنونها من مقامات وأوزان فحفظها وأجاد أداءها
الشيخ علي محمود 
تقديرا منه ألحق الشيخ الحريري تلميذه زكريا ببطانة الشيخ علي محمود الذي كان خبيرا بالعلوم الموسيقية وفن التلاوة ، فكان يحضر معه التسابيح التي تتلى قبل الفجر بساحة مسجد الحسين بالقاهرة ، كانت تلك التسابيح تؤدى من مقامات موسيقية مختلفة على مدى أيام الأسبوع ، وتعلم منها الشيخ زكريا الكثير
الشيخ على المغربى ، وقد تلقى الشيخ زكريا على يديه أصول علم المقامات والأوزان وكيفيات التلحين
الشيخ محمد عبد الرحيم المسلوب
من أوائل الرواد الملحنين في القرن التاسع عشر ، وهو أستاذ من أساتذة سيد درويش وقد أخذ عنه الموشحات العربية ، وقد ظهر تأثر الشيخ زكريا بالشيخ عبد الرحيم في اقتباسه لمذهب أغنية له من قالب الطقطوقة اشتهرت كثيرا هي " ياحليوة يا مسليني" في لحنه لأم كلثوم "حبيبي يسعد أوقاته" ، وفي هذا إشارة إلى أن الحركة التجديدية التى بدأها الشيخ عبد الرحيم المسلوب وأكملها عبده الحامولي ومحمد عثمان في القرن 19 قد امتد تأثير موجتها إلى أواسط القرن العشرين
عبده الحامولي المطرب الأول حتى نهاية القرن 19 
محمد عثمان ملحن الأدوار الفـذ حتى بداية القرن العشرين
إبراهيم القباني ، ملحن الأدوار المعروف في بداية القرن العشرين 

البدايـــات الفنيــة 
في عام 1914 في بداية حياته الفنية التحق الشيخ زكريا منشدا ببطانات المشايخ كالشيخ علي محمود والشيخ إسماعيل سكر وبدأ يظهر فى حفلاتهم ، فتعرف الناس على صوت زكريا أحمد وأدائه المتميز. ثم بدأت الفرق الغنائية الأخرى تجتذبه للعمل بها ، منها فرقة الشيخ أحمد الحمزاوي والشيخ سيد مرسي ، وحصل الشيخ زكريا في بداية طريقه على إعجاب الناس والفنانين على السواء 

الشيخ زكريا أحمد الموسيقار والملحن 
في عام 1919 بدأ الشيخ زكريا مشواره الفني كملحن ، بعد أن اكتملت المعرفة الفنية بحفظ التراث ودراسة أصول الموسيقى والتلحين والتدوين الموسيقى ، وقدمه الشيخان الحريري وعلي محمود لإحدى شركة الاسطوانات كملحن موهوب ، فتعاقد معها على بعض الألحان ، وبهذا بدأت نجحت أول تجربة احترافية له 

المسـرح الغنــائي
في عام 1924 قرر الشيخ زكريا التلحين للمسرح الغنائي ، واستمر يلحن المسرحيات الغنائية لمختلف الفرق حتى بلغ عدد أوبريتاته 65 أوبريت ، وهو بذلك يمتلك أكبر قائمة من بين الملحنين فى التلحين للمسرح ، ومنها
لفرقة علي الكسار
عام 1924 دولة الحظ
عام 1925 الغــول ، ناظر الزراعة ، عثمان ح يخش دنيا ، الطنبورة ، الخالة الأميركانية ، ابن الرجا
عام 1926 أنوار ، 28 يــوم ، آخر المـودة ، نادي السمر ، أبو زعيزع ، الوارث ، حكيم الزمان
عام 1927 ملكة الجمال ، قفشتك ، ابن فرعون ، زهرة الربيع ، الساحر ابو فصادة ، حلم ولا علم ، السكرتير ، غاية المنى ، بدر البدور ، خمسة مليون
عام 1928 الكنـــوز: عام 1929 العروسة و العيلة و مين فيهم ، ما فيش منها ، ابن الاومباشي ، طاحونة الهوا ، ملكة الغابة
لفرقة زكي عكاشة: عام 1927 علي بابا ، الأســتاذ
لفرقة نجيب الريحانى: عام 1928 ياســمينة ، البــلابل ، الدنيا جرى فيها إيه
لفرقة صالح عبد الحي: عام 1930 قاضي الغــرام ، عيد البشــاير ، الهــادي
لفرقة منيرة المهدية: روايات أبو النــوم ، الأميرة الهندية
للفرقة القومية للتمثيل والموسيقى: روايــة عزيزة ويونس ، وهي آخر ما قدم للمسرح

احتوت أوبريتات زكريا ومسرحياته على أكثر من 500 لحن لاقى معظمها النجاح والانتشار وساهمت في صنع مجد الشيخ زكريا الفني ، كما ساهمت في صنع ذوق الجمهور بالحفاظ على النغم الشرقي الأصيل 


ألحـــان الأدوار 
عاصر الشيخ زكريا مجد الدور الغنائي وكان لابد له من تثبيت أقدامه في ذلك المضمار ، وبدأ عام 1931 تلحين لحن 9 أدوار لأم كلثوم منها يا قلبي كان مالك ( راست) ، هو ده يخلص من الله ( زنجران) ، إمتى الهوى ييجى سوا ( هـزام ) ، ومعظمها من نظم مؤلفين قدامى

والشيخ زكريا هو آخر من لحن الدور من الملحنين وكان آخرها دور عادت ليالي الهنا لأم كلثوم من نظم أحمد رامي عام 1938، وبهذا الدور انتهت تقريبا دورة الأدوار التي بدأها عبده الحامولي ومحمد عثمان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، حيث تراكمت التحديثات بفضل المجددين الرواد في أوائل القرن العشرين ، شعراء وملحنين ، مؤدية إلى ظهور الأغنية الحديثة وصعودها إلى قمة القوالب الغنائية ، ولم يعد يغنى الدور بعد ذلك إلا في إطار إحياء التراث 


الأغاني والطقاطيق 
كان تأثير ألحان الشيخ زكريا من الأغاني والطقاطيق ساحرا لا يجارى ، فهو يتبارى مع الملحنين الآخرين في إبراز جانبين غاية في الأهمية ، الموسيقى الشعبية والأنغام الشرقية ، فيستقبلها الجمهور بحفاوة بالغة لما فيها من أصالة وخفة في نفس الوقت ، وقد صنع الشيخ زكريا من كلمات بيرم التونسي الشعبية صورا فنية هي لآلئ نادرة يصعب تصور تلحينها بواسطة غيره من الملحنين

وقد سجل بعض ألحانه بصوته مثل ياللي باهواك ، قلبي يميل ، انت ياعيني ، ياجريح الغرام
ومن أغانيه المشهورة الورد جميل وأغنية ياصلاة الزين ، وقد غناها بنفسه للتليفزيون المصري بعد تسجيلها بصوت أم كلثوم بنحو عشرين عاما في عام 1960 وهو في الرابعة والستين من عمره ، وقد انبهر الناس بأداء الشيخ زكريا لهاتين الأغنيتين واهتزت مشاعرهم حتى صار المطربون ، بل وبعض الملحنين ، يقلدون أداءه وهو في تلك السن ، وبهذا الأداء أدخل زكريا أحمد مفهوما جديدا على الأغنية العربية أصبح اصطلاحا معروفا فيما بعد ويقصد به الأداء. فقد قبل الجمهور ربما لأول مرة في تاريخ الشرق غناء من صوت لا يمكن أن يكون مطربا ، إنه شيخ كبير ، ذو صوت أجش ، نفسه متقطع ، ولم يحترف الغناء من قبل طويلا بل ظل ملحنا معظم مشوار احترافه ، لكن بعض الناس قالوا بأن أداء الشيخ زكريا تفوق على أداء أم كلثوم نفسها في أغنية الورد جميل ، ولم يكن الجمهور هو الجمهور ، فقد كانت هناك أجيال جديدة في عصر التليفزيون تذوقت أداء زكريا أحمد الرائع كما تذوقه الجيل القديم

من أغانيه الوطنية يا أرض رجي ، خلي السيف ، ياويل عدو الدار
من أشهر الطقاطيق حاتجن ياريت يا اخواننا مارحتش لندن ولا باريس ، يأهل المغنى ، ولفتحية أحمد أغنية ما زالت تردد لليوم هى يا حلاوة الدنيــا 

يا حلاوة الدنيا - غناء فتحية أحمد 

الشيخ زكريا والسينما 
قدم الشيخ للسينما ألحانه في جميع أفلام أم كلثوم بداية من عام 1936، كما قدم العديد من الألحان في أفلام أخرى. ويذكر له أنه كان من أبرع الملحنين في تلحين الأغانى البدوية التي كان يصيغ معظمها بيرم التونسي وحققت له نجاحا خاصا في البلاد العربية التي كانت تقبل على اللهجة البدوية في الأغانى 

الشيخ زكريا وأم كلثوم 
بدأ الشيخ زكريا التلحين لأم كلثوم عام 1931 بأغنية اللي حبك يا هناه من تأليف أحمد رامي ، ولزكريا أحمد سجل طويل من الأغنيات التي لحنها لأم كلثوم بلغت حوالي 60 أغنية بعضها للسينما ، وكان آخر ألحانه لها أغنيتها الشهيرة هوه صحيح الهوى غلاب عام 1960
ومن أشهر ما لحن لها أهل الهـوى ، الآهـات ، الأمـل ، أنا في انتظارك ، كل الأحبة اتنين ، هوه صحيح ، غني لي شوي شوي ، عن العشاق سألوني ، الورد جميل ، الليلة عيد ( حبيبي يسعد أوقاته)

حبيبي يسعد أوقاته (الليلة عيد) - أم كلثوم 
تميزت ألحان زكريا لأم كلثوم بطابع خاص جعلها تتميز عن ألحان غيره لها. وغير ألحان الأفلام فإن ما غنته له على المسرح في حفلاتها يعتبر من درر الموسيقى الشرقية ، والحقيقة كان الشيخ نهرا لا ينضب من الألحان البديعة والغنية، ووصفه صديقه الفنان السكندري محمد عفيفي بأنه كان "يخيف" الملحنين الآخرين ، فألحانه تفيض فيضا تلقائيا لا تصنع فيها ولا تكلف ، ويتلقاها الجمهور دائما بالإعجاب. 
ورغم إعجابه بصوت أم كلثوم وإعجابها هي الأخرى بألحانه لم تكن علاقتهما دائما على ما يرام ، بل كان بينهما محاكم وقضايا في بعض الأحيان ، ويذكر أن طلبت منه أم كلثوم لحنا ذات مرة فطلب خمسة آلاف جنيه ثمنا له وكانت أجور الألحان وقتئذ بالمئات وليس بالآلاف ، وعندما رفضت أم كلثوم طلبه تقاطعا لسنوات ، لكنهما عادا واصطلحا ولحن لها عام 1960 هوه صحيح الهوى غلاب من كلمات بيرم التونسي قبل وفاتهما بعام واحد. 
من أهم ألحان زكريا لأم كلثوم
عام 1931 اللي حبك يا هناه ( طقطوقة / راست) ، هوه ده يخلص من الله ( دور / زنجران) ، جمالك ربنا يزيده ( طقطوقة / جهاركاه) ، يا قلبي كان مالك ( دور / راست)
عام 1932 إمتى الهوى ( دور / راحة أرواح) ، العزول فايق ورايق ( طقطوقة / عراق)
عام 1934 شجاني نوحي ( مونولوج / بياتي)
عام 1935 آه يا سلام ( دور)
عام 1936 يا ليل نجومك ( أغنية / صبا ) ، مين اللي قال ( دور / راست)
عام 1938 عادت ليالي الهنا ( دور / بياتي )
عام 1940 بكرة السفر ( طقطوقة / بياتي)
عام 1941 كل الأحبة ( أغنية / راست)
عام 1942 القطن فتح ( أغنية / صبا )
عام 1943 أنا في انتظارك ( أغنية / حجاز) ، الآهــات ( أغنية / هزام) ، حبيبي يسعد أوقاته ( الليلة عيد - أغنية / بياتي )
عام 1944 أهل الهوى ( أغنية / نهاوند) ، الأوله في الغرام ( أغنية / حجاز)
عام 1945 عن العشاق ( أغنية / شوق أفزا) ، قوللي ولا تخبيش ( طقطوقة / هزام) ، غني لي شوي ( طقطوقة / راست) ، زهر الربيع ( قصيدة / هزام)
عام 1946 الأمـــل ( أغنية / راست) ، حبيب قلبي وافاني( أغنية / راست سوزناك)
عام 1947 جمال الدنيا ( طقطوقة / شوري) ، نصرة قوية ( أغنية / راست) ، الورد جميل ( أغنية / هزام)
عام 1960 هوه صحيح الهوى غلاب ( أغنية / صبا ) 


الشيخ زكريا وسيد درويش
يقال كثيرا أن الشيخ زكريا قدم بألحانه امتدادا لألحان الشيخ سيد درويش ، وربما يحتاج هذا القول إلى بعض التأمل
هناك ألحان مشهورة للشيخ زكريا من مقام جديد على الموسيقى العربية من ابتكار الشيخ سيد درويش وهو مقام الزنجران ، مثل دور هوه ده يخلص من الله لأم كلثوم ، وأغنية يا حلاوة الدنيا لفتحية أحمد ، وهذا يدل على أن زكريا أحمد قد سار على خطى سيد درويش رغم أنه عاصره

الألحان الموغلة في الشرقية التي قدمها الشيخ زكريا ، والمليئة بالصور الشعبية توحي بإخلاصه للتراث الشعبي كمصدر لموسيقاه وألحانه كما كان الحال مع سيد درويش ، وإذا سمعنا الناس في الأفراح والمناسبات الشعبية يغنون يا صلاة الزين ، ويغنون يا حلاوة الدنيا في ابتهاج ومرح بعد مرور نحو نصف قرن على تلحينها فهو أمر يستحق النظر. والحقيقة إن أغنية الليـلة عيـد لأم كلثوم ( حبيبي يسعد أوقاته) قد أصبحت تراثا ليس فنيا فقط ، بل تقليدا اجتماعيا قل أن ينجح أحد في صنع مثله. إن أغنية واحدة لا تصنع مجد فنان ، لكنها إذا أصبحت رمزا شعبيا لدرجة أن لا يشعر الناس بمقدم العيد إلا بسماعها مهما مرت السنين يجعلنا نضع هذا الفنان في مصاف صناع التراث
الشيخ زكريا وبيرم التونسي
لا يمكن أن يأتي زكريا أحمد دون ذكر بيرم التونسي ، والعكس صحيح ، فقد تلازم الاثنان تلازما شخصيا وفنيا وكونا معا ثنائيا غزير الإنتاج عميق التأثير في الناس والمجتمع ، ولا تزال أعمالهما المشتركة تردد للآن وكأنها صنعت بالأمس القريب

ومن أعمال زكريا وبيرم المشتركة ..
أغاني أم كلثوم ، أجمل أغانيها ومنها بكرة السفر ، يا فرحة الأحباب ، أنا في انتظارك ، الآهات ، الأوله في الغرام ، حبيبي يسعد أوقاته ، أهل الهوى ، غني لي شوي شوي ، عن العشاق سألوني ، قوللي ولا تخبيش يا زين ، الأمــل ، حبيب قلبي وافاني (الحلم) ، نصرة قوية ، الورد جميل ، هوه صحيح
طقاطيق حاتجن ياريت يا اخواننا مارحتش لندن ولا باريس ، يأهل المغنى دماغنا وجعنا، آدى وقت البرنيطة ، قدر ده وده
أوبريتات أوبريت عزيزة ويونس
اقترب زكريا من بيرم كثيرا حتى في قدرهما ، فقد عاشا تقريبا لنفس العمر وتوفي الشيخ زكريا في ذكرى الأربعين لوفاة بيرم 


إحياء ذكرى الشيخ زكريا 
في عام 1970 أى بعد وفاته بعشر سنوات كانت ألحان زكريا أحمد لأم كلثوم ملء الأسماع ، لكن بدأت تظهر على الساحة ألحان لزكريا غير تلك التي غنتها أم كلثوم ، وبعد طول غياب. فأعيد تقديم أوبريتات سيدي منجد وعزيزة ويونس ، وعادت للظهور ألحان لم يسمعها الجمهور مثل حلاوة الدنيا ، وحاتجن يا ريت يا اخواننا ، كما قدمت ألحان لم يقم بتسجيلها مثل آدي وقت البرنيطة ، قدر ده وده ياما ناس كمالة عدد ، وجميعها من نظم بيرم ، ولاقت تلك الأعمال قبولا جماهيريا كبيرا وتنافست فرق الكورال على حفظها وتقديمها فى برامجها. 
وقد بدأت هذه الحركة في الإسكندرية مسقط رأس بيرم وسيد درويش، وكان الشيخ زكريا يتردد عليها باستمرار. وكانت تربطه صداقة بالملحن السكندرى المحب لألحان الشيخ زكريا وسيد درويش محمد عفيفي ، وبعد وفاة زكريا قرر محمد عفيفي أن يقدم ما لديه من كنوز غير معروفة للشيخ زكريا ، أسوة بما كان يقدمه من أعمال سيد درويش وقام بكتابة النوت الموسيقية وتدريب الفرق عليها. ثم بعدها بعشر سنوات أخرى بدأ تقليدا بإحياء ذكراه مع ذكرى بيرم كل عام حيث تقاربت تواريخ مولدهما ووفاتهما في احتفال بأحد مسارح المدينة. 
كانت القاهرة مشغولة في السبعينات بألحان محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي والسنباطي ومن هم بعدهم ، بينما نسي الناس الملحنين السابقين الذين توقفوا عن التلحين ، حتى من كان منهم على قيد الحياة مثل كمال الطويل ، ومحمد القصبجي ، غير أن حركة الإسكندرية نجحت في تصدير الفكرة إلى القاهرة بعد عشر سنوات ثالثة! وبدأت فرق القاهرة تقدم ألحان الشيخ زكريا من جديد وتحيي ذكراه بانتظام مع ذكرى بيرم التونسي

نقـــد زكريا أحمد 
* بالرغم من موهبته العالية إلا أن الشيخ زكريا اقتصر على التلحين ولم يقتحم ميدان الموسيقى البحتة ، ولم تعرف له مقطوعات موسيقية سواء على النمط القديم أو المستحدث ، على عكس ما فعل محمد القصبجي ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وغيرهم ، وهو بذلك يشترك مع سيد درويش في أن كلاهما لم يدخل هذا المضمار

* أخذ على زكريا أحمد تلحين بعض الأغاني التي لم تحمل قيما فكرية عالية وذلك في بداية نشاطه الفني ولو أن من غناها كان من كبار المطربين في ذلك الوقت. ورغم أن تلك الأغاني اعتبرت من المستوى الهابط فكريا ، إلا أنها لم تكن كذلك فنيا ، ومن أمثلتها أغاني وطقاطيق اشتهرت كثيرا مثل ارخي الستارة ، وهي أول اغنية انتشرت له في العشرينات وغنتها منيرة المهدية وكذلك عبد اللطيف البنا ، اوعى تكلمني بابا جاي ورايا لرتيبة احمد ، ابوها راضي وانا راضي لصبري البنا ، ما تخافش علي ، كله الا كده ، حزر فزر ، وجميعها انتشرت بصورة كبيرة. 

غير أن زكريا أحمد لا يدافع عن نفسه فقط بقيمة ألحانه ، فهو يقرر أن تلحينه هذه الأغاني كان لاضطراره المادي ، وفى حين كان يمكن للمطرب أو المطربة من الدرجة الثانية أو الثالثة أو حتى في ذيل القائمة أن يضمن لنفسه دخلا يعينه على العيش من خلال عمله بالحفلات والأفراح ، فقد كان الملحن يعاني ماديا مهما بلغت عبقريته. وقد علق سيد درويش ذات مرة عندما رفض عرض إحدى الشركات عشرة جنيات فى 8 أدوار ( لسيد درويش!) قائلا لصديقه بديع خيرى .. دي بلد يجوع فيها العباقرة .. وقد بلغ به الغضب أن مزق النوت الموسيقية قبل أن يغادر الاستوديو ، وخسر الفن 8 أدوار لهذا العبقري الذي لم يلحن في حياته غير عشرة أدوار ، وسار في شوارع القاهرة مفلسا يسمع أغانيه على مسارح الفرق التي تجمع الثروات من وراء ألحانه

* لم يهتم زكريا أحمد كثيرا بالمقدمات الموسيقية في أغانيه إلا في مرحلة متأخرة ، ونلاحظ أنه حتى عام 1946 في أغنيته الأمل من مقام الراست لأم كلثوم قد استخدم مقدمة موسيقية تقليدية مثل مقدمات الأدوار القديمة، وهى ليست إلا تمهيد قصير للمقام الموسيقي كان يتم استخدامه في أي أغنية لأي ملحن وقد جرى العرف على ذلك أيام الأدوار. وربما عاد هذا إلى تأثر زكريا بالأدوار القديمة وأنه هو نفسه كان من ملحني الأدوار. 

وقد خرج الشيخ زكريا عن ذلك في أنا في انتظارك عام 1943 ووضع لها مقدمة موسيقية رشيقة ، كما وضع من موسيقاه مقدمات لأغاني أخرى وإنا كانت غاية في القصر حيث أن معظم تلك الأغاني كانت أغاني قصيرة. 
وضع أيضا مقدمة خاصة لأغنية الورد جميل ، لكنه استعمل نفس المقدمة كلازمة موسيقية بين الكوبليهات فحرجت عن هيئة المقدمات المستقلة، ثم وضع مقدمة لأغنية هوه صحيح الهوى غلاب لأم كلثوم وأبقى عليها كمقدمة وأدخل موسيقات مختلفة كلزم بين الكوبليهات ، وهو ما اتبعه القصبجي وعبد الوهاب ورياض ، ولكنه رغم ذلك كان مختصرا للغاية في تلك المقدمة إذ أنها فوق قصرها لم تخرج عن المقام الأساسي 
وبمناسبة موسيقى "الورد جميل" فقد جاءت كما هي في لحن سابق لصديقه السكندري محمد عفيفي  بعنوان "إنت جيت" كان قد أعدها أيضا لأم كلثوم لكن لم تسجلها بصوتها. وكان من عادة زكريا زيارة عفيفي كلما ذهب إلى الإسكندرية والمبيت بمنزله. وفي أثناء الزيارة كان يسمع كل منهما للآخر أحدث ألحانه فاستمع إليها زكريا من ملحنها مباشرة عام 1943 الذي سجلها بصوت فوزية أحمد لإذاعة القاهرة عام 1944 ، وعلقت بذاكرة الشيخ زكريا إلى أن ظهرت في الورد جميل عام 1947. لم يعلق محمد عفيفي على هذا الاقتباس وقدر أنه ربما كان اقتباسا عفويا ولم يشأ إفساد الصداقة بينه وبين الشيخ زكريا

* الإقلال من شعر الفصحى في ألحانه ، وهو في ذلك قد اشترك مع محمد القصبجي وسيد درويش في كون معظم أعمالهم من شعر العامية. لكن يحب النظر إلى هذا في إطار أن زكريا أحمد كان ملحنا شعبيا بالدرجة الأولى ، وإذا أخذنا في الاعتبار قول أمير الشعراء .. أخشى على الفصحى من عامية بيرم .. ندرك مدى خطورة هذا الشعر ، و بيرم التونسي كان شاعر زكريا الأول ، وكذلك كان الأمر مع سيد درويش الذي أطلق العنان لألحانه الشعبية لتسري في كلمات بيرم وبديع خيري ، وهما شاعران على أقصى درجة من الخطورة. وإذا تذكرنا أن الشيخ زكريا لم يكن يصنع موسيقاه للقصور والصالونات ، فإنه يكون قد حقق مبتغاه

* عدم وفاق زكريا مع أم كلثوم لسنوات جعله خارج حلبة المنافسة الكلثومية لفترة طويلة مما قلل من إبداعه الفني دون شك ، إذ أن أم كلثوم كانت حامل لواء الأغنية في الأربعينات والخمسينات والستينات ، وكان صوتها هو المحك الحقيقي والمعبر الرئيسي للملحنين ، نستثني من ذلك عبد الوهاب لأنه هو نفسه كان مطربا كبيرا ولم يكن في حاجة لصوت أم كلثوم. وفي الحقيقة لم ينج من الخلاف مع أم كلثوم من ملحنيها من الكبار غير رياض السنباطي فقد اختلفت معهم جميعا ولم يكن خلافها سهلا وإنما كان ينتج عنه قطيعة طويلة ، وزكريا لم يكن اسثناءا

* اختلفت الآراء في زكريا أحمد من حيث كونه محافظا أي تقليديا أو مجددا ، وقد عرف عنه أنه من أصحاب الألحان الشرقية الأصيلة ، وهذا الوصف يعتبر ميزة بالنسبة للمحافظين ، أما عند المجددين فقد يترجم أحيانا بالميل للقديم وعدم التجديد. وإذا استمعنا إلى ألحان الشيخ زكريا نجده علما من أعلام الشرق ، وقد قام أقام حدودا له هي حدود عدم التغريب ، أي عدم اللجوء للموسيقى الغربية كمصدر من مصادر التجديد. واستطاع زكريا التجديد في إطار من الشرقية وطور ألحانه من الأشكال التقليدية كالدور والطقطوقة إلى الأغنية الحديثة ، كما أن ألحانه المسرحية غاية في الخفة والعمق في ذات الوقت ، فهى خفيفة الحركة عميقة النغم ، وقد استطاع الوصول إلى قلوب الناس وهز مشاعرها ، وإن كان هذا هو المطلوب في عالم الموسيقى فيبدو أنه نجح فى مهمته دون استيراد عناصر من الخارج

وإذا كانت شرقية الألحان هي مقياس المحافظة فإن زكريا أحمد يعتبر من كبار المحافظين في ميدان الموسيقى إذ أن شرقيته ليست محل شك ، ومحلية موسيقاه جعلتها أقرب إلى الناس وأسهل في الاستيعاب. غير أن التجديد لا يكون فقط باستخدام أساليب غربية فسيد درويش استطاع فك هذه المعادلة بمنتهى التمكن ، ولا نستطيع القول بأن السنباطي ، وهو مجدد ، كان مغربا ، لكن الاعتماد على الميلودي والطرب ، وهو من سمات القديم ، يضع الشيخ زكريا على رأس قائمة المحافظين ، بحث وتحرير د.أسامةعفيفي الشيح زكريا أحمد
وكما هو الحال مع غيره من رواد الموسيقى العربية ، يمكننا قياس فن زكريا أحمد بمقياس بمدى قبوله وانتشاره حتى اليوم بشخصيته الواضحة التي تؤكد أن زكريا هو زكريا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق