كلاسيكيات الموسيقى العربية * أرشيف * استماع *  تحميل *  نقد فنى *  تحليل موسيقى* أفلام * صور *  تسجيلات * كلاسيكيات الموسيقى العربية
كلاسيكيات الموسيقى العربية * الخمسة الكبار * سيد درويش * محمد القصبجى * زكريا أحمد * محمد عبد الوهاب * رياض السنباطى * نجوم الغناء العربى * أم كلثوم * عبد الوهاب * فيروز * عبد الحليم * ألحان التراث * موشحات * قصائد * أدوار * كلاسيكيات الموسيقى العربية

الأحد، 30 ديسمبر 2018

موسيقى عمر خيرت .. موسيقانا ما زالت بخير

عمر خيرت موسيقي مصري معاصر، مؤلف وموزع وعازف بيانو وقائد أوركسترا، له مؤلفات موسيقية عديدة اشتهر منها خاصة الموسيقى التصويرية للسينما والمسلسلات التليفزيونية، واهتم بالشكل والأداء الأوركسترالي العالمي لموسيقاه مما أعطاها بصمة مميزة عن الموسيقى العربية التقليدية. حرص على تقديم موسيقاه مباشرة للجمهور من خلال الحفلات العامة، وله فضل اجتذاب جمهور جديد كبير خاصة من الشباب للاستماع للموسيقى البحتة دون الغناء
البدايات
وعمر خيرت من الفنانين الذين استطاعوا الاعتماد على أنفسهم دون انتظار الترويج له من وسائل الإعلام، ففي بداية رحلته إلى الجمهور في الثمانينات ظهرت موسيقاه على شرائط كاسيت تباع في الأسواق كغيرها. كانت سوق الأغاني رائجة في الثمانينات لكن عرض الموسيقى وحدها كمادة تباع وتشترى بين جمهور لم يتعود على سماع الموسيقى البحتة كان أمرا مشكوكا في رواجه. 
فطن عمر خيرت إلى هذه المسألة بالطبع وكان يعلم أنها مغامرة لكنه سارع إلى مزجها بشيء آخر يجتذب الجمهور، فتضمنت أعماله توزيعات حديث لألحان محمد عبد الوهاب الشهيرة تحت اسم "وهابيات". 
كان توزيع ألحان مضمونة الانتشار أمرا رائجا في ذلك الوقت وفعل ذلك عمار الشريعي مع ألحان فريد الأطرش وغيره، كما قدم بعض العازفين نفس الأغاني بالآلة الموسيقية دون غناء مثل الكمان والبيانو وحتى الساكسفون. أدخل عمار عزفه البارع على العود والأورج بتوزيع جديد وإيقاعات شيقة لكن عمر خيرت أضاف شيئا جديدا، الأوركسترا الحديث، كما حرص على تقديم موسيقاه الخاصة جنبا إلى جنب مع توزيعات الألحان.
في البداية كان انطباع الجمهور جيدا في جملته، علم الناس أن هناك موسيقى جيدة يمكن سماعها بدل الأغاني، ولأن مادتها غير تجارية بطبيعتها جذبت شرائح المثقفين وطلاب الجامعات والطبقة المتوسطة عموما التي كانت قد يأست من ظهور فن جيد بعد موجة هائلة من الأغاني الهابطة اكتسحت الأسواق لعقد كامل، وتحديدا منذ عام 1975 عقب انتهاء حرب أكتوبر ومع تطبيق سياسة الانفتاح وهجر الدولة المتزايد للإنتاج الفني
المأخذ الوحيد على موسيقى عمر خيرت في ذلك الوقت كان التشابه الشديد بين مقطوعاته بحيث لا يمكن تمييزها تماما عن بعضها. لكن دخول عمر خيرت إلى عالم الموسيقى التصويرية جعل موسيقاه أكثر تنوعا وثراء، خاصة أنها قد أطلقت عليها أسماء الأعمال الدرامية التي عبرت عنها فساهم ذلك كثيرا في ربط الموسيقى بالدراما في أذهان الناس، مثل المسلسلات التي يتابعها الجمهور باستمرار، وأضاف هذا إلى شهرته كثيرا.
العروض الموسيقية 
اتجه عمر خيرت بعد ذلك إلى تقديم أعماله في عروض موسيقية خاصة على المسرح، معتمدا على تكوين فرقة موسيقية عالية المستوى، وعزفه بنفسه على البيانو، ولم يقدم في هذه العروض ألحان غيره بل أقصرها على مؤلفاته، وخيرا فعل.
مع الوقت اكتشف الجمهور الذي ارتاد حفلات عمر خيرت أن هذه الحفلات تقدم شيئا جذابا آخر غير الموسيقى. هناك جو محترم في القاعة وأسلوب راقي في التعامل مع الموسيقى ومع الجمهور، لا تهريج، لا رقص، لا تصفيق وسط العرض، وحتى أسلوب الدعاية لتك الحفلات اتخذ أسلوبا راقيا، فكان عمر خيرت يختار الأماكن التي تفرض احترامها على الجمهور وبالتالي يتوقع أن يرتادها جمهور يحترم المكان والفن المقدم. 

هذا الشكل الاجتماعي الحضاري، والذي يرجع في جانب كبير منه إلى شخصية عمر خيرت كإنسان يتمتع بقدر عال من الأخلاق والذوق الرفيع أكسب حفلاته شكلا راقيا أصبح هدفا في حد ذاته من جانب الجمهور، خاصة الشباب، غير الاستماع للموسيقى، وكأن واقع الحال يقول "ليس بالفن وحده يحيا الفنان"
الموسيقى التصويرية
ولعمر خيرت فضل كبير في إعادة الموسيقى التصويرية إلى سياقها الطبيعي الذي افتقدته كثيرا بعد توقف نشاط مؤلفيها الكبار في عصرها الذهبي مثل فؤاد الظاهري، عزت الجاهلي، إبراهيم حجاج، وأندريا رايدر، والتي استندت في جانب كبير منها الموسيقى المحلية بعد إعادة صياغتها فى صيغ موزعة أوركستراليا تنفذها فرق كبيرة ضمت عناصر محترفة من العازفين الأكفاء.

استخدم عمر خيرت الميلودية والإيقاعات الشرقية في كثير من أعماله للسينما، وأحيانا إلى حد ابتعادها عن كونها "موسيقى تصويرية". ولكنه لم يستخدم ألحانا شائعة بعينها، على سبيل المثال ظهرت في الأفلام الأقدم موسيقى ارتكزت على ألحان مثل "زوروني"، و"قوم يا مصري" و"بلادي" لسيد درويش، و"حسن يا خولي" لمحمود الشريف وغير ذلك كثير. بل ألف جديدا يكفي للإيحاء بشرقية النغمات وابتعد عن "إعادة صياغة" الموسيقى الشائعة. لكن أعماله الأحدث تميزت بتصويرية أكثر من الميلودية، وكان هذا تصويبا، إن صح التعبير، للاتجاهين، اتجاه عمر خيرت واتجاه الموسيقى التصويرية بشكل عام.

حفز ظهور أعمال عمر خيرت السينمائية جيلا جديدا من مؤلفي الموسيقى التصويرية تميز بالدراسة والثقافة ووضوح الفكر الموسيقي مثل خالد حماد ومودي الإمام وياسر عبد الرحمن وغيرهم، وخلص هذا الاتجاه موسيقى السينما من الاعتماد على الملحنين والعازفين في صياغة الموسيقى التصويرية خلال موجة السينما التجارية وأفلام المقاولات.

من أشهر أعمال عمر خيرت للسينما موسيقى أفلام ليلة القبض على فاطمة، إعدام ميت، قضية عم احمد، عفوا أيها القانون، موعد مع القدر، جحيم تحت الماء، الإرهابي، السفارة في العمارة، ولاد العم، عسل اسود، زهايمر
ومن المسلسلات اللقاء الثاني، ضمير أبلا حكمت، القضاء في الإسلام، العميل 1001، الجماعة، فرقة ناجي عطاالله، الداعية
ومن الموسيقى البحتة (التعبيرية) افتتاحية مصرية، وبانوراما أكتوبر
الألحان
من ألحان عمر خيرت التي لاقت رواجا هائلا أغنية "فيها حاجة حلوة"، التي تتحدث عن جماليات الحياة في مصر، غناء ريهام عبد الحكيم وكلمات أيمن بهجت. لكن تجاربه في التلحين تظل محدودة قياسا إلى أعماله في الموسيقى التصويرية والتعبيرية، وهو حتى الآن يشار إليه كموسيقي أكثر مما يعرف كملحن.
في مواقع كثيرة أشرنا إلى أن "المؤلف الموسيقي" قد لا يكون بالضرورة ملحنا جيدا، وأن الملحن الجيد قد لا يستطيع تأليف موسيقى تصويرية أو تعبيرية، وأن تأليف الموسيقى والتلحين ملكتين مختلفتين وقليل من الموسيقيين من يملكهما معا، فأين موقع عمر خيرت من هؤلاء وهؤلاء؟ 

في رأيي الشخصي أن عمر خيرت فنان من تلك القلة التي تمتلك الموهبتين معا، بدليلين أحدهما نجاح اللحن الذي أشرنا إليه، والدليل الآخر أنه حتى موسيقاه "التصويرية" لا تخلو من الميلودية اللحنية، بل أحيانا تكون هذه أجمل مقاطعها وأقربها للجمهور.
وليته يكثر من الألحان حتى تكتمل اللوحة الفنية الرائعة التي يرسمها بخياله وإحساسه ولمساته، وحتى يقبل على أعماله الغالبية من الجمهور التي لا تعرف ولا تتقبل إلا الفن الغنائي

الحقيقة أن لدى عمر خيرت إمكانيات واسعة في هذا المجال لكنه ربما لا يريد أن يقيد خياله بالكلمات، أي بفكر إنسان آخر، ليبقى حرا تماما، فلا قيود من المطربين أو النقاد أو الجمهور. وحتى تلك الأغنيات القليلة التي قام بتلحينها نجدها تتناول موضوعات عامة حول الوطن والإنسان ولا تدخل إلى تلك المناطق الخاصة، والشائكة أحيانا، التي تفرضها الأغنية العاطفية .. 
وأراه محقا إلى حد كبير في هذا الموقف خاصة أن الأغنية هي الزاوية التي ينفذ منها الهابطون وينتشرون إلى أصحاب الذوق الهابط، لكن الأغنية ليست عاطفية فقط على أي حال ولا يجب أن تكون كذلك
أسرار النجاح
لم يأت نجاح عمر خيرت من فراغ، فهو محب للموسيقى درس قواعدها وتعمق في أسرارها، وساعده نشأته في أسرة فنية عريقة، ويكفي في ذلك انتسابه لعمه الفنان المهندس أبو بكر خيرت مؤسس المعهد العالي للموسيقى بمصر، الكونسرفاتوار، وصاحب سلسلة مؤلفات موسيقية رائعة قدم فيها موسيقانا المحلية بشكل عالمي رفيع المستوى، وكمهندس معماري قام بتصميم قاعة سيد درويش الشهيرة بالقاهرة.

وفوق كل هذا لا شك أن عمر خيرت قد كافح طويلا وصبر طويلا وبذل كثيرا من الجهد والمال ليستطيع الصمود بفنه في عالم مليء بالفنون الهابطة والأشكال الساقطة، وسيظل ما قدمه من فن نموذجا راقيا للفن المحترم، ولمن فقد الثقة والأمل في فنوننا الموسيقية ونحن على مشارف العام 2019 أقول "استمعوا إلى موسيقى عمر خيرت، فهي خير دليل على أن موسيقانا ما زالت بخير"، نقد وتحرير د. أسامة عفيفي، موسيقى عمر خيرت

الأربعاء، 19 ديسمبر 2018

فن التقاسيم .. هل ينقرض في القرن 21 ؟

فن التقاسيم أحد الأشكال الموسيقية طالما حاز إعجاب الجماهير، وارتبط بأسماء مشاهير الملحنين والعازفين، لكن استخدامه أخذ في الانحسار تدريجيا. هل كان ذلك بسبب رحيل الفنانين الكبار أم بسبب عزوف الجمهور عن هذا الشكل التقليدي من الموسيقى؟ قبل الإجابة على هذا السؤال نلقي بعض الضوء على هذا الفن الجميل الذي يكاد أن ينقرض بعد حياة ويخبو بعد توهج

التقاسيم
الأصل في التقسيم هو ارتجال فوري على آلة موسيقية دون سبق تدوين أو أداء. ويظهر التقسيم قدرة العازف على ابتكار الجمل الموسيقية والأنغام وكفاءة استخدامه للمقامات والإيقاعات وإمكانيات الآلة. وهو يقابل الموال في الفنون الغنائية حيث أنهما يشتركان في كونهما فنا مرتجلا في الأساس. والفرق بين موسيقى التقاسيم وغيرها كالفرق في الشعر بين شاعر يلقي قصيدة مكتوبة وآخر يرتجل أبياتا جديدة تماما أمام جمهوره في التو واللحظة  

أنواع التقاسيم
والتقسيم نوعان الأول حر مرسل دون وحدة زمنية، والآخر موقع على إيقاع يختاره العازف
وقد يكون التقسيم على آلة منفردة أو قد يشترك فيه عازفان أو أكثر فيما يعرف بالحوار بين الآلات، وقد يؤدى هذا الشكل في قالب "التحميلة" الذي يقدم عدة تقاسيم لآلات مختلفة، غالبا على إيقاع، يفصل بينها، أو يربطها، أداء الفرقة بجملة مشتركة 

التقاسيم المسجلة
يقصد بالتقسيم المسجل التقسيم الذي يعاد عزفه كما قدم لأول مرة. هذا النوع من التقاسيم لم يظهر إلا بعد ظهور الاسطوانات التي أمكن بها الاحتفاظ بالتقسيم المرتجل ومن ثم إعادة تقديمه

آلات التقاسيم
آلات التقاسيم المعتادة في الموسيقى الشرقية هي العود والقانون والناي والكمان، لكن من الممكن أداء التقاسيم على أي آلة موسيقية



أساليب التقاسيم
بصفة عامة ظهرت مدرستان في أداء التقسيم، الأولى مقامية تعتمد على الاستخدام الأكثر للمقامات والتحول بينها، وهي المدرسة الأكثر طربا، والثانية تعتمد على إبهار الأداء حتى لو اقتصر على مقام واحد. 
من أساتذة المدرسة الأولى في العود محمد القصبجي ورياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب، ومن أساتذة المدرسة الثانية فريد الأطرش بما عرف عنه من تكنيك الريشة أو اليد اليمنى المستوحى من عزف الجيتار الأسباني، وعرف عن فريد أيضا ربطه تقسيمات معدة سلفا بأغنيات معينة له، وتقديمه لنفس التقسيم في كل مرة، وقد كسر بذلك قاعدة الارتجال

الفرق بين التقسيم والسولو
يشترك التقسيم مع السولو في كونهما عزفا منفردا على إحدى الآلات، لكن لا يجب الخلط بينهما حيث يكون السولو دائما جزءا من لحن أو مقطوعة موسيقية، بينما يمكن أداء التقسيم كشكل فني مستقل
من ناحية الصياغة فإن السولو يضع لحنه الملحن وبذلك يكون مكتوبا سلفا، ويجب على العازف الالتزام به كما جاء في النوتة المكتوبة، بينما يكون التقسيم من خيال العازف وهو حر التصرف فيه. وفي بعض الأحيان يترك الملحن للعازف حرية أداء السولو، أي لا يكتبه مسبقا، وهنا يتحول إلى تقسيم ويصبح الأمر في يد العازف إما أن يبتكر جديدا في كل مرة أو يكرر ما عزفه سابقا

التقسيم في الموسيقى الغربية
ولفن التقاسيم مقابل في الموسيقى الغربية يسمى "كادنزا" أي "ارتجالات"، وقد ظلت تؤدى بارتجال حقيقي حتى في مقاطع وسط أعمال أكبر مثل الكونشرتو إلى أن أدخل عليها الكتابة المسبقة كما فعل موتسارت وبيتهوفن. وفي الموسيقى الحديثة ينتشر فن الارتجال في موسيقى الجاز أكثر من غيرها من الأنواع  

أشهر العازفين
اشتهر عازفون مهرة عرفوا ببراعتهم في تقديم التقاسيم، منهم على الكمان سامي الشوا، أنور منسي، وأحمد الحفناوي. وعلى القانون محمد العقاد، عبده صالح، إبراهيم العريان، وعبد الفتاح منسي. وعلى الناي سيد سالم، محمود عفت، ورضا بدير. وعلى العود محمد القصبجي، رياض السنباطي، محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، جورج ميشيل، محمد عفيفي، منير بشير، عبد الفتاح صبري، عبادي الجوهر، ممدوح الجبالي، وغيرهم كثيرون
 
وللتقاسيم جمهور كبير في العالم العربي حيث يميل المستمع إلى الطرب ويظهر الجمهور تفاعله سريعا مع أداء العازف بإبداء الإعجاب الفوري إذا أحسن العزف والتصرف، وكثيرا ما تقدم التقاسيم كتمهيد قبل الغناء لتركيز الإحساس بالمقام
وغني عن القول أن فن التقاسيم يحتاج إلى عازف ماهر، لكن خيال العازف وقدرته على استحضار المقامات والتحول من جملة إلى أخرى ومن مقام إلى آخر هي أكثر ما يجذب المستمع

هل يمكن إجادة التقاسيم بالتعلم؟
الجواب هنا نعم ولا .. فالمتعلم يمكنه إجادة العزف والتمكن من الآلة والاطلاع على الأساليب المختلفة في الأداء، لكن قدرته على الارتجال تظل قيد موهبته في الارتجال أي التأليف الفوري للموسيقى وهذه موهبة خاصة لا يمكن اكتسابها بالتدريب فقط. 

وهذا يفسر لماذا تفوق الملحنون على العازفين في التقسيم على العود، والفرق يكمن في تمتعهم بملكة التأليف، وقد يلاحظ المستمع جودة أعلى في أداء نفس العازف لسولو في ألحان غيره مقارنة بأدائه لتقاسيم ارتجلها بنفسه، والسر يعود لنفس السبب

إلى أين يتجه فن التقاسيم في القرن 21 ؟
رغم أن فن التقسيم يبدو في طريق الانقراض على مستوى العروض الفنية فإنه ليس كذلك على الإطلاق لدى الجمهور، القديم والجديد على السواء، فالجمهور ما زال يعشق هذا الفن ويستمتع به. وربما فقط قل تقديم هذا النوع من الفن لكونه مرتجلا أساسا بينما يعتمد 99% من الفن الموسيقي المقدم على مواد جاهزة لا تعطي فرصة لتقديم التقاسيم.

وربما يجيء هنا دور وسائل الإعلام بتقديم العزف المنفرد كمادة فنية مستقلة تظهر مواهب العازفين وتنشط خيالهم وتكون حافزا للإجادة لدى الأجيال الجديدة، وتساهم أيضا في تشكيل ثقافة الجمهور الموسيقية. ولا يمكن فصل هذا عن إحجام الإعلام عموما عن تقديم الموسيقى البحتة في أي من أشكالها وتفضيل المواد المغناة دائما. 

وقد يقال أن وسائل الإعلام تنقل ما هو موجود بالساحة، لكنها بالتأكيد يمكنها تقديم الموسيقى دون الاعتماد على المواد المسجلة أو الحفلات. والواقع أن الفرق بين إعلامنا والإعلام الغربي يكمن أساسا في إدراك أهمية تذوق الموسيقى البحتة وقدراتها غير المحدودة في إطلاق الخيال ومخاطبة المشاعر، عرض وتحرير د. أسامة عفيفي، فن التقاسيم 
روابط 
عزف منفرد .. محمد القصبجي
تقاسيم عود بياتي - رياض السنباطي 

فيسبوك يمنح الشركات الكبرى حق قراءة الرسائل الخاصة

منح موقع التواصل الاجتماعي العالمي "فيسبوك" حقوقا جديدة للشركات العملاقة، باتفاق رسمي، تتيح لها خرق خصوصية المستخدمين. وسمح "فيسبوك" لشركة "ميكروسوفت" و "أمازون" بالاطلاع على قوائم الأصدقاء لجميع مستخدمي فيسبوك دون إذن أصحابها كما سمح لشركات أخرى مثل "نت فليكس" و"سبوتيفاي" بقراءة الرسائل الخاصة بين المستخدمين

نشرت هذه الأخبار صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الثلاثاء 18 ديسمبر 2018، بناء على وثيقة الاتفاق التي حصلت على نسخة منها، وتقول الصحيفة إن الصفقة تهدف إلى زيادة هائلة في أرباح الجميع ستنتج عن زيادة قدرات هذه الشركات على متابعة نشاط مستخدمي فيسبوك

الاثنين، 17 ديسمبر 2018

إلياس رحباني - موجة حالمة في عالم متوتر

وسط عالم يملؤه التوتر والقلق استطاع الفنان إلياس رحباني أن يثير موجة راقية من الموسيقى الحالمة التي تهدئ النفوس وتوحي بالاستقرار والأمل
وبين الموسيقى العربية التقليدية والموسيقى العالمية الحديثة وضع إلياس نموذجا موسيقيا فريدا أحبه الجمهور ووجد فيه ذوقا رفيعا وأداء متقنا تحتاجه الموسيقى العربية بشدة، وهو الذي ظهر في أهم أعماله للسينما التي نعرض منها اليوم مقطوعتين من أشهر مقطوعاته "دمي ودموعي وابتسامتي" و "حبيبتي"، وكل منهما تحمل اسم الفيلم السينمائي الذي ظهرت فيه

في ذلك الوقت، السبعينات،  كانت هناك موجة من الأفلام العالمية الشهيرة التي تميزت بموسيقاها منها "قصة حب Love story"، "الأب الروحي God Father" و"الطيب والشرس والقبيح Good, bad & ugly" وأفلام جيمس بوند وغيرها. وحقيقة استطاعت موسيقى تلك الأفلام التميز عن مادتها السينمائية، بل ربما التفوق عليها بحيث إذا نسي الناس السينما بقيت الموسيقى حاضرة في ذاكرة الجماهير
ويمكن القول إن إلياس رحباني قد تأثر بهذه الموجة واستوحى منها الشكل الموسيقي الذي قدمه في أفلامه بذوق شرقي حساس وأداء غربي السمات والأدوات. وكما حدث مع الأفلام الغربية ارتفعت موسيقاه بأفلامها وأضافت لها قيمة فنية عالية لم يكن يتوقعها المؤلف أو المخرج. 
ولعل في هذا رسالة للمخرجين الجدد مفادها أن الموسيقى وحدها يمكنها أن تميز فيلما وتصبح أيقونته التي يتذكرها الناس لأجيال
إلياس رحباني
  • موسيقي لبناني معاصر، اشتهر بالموسيقى التصويرية والمقطوعات الرومانسية، مواليد 1938
  • عمل مستشارا موسيقيا لإذاعة لبنان بين عامي 1962 و 1972
  • وضع موسيقى 25 فيلما وبعض المسلسلات أشهرها فيلم "دمي ودموعي وابتسامتي" قصة إحسان عبد القدوس وإخراج حسين كمال عام 1973، وفيلم "حبيبتي" للمخرج بركات عام 1974
  • تميز أسلوبه باستخدام الهارموني والأوركسترا الحديث والجمع بين الأسلوب الغربي والذوق العربي
  • له مئات من الأعمال الموسيقية بين المقطوعات والأغاني
  • له ألحان لكبار المطربين منهم فيروز، صباح، وديع الصافي، نجاح سلام، ملحم بركات، ماجدة الرومي
  • نشط كعضو في لجان تحكيم برامج المواهب
  • شارك في عدة مهرجانات محلية ودولية
  • نال عدة جوائز دولية ودكتوراة فخرية من جامعة "بارنجتون" الأمريكية