كلاسيكيات الموسيقى العربية * أرشيف * استماع *  تحميل *  نقد فنى *  تحليل موسيقى* أفلام * صور *  تسجيلات * كلاسيكيات الموسيقى العربية
كلاسيكيات الموسيقى العربية * الخمسة الكبار * سيد درويش * محمد القصبجى * زكريا أحمد * محمد عبد الوهاب * رياض السنباطى * نجوم الغناء العربى * أم كلثوم * عبد الوهاب * فيروز * عبد الحليم * ألحان التراث * موشحات * قصائد * أدوار * كلاسيكيات الموسيقى العربية

الجمعة، 13 نوفمبر 2009

محمد الموجي 1923 - 1995

محمد الموجي 
ملحن موهوب له بصمة مميزة في الموسيقى العربية ، وهو من الملحنين القلائل الذين يوحي ذكر أسمائهم بتوقع الجودة
قدم ألحان الموجي نخبة من كبار المطربين على رأسهم أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ، وكون مع كمال الطويل ثنائيا موسيقيا كان له الفضل في وضع صوت عبد الحليم حافظ على سلم النجاح
ولد محمد الموجي في عام وفاة الموسيقار سيد درويش 1923، بمحافظة كفر الشيخ بمصر وبدأ حياته الفنية مطربا لكن الجمهور العريض لم يعرفه إلا كملحن
خصائص فنه

  • تفرد الموجي بخصائص مكنته من الوصول إلى درجة عالية من الكفاءة منها:
  • طرق أساليب متطورة فى التلحين 
  • الاهتمام بدور الموسيقى إلى جانب الغناء
  • اتباع المدرسة التعبيرية
  • المزج بين الأساليب الشرقية والغربية
  • الدقة في تنفيذ الألحان
  • الإنتاج الغزيـر
الخمسينات – بداية قويــة
بدأ الموجي مشواره الفني كملحن في أوائل الخمسينات في لحن فاجأ الجميع بحداثته هو صافيني مرة بصوت عبد الحليم حافظ. كان عبد الحليم قد بدأ بالفعل رحلته الغنائية مع صديقه الملحن كمال الطويل لكن هذا اللحن أصبح من أشهر أغنيات عبد الحليم
وقت ظهور محمد الموجي كان في الساحة عبد الوهاب والسنباطي وزكريا من الرواد وفريد الأطرش وكمال الطويل الملحن الجديد المتحمس ، وكان عليه أن يجد له مكانا وسط هؤلاء ، وقد نجح في ذلك
استعان الموجى بصوت عبد الحليم كما استعان عبد الحليم بألحانه ، إذ كان كلاهما ميالا إلى التحديث واستخدام أساليب متحررة غير تقليدية. وكانت هناك أصوات كبيرة مثل كارم محمود ، محمد عبد المطلب ، عبد الغنى السيد ، شهرزاد ، لكنها أصوات اعتادت الألحان التقليدية. وبينما اعتمدت ألحانه على الموسيقى أكثر من اعتمادها على الطرب ساعده ظهور أصوات جديدة في تلك الفترة أيضا على اقتحام ميدان التلحين بأسلوبه منهم فايزة أحمد ، صباح ، شادية ، محرم فؤاد ، وماهر العطار ، ورغم ذلك حدثت المفارقة الكبرى ، فإن الصوت الذى حمل الموجي إلى النجومية كان أكثر الأصوات تقليدية وهو صوت أم كلثوم
الموجي وعبد الحليم حافظ
بدأ عبد الحليم شهرته على يد محمد الموجي، وكان نجاح صافيني مرة حافزا قويا للاثنين لاستمرار التعاون بينهما فاستمر عبد الحليم في الغناء من ألحان الموجي لعدة عقود أنتجا خلالها معا عشرات الأغاني التي انتشرت خاصة بين الشباب. واشتهر للثنائي عدة أغنيات في الخمسينات منها يا مواعدني بكرة، ظالم، يا حلو يا اسمر، نار يا حبيبي
نموذج صافيني مرة - غناء عبد الحليم
تمثلت مفاجأة هذا اللحن في استخدام المقدمة الموسيقية كتيمة أساسية في اللحن – مقام كورد – ثم كون المقدمة نفسها لحنا جديدا ركز على عناصر حديثة في التكوين النغمي والإيقاع والآلات مستمدة من الأسلوب الغربي الشائع في تلك الفترة ، وهو بذلك قد أعاد أسلوب عبد الوهاب الذي اشتهر به في أفلام الثلاثينات والأربعينات حيث كان يضع ألحانه على أحدث الإيقاعات الغربية الشائعة. ورغم هذا لم يكتمل نموذج صافيني مرة كما كان متوقعا ، فرغم الاستهلال المحدث وإدخال إيقاع جديد عليه بصمة الموجي وإيقاع التانجو في وصلة الكوبليه الثاني والإيقاع السريع في الكوبليه الثالث كان الكوبليه الأول غاية في التقليدية ، وكانت هناك عودة إلى الجمل التقليدية في نهاية كل كوبليه. والحقيقة أن المقدمة الموسيقية والغنائية في صافيني مرة هي ما كتب له البقاء في ذلك اللحن أكثر من غيرها كعنصر جديد ، وظلت بقيته أسيرة الماضي التقليدي ، لذا كان على الموجي أن يحاول أكثر
الصعود إلى القمة  
وبينما كان للجو المجتمعي والفني العام السائد في تلك الأيام أثر فى نجاح هذا اللون من الألحان ، كان عبد الوهاب قد تخلص من هذا وتفرغ لتقديم بقية قصائده الكبرى التي اجتاحت الشرق واحتاجت الكثير من الشرقية وعمق التعبير مثل النهر الخالد وغيرها ، كما دخل فريد الأطرش في حالة من الإفراط في الشرقيه إلى حد استخدام الموال كأحد عناصر ألحانه الرئيسية ، وكان السنباطي غارقا في رومانسيات أحمد رامي لأم كلثوم ، بينما كان القصبجي قد اعتزل التلحين واعتكف الشيخ زكريا بعد خلافهما مع أم كلثوم لفترة طويلة
في تلك الفترة كانت الثورة المصرية حديثة العهد والجميع يتطلع إلى شكل جديد من الحياة ، وبدأ أيامها نزع الطرابيش من على الرؤوس وارتداء الزي الحديث بكثرة وتغير مظهر المجتمع خاصة في المدن ، وبدت الحياة متجهة نحو التحرر من كل قيود الماضي وأشكاله ورموزه
وهكذا وجد الموجي نفسه ، ومعه كمال الطويل وعبد الحليم حافظ ، في طريق التجديد ليس فقط بالتحرر من من القوالب التقليدية بل أيضا بتوفر موضوعات جديدة يغلب عليها الطابع الوطني الذي صاحب ثورة يوليو. ولمحمد الموجي صورة شهيرة يقف فيها مع أم كلثوم إلى جوار كل من جمال عبد الناصر وأنور السادات تدل على مدى قربه من قيادة الثورة ، ولم يكن باستطاعته ذلك لولا تقديم أم كلثوم له إلى القيادة بطبيعة الحال ، أما قربه هو من أم كلثوم فيبدو أن نجاحه مع غيرها كان السبب في لفت نظرها إليه
غير أن ألحان الموجي الوطنية فيما عدا نشيد الجلاء لم تخرج في قالب النشيد فقد مالت أكثر إلى الألحان الشعبية مثل محلاك يا مصري وانت ع الدفة التي غنتها أم كلثوم تحية للمرشدين المصريين أيام تأميم قناة السويس وأزمة انسحاب المرشدين الأجانب بإيعاز من القوى الاستعمارية الكبرى فى ذلك الوقت ، انجلترا وفرنسا
الموجي وأم كلثوم
كما ذكرنا فإن الصوت الذي حمل الموجي إلى النجومية كان صوت أم كلثوم ، والواقع أن صوت أم كلثوم كان المقياس العام لجميع الملحنين فمن لحن لها دخل التاريخ الفني ومن لم يدركه الحظ لم يعرف طريق الشهرة
التقى محمد الموجي بأم كلثوم لأول مرة في لحن نشيد الجلاء عام 1954 ، لكن موهبة الموجي الحقيقية تألقت في لحن الرضا والنور أحد ألحان فيلم رابعة العدوية الذي اشتركت فيه أم كلثوم بصوتها فقط ، وهي قصيدة صوفية من أجمل ألحان الموجي
وعلى طريق الأغنية الوطنية التي راجت في تلك الأيام غنت له أم كلثوم عدة أغنيات منها محلاك يا مصري ، يا سلام على الأمة ، وصوت بلدنا ، بالسلام احنا بدينا
ومن أهم ما لحن الموجي لأم كلثوم أغنيتها الشهيرة "للصبر حدود" من مقام راحة الأرواح عام 1964، غير أن الموجي قد انشغل عن أم كلثوم بعد ذلك ، ولم يلحن لها إلا لحنا واحدا عام 1970 وهو اسال روحك مقام حجاز 

للصبر حدود - غناء أم كلثوم 
من ألحان الموجي لأم كلثوم 
نشيد الجلاء – مقام نهاوند – كلمات أحمد رامي
سألت عن الحب – قصيدة – مقام كورد – كلمات طاهر أبو فاشا
الرضا والنور – أغنية – مقام حجاز – كلمات طاهر أبو فاشا
محلاك يا مصري – أنشودة – مقام راحة أرواح – كلمات صلاح جاهين
للصبر حدود – أغنية – مقام راحة أرواح – كلمات عبد الوهاب محمد
يا سلام على الأمة – أنشودة – مقام نهاوند – كلمات عبد الفتاح مصطفى
اسأل روحك – أغنية – مقام حجازكار – كلمات عبد الوهاب محمد
الرضا والنور - غناء أم كلثوم 
نموذج الرضا والنور
في أوائل حياته الفنية وفي ثاني لقاء مع أم كلثوم وجد محمد الموجي نفسه وجها لوجه أمام قالب جاد لا يحتمل التجريب ولا التغريب. إن أمامه قصيدة ، وهي ليست قصيدة عاطفية أو وطنية ، إنها قصيدة دينية تسبح أبياتها في جو من التصوف الخالص ، فكيف لملحن صافيني مرة أن يتصدى لهذه المهمة التي لم يكن يجرؤ على إنجازها إلا الرواد والعمالقة ، باختصار دخل الموجي من باب الكبار ، فقد اقتفى خطى اثنين من عتاة الملحنين ، وقرر دخول الميدان مستنيرا بضياء ألحانهما ولكن بأسلوبه ورؤيته
نموذج الأغاني الوطنية - محلاك يا مصري - أم كلثوم 
نار يا حبيبي - غناء عبد الحليم 
نماذج جديدة مع عبد الحليم
نموذج نار يا حبيبي
اشتعلت نار ياحبيبي هذه بصورة فريدة في أواخر الخمسينات فرددها الصغار والكبار وتسابق الهواة على حفظها وعزفها في المناسبات المختلفة ، وقد نجح الموجي في هذا اللحن من مقام كورد بما قدمه من مقدمة موسيقية واضحة المعالم ظهر فيها ميله لاستخدام البناء الدرامي الموسيقي كفكرة اساسية مقدمة على التطريب ، واستمر في الإيحاء بنفس الفكرة أثناء الغناء ودعمها باستخدام الكورس في مقاطع صغيرة لكنها مفصلية في اللحن فأدت دورا تكامل مع دور المطرب الفرد دون ترديد مكرر لما يؤديه. وقد وضع الموجي بهذا اللحن نموذجا يحافظ على دور الخيال الموسيقي والبناء الدرامي للحن كعناصر أساسية مع بساطة في التعامل مع الكلمات والتعبير عن مضمونها ، كما أظهر اهتمامه بأداء الأوركسترا ودقته في صياغة الجمل الموسيقية ، وقد تفادى الملحن هنا ما سبق من مزج غير موفق بين الحديث والتقليدي في نموذج صافيني مرة ، فجاءت مقاطع اللحن منسجمة حتى النهاية
في الستينات لحن الموجي لعبد الحليم أغنية طويلة اعتمدت في بدايتها على قالب الموشح هي كامل الأوصاف من مقام الكورد ، ذاعت الأغنية ورددت في كل مكان ، ولو أنها لم توظف إمكانيات الموجي في التحديث والابتكار ، غير أن أفكار الموجي اللحنية قد نضجت أكثر في السبعينات حين قدم لعبد الحليم أبدع ألحانه في قصيدتي رسالة من تحت الماء وقارئة الفنجان من أشعار نزار قباني
رسالة من تحت الماء - غناء عبد الحليم 
مقدمة رسالة من تحت الماء 1970

في هذا اللحن (مقام صول ماجير) أثبت الموجي قدرته على التميز رغم تناوله قصيدة شعرية فصحى ، ويكفي أن تستمع إلى المقدمة الموسيقية لقصيدة رسالة من تحت الماء (شعر نزار قباني) لندرك كيف استطاع الموجى تكوين وبناء دراما لحنية متكاملة في هذه المقدمة التي بإمكانها الاستقلال عن القصيدة المغناة كموسيقى بحتة
وقد أدخل فيها الموجي عدة عناصر اجتمعت لتكون موسيقى جديدة وراقية ومحدثة إلى حد كبير:
* استخدام البناء اللحني الدرامي: نسيج متجانس من نفس المقام يتصاعد من البداية لتكوين ذروة ثم يبدأ في الهبوط التدريجي حتى النهاية
* إيقاع غير مطروق هو الدوبل فالس 8/6 (وإن كان شائعا في ذلك الوقت في موسيقى البوب الغربية)
* آلات حديثة: الجيتار – الأورج – الكمان الكهربائي (للعازف الرائع محمد مصطفى)
* استخدام التباين اللحني بين التصاعد النغمي للفقرات الموسيقية مع التنازل داخل الجمل
* الحوار المتكامل والمتباين بين الأوركسترا والآلات الفردية
* استخدام الآلات النغمية في تدعيم الإيقاع بتآلفات الأورج والجيتار
 

ورغم كل هذا يظل لحن المقدمة انعكاسا واضحا لأنغام أغنية "القمح" لمحمد عبد الوهاب التي سبقتها بنحو ربع قرن
بهذا الاتجاه سار محمد الموجى على نهج محمد عبد الوهاب في تحديث تلحين القصيدة ، مقابل الاتجاه التقليدي الذى حمل لواءه رياض السنباطي لعقود ، والذي اتبعه الموجي نفسه من قبل ، وكان عبد الوهاب قد سبق الجميع في تخطى تقليدية لحن القصيدة مبكرا منذ لحن لست أدرى فى الأربعينات واستمر في تأكيد تيار التحديث إلى أن لحن قصائد لأم كلثوم بدأت بهذه ليلتي فى الستينات
الموجي وأصوات أخرى
غنى للموجي باقة من المطربين والمطربات قبل وبعد نجاحه مع أم كلثوم ذكرنا بعض أسمائهم، ودعم نجاحه معهم مكانته في عالم التلحين، ومن أشهر ألحانه لفايزة أحمد، أنا قلبي إليك ميال، يا امه القمر ع الباب، كذلك غنى له صباح، شادية، محرم فؤاد، ماهر العطار، عبد اللطيف التلباني وأسامة رؤوف وغيرهم
أنا قلبي إليك ميال  - غناء فايزة أحمد
نموذج أنا قلبي إليك ميال
أغنية أنا قلبي إليك ميال لفايزة أحمد ، مقام راست ، لا زالت تردد لليوم ليس بصوتها فقط وإنما بأصوات مطربات جدد لم يعاصرن لا الموجي ولا فايزة ، ولا يعرف على وجه التحديد لماذا يفضلن غناء هذه الأغنية أو لماذا تسمع كثيرا في مسابقات الغناء للأصوات الجديدة
تقول كلمات الأغنية في مطلعها: أنا قلبي إليك ميال ، ومفيش غيرك ع البال ، انت وبس اللى حبيبي ، مهما يقولوا العزال
وكما نرى ليس في الكلمات شيئا مثيرا للانتباه ، بل تكاد تكون مستهلكة من كثرة شيوعها فى الأغاني ، والأغنية عموما بسيطة التركيب لحنا وإيقاعا ، وهي من نوع الأغاني الذى يكرر نفس اللحن لجميع الكوبليهات ولا تمثل بأي حال قدرات الموجي الموسيقية والتلحينية بل إنها فنيا من أضعف ألحانه ، كما أنها لا تقدم أية فرصة للمغني لاستعراض إمكانيات صوته .. وربما كان السر فى لجوء مطربات اليوم إلى أبسط ما يمكن من نماذج فقط لإثبات أنهن يغنين لملحن كبير ولمطربة قديرة ، ونعتقد أن السبب الحقيقي هو بساطة اللحن وخلوه من القفزات والتحولات والجمل المركبة وليس الاحتواء على جماليات فنية
نقــد محمد الموجي
في الرضا والنور ، وهي أجمل ما لحن الموجي على الإطلاق ، نجد أثرا لموسيقى عبد الوهاب وألحان السنباطي ، وإذا تأملنا موسيقى المقدمة نجدها تتشكل من تنويعات على جملة أساسية هي جملة البداية التي تحمل بصمة عبد الوهاب الموسيقية في مقدمة لحنه الشهير الفن ، الفرق الوحيد أنها عند عبد الوهاب خاتمة لفقرة موسيقية طويلة يبدأ بعدها الغناء بينما عند الموجي بداية لفقرة موسيقية هي المقدمة التي تكرر بعد انتهاء الغناء وقد صاحبتها أصوات الكورس النسائي بالآهات المعروفة. هي جملة صغيرة فعلا ولا تتعدى حدود المازورات الأربع القانونية ، إنما هي أيضا جملة غاية في التميز بحيث لا تخطئها أذن ، ولمن يود افتراض أنها جملة شائعة الاستخدام نقول إنها لم ترد إلا في هاتين الأغنيتين ، وإذا خطر لأحد استخدامها في أغنية جديدة فستكون الثالثة وليس ذلك من باب شيوع الاستخدام
مقدمة أغنية الفن لعبد الوهاب 
الرضا والنور ومقدمة أغنية الفن – محمد عبد الوهاب
قصد أو لم يقصد ، علقت بذهنه أو تخيل أنها من إبداعه إلا أن أحدا لم يعلق على هذا لا في وقته ولا بعد ذلك ، والفرق بين لحن عبد الوهاب ولحن الموجي خمس سنوات لا غير ، أما تأثير لحن الفن على الموسيقيين فلا حدود له ومعروف إعجابهم جميعا بتلك المقدمة الموسيقية المذهلة والتى كانت سببا في ازدياد نجاحه وشهرته بين الفنانين على وجه الخصوص ، وليس الموجي استثناء ، وبالمناسبة فقد أطلق احد مغني البوب الغربيين ، باري مانيلو ، في الثمانينات أغنية جديدة استعمل فيها جملة موسيقية مميزة أخرى من مقدمة لحن الفن وهي الجملة قبل الأخيرة ، كما هي لكن على طريقة عبد الوهاب ، أي خاتمة لفقرة موسيقية ، وقد كان من الغريب سماع تلك الجملة المألوفة في أسماع الشرق في أغنية غربية تصدر في الثمانينات كإنتاج حديث
شمس الأصيل - أم كلثوم - رياض السنباطي 
الرضا والنور وشمس الأصيل - رياض السنباطي
أما تأثر الموجي بأسلوب السنباطي فقد ظهر في تلحين الجمل الغنائية خاصة لصوت أم كلثوم ، ونشير هنا إلى تقارب جملتي الختام في الرضا والنور للموجي وشمس الأصيل للسنباطي ، وكما ذكرنا في تحليل سابق فإن السنباطي كان أكثر الملحنين هدفا للتقليد من قبل غيره ، خاصة عندما يتعلق الأمر بأم كلثوم ، إذ لم يجرؤ أحد على تغيير كبير في ألحان أم كلثوم غير محمد عبد الوهاب ، وهو أمر منطقي في نظر الجميع ، وقد قلد السنباطي كل من الموجي وكمال الطويل وبليغ حمدي فى ألحانهم لأم كلثوم ، أما السنباطي نفسه فقد بدأ بتقليد محمد القصبجي
رسالة من تحت الماء وأغنية الفن - عبد الوهاب
سنقفز الآن سنوات إلى السبعينات وبالتحديد إلى مقدمة أغنية الموجي الشهيرة رسالة من تحت الماء غناء عبد الحليم حافظ ، ولنتأمل ، ثم لنتذكر سولو الكمان المنفرد في أغنية عبد الوهاب ، الفن .. نجدهما يتقاربان كثيرا في الأسلوب اللحني وتكنيك العزف وإن لم يتقاربا في الميلودي أو المقام
محلاك يا مصري وأغنية الأمل - زكريا أحمد
في محلاك يا مصري تغني أم كلثوم هذه الكلمات .. شاوروا لهم ، وقولوا لهم … على تتابع لحني مقتبس من جملة : أنا برضك .. أنا برضك .. أنا برضك .. أنا .. في لحن الأمل للشيخ زكريا أحمد غناء أم كلثوم
الموجي بين التميز والتكرار
لا يختلف اثنان على أن موسيقى الموجي مميزة بحيث يستطيع أي خبير إذا سمع لحنا له أن يحكم إن كان من تلحينه أم لا ، لكن هذه الميزة في الواقع وصلت مع الموجي إلى حد كونها سلاحا ذا حدين في بعض المواقف ، فقد تشابهت جمل كثيرة له وتكررت في ألحانه بنفس الطريقة فدخل بذلك في نوع من التقليدية رغم أنه محسوب على أنصار التجديد ، لم يكن الموجي الوحيد الذي بدا بهذه الصورة من الملحنين ، وأكثرهم كذلك كان فريد الأطرش
لحن اسأل روحك – أم كلثوم
جاء لحن اسأل روحك وسط موجات من الإبهار الموسيقي واللحني أطلقها كل من محمد عبد الوهاب ، رياض السنباطي وبليغ حمدي في ألحان متتالية لأم كلثوم سار الأخيران فيها على نهج عبد الوهاب الجديد ، تنافس الثلاثة في تقديم الجديد لجمهور أصبح يعشق التجديد والابتكار. ولم تكن هناك أغنية لأم كلثوم تمر منذ لحن عبد الوهاب إنت عمرى دون تقديم إيقاع جديد أو مقام غير مطروق أو استخدام آلة جديدة إلى غير ذلك من أساليب التغيير والتنويع ، لكن لأسباب لم تتضح آثر الموجى التقليدية التامة في هذا للحن ، ولهذا بدا وكأنه تخلف عن ركب المنافسة في التلحين لأم كلثوم رغم تقديم هذا اللحن في أوج تلك المنافسة. وعند المقارنة بين لحنه الأول العاطفي لأم كلثوم عام 1964 ولحنه الثاني عام 1970 لن نجد اختلافا كبيرا في الأسلوب ، وقد يقال أن هذه الفترة ليست بالطول الكافي لتغيير أسلوب التلحين ، إلا أن جميع أغاني أم كلثوم لمختلف الملحنين قد اختلف أسلوبها منذ ذلك الوقت وبطريقة حادة بسبب دخول محمد عبد الوهاب ساحة أم كلثوم ، ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا محمد الموجي في اسأل روحك وسيد مكاوى في يا مسهرني
على أي حال بعدها بقليل استعاد الموجي روحه المجددة ليبدع في أغنيتي رسالة من تحت الماء وقارئة الفنجان لعبد الحليم فقدم ألحانا تماشت كثيرا مع روح العصر ، وأذكر أنني سمعت بنفسي في اندهاش شديد بعض مقاطع موسيقى قارئة الفنجان تذاع بين البرامج في إذاعة لندن ، ليست الإذاعة العربية بل الانجليزية!
جوائز لمحمد الموجي
1965 الميدالية البرونزية من جمال عبد الناصر 
1976 وســـام الاستحقاق من أنور السادات
1985 شهادة تقدير من حسني مبارك
بالإضافة إلى أوسمة ونياشين من عدة ملوك ورؤساء عرب
الرحيــــل
توفي الفنان محمد الموجي فى أول يوليو عام 1995 بعد رحلة فنية غزيرة الإبداع أثرى فيها الموسيقى العربية بأعمال لا زالت تردد لليوم ، وضرب مثالا للجرأة والإقدام والتميز في عالم الفن ، وله ابن ملحن هو الموجي الصغير نأمل أن يكون له بصمة فنية. تحرير د.أسامة عفيفي - محمد الموجي
للصبر حدود – تحليل موسيقي

قارئة الفنجان - تحليل موسيقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق