احتل قالب الدور المكانة الأولى بين قوالب الغناء العربي في القرن 19 وأوائل القرن العشرين، فتصدر الوصلات الغنائية وأصبحت أشكال الموسيقى والغناء الأخرى تدور في فلكه
فإذا قدم مطرب دورا من مقام ما نجد في الوصلة (الحفلة) فقرات أخرى تمهد له. فيبدأ الحفل بفقرات موسيقية مثل التقاسيم أو التحميلة أو السماعي من نفس المقام، كما أصبح لكل دور "موشح" يسبقه أيضا من نفس المقام ثم يأتي الدور على "الدور" فيكون ذروة الحفل
خيط واحد كان يربط هذه الأشكال هو المقام أو السلم الموسيقي، ومهما تنوعت تراكيب الموسيقى والألحان يظل المقام الأساسي هو عنوان الحفل غير المعلن. فإذا كان الدور مقام نهاوند كانت كل الفقرات نهاوند وهكذا ..
أما لماذا كان هذا الترتيب والتنسيق الذي استمر عشرات السنين فالأمر يرجع إلى عاملين أساسيين:
1. خواص قالب الدور
- أطول الأشكال الغنائية زمنا
- يتسع لاحتواء كل الأشكال الأخرى داخل بنائه، الموسيقى والغناء، وأدائهما، الفردي والجماعي، مع السماح بتعدد المقامات والإيقاعات
- يمنح فرصة كبيرة لاستعراض قدرات التلحين والغناء
- قدر كبير من الطرب قادر على جذب انتباه الجمهور وإعجابه
- في الموسيقى الشرقية، والغربية أيضا، دراسات وأبحاث تدور حول اختلاف قيمة أو تردد النغمات التي لها نفس الموضع في السلم، أي الثانية أو الثالثة أو غيرها، باختلاف السلالم الموسيقية. مثلا درجة مي الناقصة، بيمول، في مقام نهاوند تختلف عن مثيلتها في مقام الحجاز وهكذا. فإذا تم التركيز على المقام بتوالي أشكال موسيقية مختلفة يتم تأكيد قيم النغمات بثباتها في هذا السلم دون غيره لدى المطرب والعازف فيصبح الأداء أكثر دقة، كما يتوحد أداء جميع العازفين والمنشدين
- يساهم التركيز على مقام معين في تحقيق اندماج المستمع مع المؤدي، موسيقى أو غناء، ويصبح أكثر استعدادا لتلقي وتذوق أدق التفاصيل الفنية مثل الزخارف اللحنية والتحولات المقامية والإيقاعية والقفلات المطربة
- يعد قالب الدور رأس القائمة في المدرسة التطريبية القديمة، وكان الغناء من أجل الطرب هو شعار وهدف جميع الأعمال الغنائية وقت انتشاره
- لم يقدم الأدوار غير المطربين القادرين على أدائه، نظرا لما احتواه من تراكيب فنية وأساليب معقدة ومساحات صوت واسعة، وأيضا لما كان يسبقه من موشحات، أحيانا أكثر تعقيدا، تتطلب دراية كافية بفنون الموسيقى والأداء.
- كما لم يقدم على تلحين الأدوار غير قلة من الملحنين أهمهم محمد عثمان، داود حسني، إبراهيم القباني، سيد درويش، محمد عبد الوهاب وزكريا أحمد
توقف إنتاج قالب الدور تماما عام 1938، ليس بسبب قلة المطربين أو الملحنين، وإنما بسبب عزوفهم عن تقديمه واتجاههم جميعا إلى القالب الأحدث الذي ساد بعد ذلك وهو قالب الأغنية. وبحلول عام 1940 تغير أسلوب المؤلفين والملحنين والمطربين تغيرا حادا بفعل الدخول في "عصر السرعة" وأصبح الفن أكثر حداثة وتطورا، حتى أقربهم إلى المدرسة القديمة، الشيخ زكريا أحمد. كان وراء هذا التحول عدة أسباب:
1. سيادة المدرسة التعبيرية التي أسسها سيد درويش وأفول عصر الطرب
2. الرغبة الجامحة لدى المطربين في تسيد العروض الفنية والتخلص من الكورس الذي كان أساسيا في أداء الأدوار والطقاطيق
3. الاتجاه العام نحو التحديث من قبل الفنانين والجمهور والمجتمع ككل بفضل التغيرات المجتمعية والاحتكاك بالثقافة الغربية
4. حالة التشبع التي وصل إليها الدور وإدراك الجميع أنه "ليس في الإمكان أبدع مما كان"، فقد تصدى للدور عباقرة الملحنين وأباطرة الغناء وقدموا أفضل ما يمكن فيه. ويمكن مقارنة هذا بما حدث لفنون أخرى كالسيمفونيات الغربية التي قدمها أعظم الموسيقيين مثل موتسارت وبيتهوفن وتشايكوفسكي وغيرهم، فلم يمكن لأحد بعدهم إبداع أفضل منها، ولذلك اتجه الجميع إلى ألوان جديدة من الموسيقى. ولا تقتصر هذه الحالة على الفنون الموسيقية فقد حدث مثلها في الفنون التشكيلية مثل الرسم والنحت على مر التاريخ. وهكذا قد لا يتوقف إنتاج نوع ما من الفنون بسبب الملل منه أو الشعور بقدمه مع مرور الوقت، وإنما فقط بسبب وصوله إلى أوجه. والدليل على ذلك أن جميع الأنماط القديمة ورغم مئات السنين ما زالت تسمع وتجد جمهورا حتى اليوم
5. ازدهار السينما وظهور الأفلام الغنائية
6. ظهور التوزيع الموسيقي والأوركسترا الحديث كعنصر جديد في الألحان، وما تبع ذلك من أساليب تلحين جديدة، خاصة ما قدمه محمد عبد الوهاب ومحمد القصبجي في الثلاثينات والأربعينات من نماذج تجعل الدور والموشح والتحميلة تبدو حقا خارج سياق العصر
|
الملحن |
الدور |
مقام |
المغني الأول |
1 |
محمد عثمان |
أصل الغرام نظرة |
راست |
عبده الحامولي |
2 |
|
عشنا وشفنا |
راست |
عبده الحامولي |
3 |
|
كادني الهوى |
نهاوند |
عبده الحامولي |
4 |
|
ياما انت واحشني |
حجازكار |
عبده الحامولي |
5 |
سيد درويش |
حجازكار |
سيد درويش |
|
6 |
|
كورد |
سيد درويش |
|
7 |
|
راست |
سيد درويش |
|
8 |
|
شوري |
سيد درويش |
|
9 |
|
بسته نكار |
سيد درويش |
|
10 |
|
نوا أثر |
سيد درويش |
|
11 |
|
زنجران |
سيد درويش |
|
12 |
|
عجم |
سيد درويش |
|
13 |
|
نكريز |
سيد درويش |
|
14 |
|
يوم تركت الحب |
هزام |
محمد البحر |
15 |
محمد عبد الوهاب |
راست |
محمد عبد الوهاب |
|
16 |
|
نهاوند |
محمد عبد الوهاب |
|
17 |
|
كورد |
محمد عبد الوهاب |
|
18 |
|
نكريز |
محمد عبد الوهاب |
|
19 |
|
حجاز |
محمد عبد الوهاب |
|
20 |
زكريا أحمد |
حجازكار |
أم كلثوم |
|
21 |
|
هزام |
أم كلثوم |
|
22 |
|
راست النوا |
أم كلثوم |
|
23 |
|
بياتي النوا |
أم كلثوم |
|
24 |
|
عجم الجهاركاه |
أم كلثوم |
|
25 |
|
راست الجهاركاه |
أم كلثوم |
|
26 |
|
زنجران |
أم كلثوم |
|
27 |
|
راست الجهاركاه |
أم كلثوم |
|
28 |
|
بياتي الحسيني |
أم كلثوم |
|
29 |
|
يا جريح الغرام |
نوا أثر |
زكريا أحمد |
30 |
داود حسني |
عاهدت قلبي |
بياتي |
زكي مراد |
31 |
|
البعد علمني السهر |
بياتي |
أم كلثوم |
32 |
|
حُسن طبع اللي فتنّي |
نيروز |
أم كلثوم |
33 |
|
روحي وروحك |
عجم جهاركاه |
أم كلثوم |
34 |
|
شرف حبيب القلب |
حجازكار |
أم كلثوم |
35 |
|
قلبي عرف |
صبا الحسيني |
أم كلثوم |
36 |
|
يوم الهنا |
راحة أرواح |
أم كلثوم |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق