إمتى الهوى
كلمات حسن صبحي / ألحان زكريا احمد
دور / مقام هزام 1936
دور إمتى الهوى من أنجح أدوار أم كلثوم وأكثرها شهرة، وأعاد تقديمه لاحقا الفنان صباح فخري بنجاح كبير
اللحــن
عناصر النجاح
1. أحد أسرار نجاح الدور هو استلهام أسلوب الأدوار الكبيرة التي ظهرت في عز عصر الأدوار لملحني الدور الكبار مثل محمد عثمان وسيد درويش، وذلك رغم قصر زمن الدور في عهد زكريا وتقلصه إلى النصف تقريبا. لكن كما شرحنا سابقا فإن عنصر الأداء الجماعي للكورس يعد من أهم سمات الأدوار بل إن ذروة لحن الدور تكون عادة عند تبادل الغناء بين المطرب والكورس (الآهات والردود). وهذه سمة واضحة في "إمتى الهوى" بينما تخلى عنها زكريا إلى حد كبير في أدوار أم كلثوم الأخرى لحساب الغناء الفردي، ربما مراعاة لطلب أم كلثوم
هكذا يثبت نجاح هذا الدور أكثر من غيره من أدوار زكريا لأم كلثوم أن إتقان اللحن والالتزام بالقيم الفنية أكثر أهمية من صوت المطرب وأدائه حتى لو كان المطرب أم كلثوم
2. لا شك أن زكريا أحمد قد وضع قدرا هائلا من الطرب في هذا الدور يستميل الأذن الشرقية بسهولة
3. استخدام التباينات الإيقاعية الراقصة المعهودة في الأدوار الشهيرة يعيد الدور إلى رونقه ويدعو المستمع لمتابعة الأداء بشغف، ونلاحظ أن أن التلوين الإيقاعي ارتبط بمقدرة هائلة على تقطيع الأبيات وتطويع الكلمات للإيقاعات، ولا عجب فإنه زكريا أحمد وليس أي ملحن
من عوامل تميز لحن هذا الدور أنه يستخدم مقاما لم يطرق كثيرا في الأدوار، فلم يكن أي من أدوار محمد عبد الوهاب الخمسة مقام هزام، كما أن دور سيد درويش الوحيد من هذا المقام لم يمهله القدر لتسجيله بصوته كما فعل مع بقية أدواره والعديد من ألحانه. وكان يلزم للمكتبة الموسيقية العربية دور قوي من مقام الهزام وقد تم ذلك على يد زكريا وبصوت أم كلثوم
المقــام
مقام الهزام فرع من مقام السيكاه المرتكز على الدرجة الثالثة في سلم الراست والمسماة بنفس الاسم (سيكاه / مي ½ بيمول). ويتفرع المقام باستبدال جنس الراست الأوسط (راست النوا) بجنس حجاز على النوا
ومقام الهزام مقام شرقي أصيل ومن أشد المقامات العربية تأثيرا في النفوس وأكثرها طربا، ولا يوجد له أو لمقامه الأصلي مثيل أو مقابل في الموسيقى الغربية حيث يرتكز المقام على ربع تون أو ربع درجة وهو ما لا يوجد أساسا في الموسيقى الغربية التي تستخدم فقط أنصاف الدرجات في جميع السلالم الموسيقية
نلاحظ أن الملحن تفادى اختناق صوت المطرب في أساس المقام حيث يرتكز اللحن على درجة مي نصف بيمول الدنيا وهي درجة لا يصل إليها صوت المطرب فقام برفع الطبقة الصوتية درجة كاملة. وحتى بعد هذا الرفع يستطيع المستمع ملاحظة ضعف صوت أم كاثوم في الدرجات المنخفضة من المقام، بسبب الغناء في السلم أو الأوكتاف الأدنى من المقام
ذكرنا قبل ذلك في تحليل طقطوقة "العذول فايق ورايق" من نفس المقام أن الملحن قام برفع الطبقة الصوتية ¾1 لتمكين المطرب من الأداء السليم في المنطقة المنخفصة، لكنه اكتفي هنا برفع الطبقة درجة واحدة
يتضح من هذا أن هناك مشكلة صوتية في التلحين من مقام الهزام، وكا أوضحنا سابقا فإن المشكلة ليست في المقام وإنما في الألحان. فهناك ألحان كثيرة من مقام الهزام ليست بها مشاكل في الأداء لكن إذا خرج اللحن عن المنطقة الصوتية الوسطى وصعد إلى الأوكتاف الأعلى أو هبط إلى قرارت الأوكتاف الأدنى فستكون هناك مشكلة بالتأكيد.
لكن حل هذه المشكلة قد تم لملحنين كثيرين وأصوات عديدة بتصوير مقام الهزام في منطقة صوتية مستطاعة بتخفيض السلم بنفس أبعاده درجتين ونصف للارتكاز على درجة العراق، سي ½ بيمول، وبهذا يتحقق أكثر من مطلب
- منطقة صوتية متوسطة
- إمكان الأداء السليم ووضوح الصوت في الجوابات والقرارت
- الاحتفاظ بنفس شكل السلم وطريقة عزفه حيث يتشابه المقام الأصلي والمقام المصور في موضع كل درجة وكل جنس على آلة العود
مع الأسف تم إطلاق اسم مختلف على المقام المصور بهذه الطريقة وهو "راحة أرواح" مما جعله يبدو مقاما مختلفا. لكن هذا لم يحدث فقط مع مقام الهزام فهناك عشرات من الأسماء تم إطلاقها على عديد من المقامات المصورة مما يوحي بانها مقامات مختلفة وهذا غير صحيح بالمرة، ولا يؤدي إلا إلى التشويش والتعقيد الذي لاطائل من ورائه سوى الحيرة والارتباك لأي دارس أو هاو.
الموسيقى
- مقدمة موسيقية قصيرة من المقام الأساسي
- لازمة موسيقية قصيرة بعد نهاية البيت الأول شديدة الشبه بنهاية لازمة الموشح الشهير "وجهك مشرق" لمحمد عثمان من نفس المقام
الغنــاء
- يبدأ الغناء الفردي من المقام الأساسي ويستمر كذلك لأربعة أبيات وشطرة من البيت الخامس
- تبدأ الآهات بالكورس من نفس المقام بالتبادل مع صوت أم كلثوم مع السماح لها بمساحة كافية لاستعراض صوتها في ختام الآهات بقفلة طويلة محكمة
- يتشابه ختام الأهات أبضا مع ختام غناء موشح "وجهك مشرق"
- عودة للغناء من نفس المقام في البيت الخامس والسادس بالتبادل مع الكورس
- يبدأ تلوين الإيقاع في البيت السادس
- ختام مميز في البيت السابع ينتهي بقفلة من نفس المقام
بهذا الشكل يكون الملحن قد التزم بالتركيز على المقام الأساسي وعدم الخروج منه إلى مقامات أخرى، إذ أن جميع التلوينات المقامية هي مشتقات طبيعية من نفس السلم دون أية مفاجآت، وقد تبدو بعض المقاطع وكأنها في مقام آخر كالراست أو البياتي أو الشوري لكنها في الواقع مجرد توقف قصير على إحدى درجات السلم أو تلوين شائع الاستخدام في هذا المقام.
ولاشك أن هذا الأسلوب يسهم في تركيز النغم بما نسميه بجو "السلطنة"، وهو من أسباب إتقان الأداء حيث يتوافق صوت المطرب تماما مع أصوات السلم الموسيقي ويزداد الإحساس بالنغم، وبالتالي تنقل هذه الصورة الواضحة والمتقنة إلى المستمع
إمتى الهوى ييجي سوا وارتاح ولو في العمر يوم
يا ناس أنا قلبي انكوى وعيني ما يهواها نوم
في شرع مين يا منصفين العمر كله لوم في لوم
ليه يا ترى حيرتني يا دي الهوى بملاعبتك
إيه يعني لو ريحتني وعملت غيري لعبتك
وتميل عليه وتقول له ليه طاوعتني ما هي غلطتك
في شرع مين يا منصفين العمر كله لوم في لوم
وتميل عليه وتقول له ليه طاوعتني ما هي غلطتك
في شرع مين يا منصفين العمر كله لوم في لوم
روابط
مقالة جيدة الكتابة وغزيرة المعلومات، شكرا لكم.
ردحذفالأستاذ ابراهيم صديق المحترم .. شكرا جزيلا لتعليقكم الكريم .. أرق تحياتنا
ردحذف