كلاسيكيات الموسيقى العربية * أرشيف * استماع *  تحميل *  نقد فنى *  تحليل موسيقى* أفلام * صور *  تسجيلات * كلاسيكيات الموسيقى العربية
كلاسيكيات الموسيقى العربية * الخمسة الكبار * سيد درويش * محمد القصبجى * زكريا أحمد * محمد عبد الوهاب * رياض السنباطى * نجوم الغناء العربى * أم كلثوم * عبد الوهاب * فيروز * عبد الحليم * ألحان التراث * موشحات * قصائد * أدوار * كلاسيكيات الموسيقى العربية

السبت، 26 يوليو 2025

كلاسيكيات أم كلثوم - بليغ حمدي / كل ليلة وكل يوم

كل ليلة وكل يوم / أم كلثوم
كلمات مأمون الشناوي / ألحان بليغ حمدي
مقام راست 1963 / نقد وتحليل د.أسامة عفيفي


النص
حديث شاعري يدور حول حالة حب يلهبها الشوق والحنين والأمل الذي يطير بالإنسان حتى يلامس النجوم!
اشتهرت هذه الأغنية بمطلع مذهبها المتسائل
"يا ترى يا واحشني بتفكر في مين؟"، لكنه مشحون بالأمل وبسلسلة من الاعترافات العاطفية التي تعبر عن حب كبير ينتظر مبادلته بالمثل
يستعيد الشاعر نفس المرادفات الزمنية التي استخدمها في أغنيته السابقة من هذه السلسلة،
"أنساك"، ولكن بصورة معكوسة، فبدلا من النفي في "ولا ليلة ولا يوم أنا دقت النوم" يقول "كل ليلة وكل يوم ح يجيني نوم"
في البداية يرسم الشاعر 3 أوجه لسيناريو يصور حالة الشوق المستبد

  • الزمان: كل ليلة وكل يوم
  • الموقف: سهر حتى الصباح في انتظارالحبيب الذي لا يأتي، يتكرر كل ليلة
  • ختام: يأتي النوم بعد الاطمئنان على المحبوب، في منطق معاكس للموقف، فمتى وكيف يتم الاطمئنان؟ لا يجيب الشاعر على هذا التساؤل إلا في الكوبليه الثاني بطلب رسالة قائلا "ابعت لي قل لي انت فين"
في أول المقطع الثاني يدخل الشعر بيتا من الحكمة النادرة الوجود في شعر العامية بقوله "كل نار تصبح رماد مهما تقيد .. إلا نار الشوق يوم عن يوم تزيد" مما يضيف إلى رومانسية النص
تعلو الموجة الرومانسية أكثر في المقطع الثالث بصورة خيالية في البيت
"طار بيّ الأمل بجناحه .. ولمست النجوم بايديّ"
لاشك أن كل هذه الصور والتعبيرات تمنح الملحن فرصا أكبر للتعبير مقارنة بسردية النص التي لاحظناها في الأغنية السابقة
"أنا وانت" من سلسلة ألحان بليغ لأم كلثوم
اللحن
مقدمة قصيرة مقام راست، مع خفض طبقة الصوت درجة ونصف عن الطبيعي، يتبعها مدخل من بيتين ومذهب من 4 أبيات من نفس المقام على إيقاع الوحدة الكبيرة الرباعي
المذهب
يبدأ المذهب مع البيت
"يا ترى يا واحشني بتفكر في مين؟" ويظهر التعبير الموفق عن التساؤل بالركوز على الدرجة الثالثة مع التأرجح بين الرابعة والثانية الزائدة. يختتم بالبيت "كل ساعة وكل يوم" في نفس المقام مع قفلة متقنة
الكوبليه الأول

  • إعادة للمقدمة الموسيقية كفاصل تمهيدي
  • يبدأ الغناء لبيتين مع "قوللي إيه حلو ف حياتي" في المنطقة المشتركة بين مقامي الراست والبياتي تختم ببياتي شوري بالشطرة "والبعاد طول عليّ"
  • رجوع لمقام الراست في البيتين التاليين
  • عودة للمذهب
الكوبليه الثاني
  • فاصل موسيقي يتألف من حوار بين آلة القانون والأوركسترا مقام راحة أرواح، وهو مقام مصور من مقام سيكاه هزام ومواز له، وينخفض عنه درجتين ونصف. هنا يقدم الملحن مفاجأة في تغيير المقام، فالمعتاد اشتقاق مقام الهزام الطبيعي من مقام الراست بالارتكاز على الدرجة الثالثة (مي نصف بيمول/ سيكاه)، لكنه استخدم درجة العراق (سي نصف بيمول) مباشرة كركوز جديد. صحيح أنها موجودة داخل سلم الراست لكن الارتكاز عليها بأبعاد مختلفة يغير السلم الأصلي. من الناحية الأكاديمية يعد هذا التصرف خطأ يندرج تحت باب القص واللصق، والغرض منه إبقاء النغم في المنطقة الصوتية الوسطى حيث يمكن الغناء في قمة المقام دون مشقة
  • وتكرار هذا التصرف في هذا اللحن بعد وروده في اللحن السابق "أنا وانت" يطرح تساؤلا عما كان يدور بعقل الملحن .. هل هو تصرف متعمد مع إدراك الخطأ فيه، مقابل الحفاظ على الغناء في منطقة صوتية مناسبة للمغني؟ أم أنه كان خطأ عفويا لم يفكر فيه الملحن بالمرة؟ الحقيقة أن لجان الاستماع لا تمرر شيئا من هذا، ولكن هل كانت ألحان أم كلثوم تعرض على أحد؟!
  • يبدأ غناء البيت الأول من قمة المقام "كل نار تصبح رماد"
  • يتحول الغناء إل مقام بياتي في البيت الثاني والثالث
  • عودة للمذهب
الكوبليه الثالث
  • فاصل موسيقي مقام بياتي يبدأ من درجة العجم
  • يبدأ غناء البيت الأول من درجة العجم ويستقر في آخره على ركوز البياتي "كان قربك هنا وحنية"
  • في البيت الثاني تصاعد تعبيري إلى قمة مقام العجم مع الشطرة "لمست النجوم بإيديّ"
  • في البيت الثالث تحول مقامي تعبيري / صبا من العجم "وف بعدك يا عيني عليّ"
  • في البيت الرابع رجوع إلى مقام البياتي "وافضل كده يا حبيبي"
  • عودة للمذهب
كل ليلة وكل يوم        أسهر لبكرة في انتظارك
يا حبيبي
فكري طول الليل في ليلك والنهار كله ف نهارك
يا حبيبي
يا ترى يا واحشني             بتفكر في مين
عامل ايه الشوق معاك عامل ايه فيك الحنين
سهرت السهر في عينيّ صحّيت المواجع فيّ
كل ساعة وكل ليلة وكل يوم  بعد ما اطمن عليك ح يجيني نوم
يا حبيبي
قوللى إيه حلو فى حياتي        وانت غايب عن عينيّ
السهاد أنا فيه ليلاتي                  والبعاد طول عليّ
يا حبيبى أنا من كتر اللي          قاسيته وداريته عليك
مش باصدق اني أتحمل في يوم فرحة لقا عيني بعينيك

يا ترى يا واحشني   بتفكر في مين
كل نار تصبح رماد مهما تقيد         إلا نار الشوق يوم عن يوم تزيد
ابعت لي قل لي انت فين لو تقدر         باستنى منك كلمتين مش أكتر
يطمنوني حبهْ     عليك وع المحبة
يا ترى يا واحشني   بتفكر في مين
كان قربك هنا وحنية          وليالي جميلة هنية
طار بيّ الأمل بجناحه      ولمست النجوم بايديّ
وف بعدك يا عيني عليّ      الدنيا بقت مش هيّ
وح افضل كده يا حبيبي     أستنى الليالي الجاية
يا ترى يا واحشني بتفكر في مين

الأربعاء، 23 يوليو 2025

كلاسيكيات أم كلثوم - بليغ حمدي / أنا وانت

أنا وانت ظلمنا الحب / أم كلثوم
كلمات عبد الوهاب محمد / ألحان بليغ حمدي
مقام بياتي 1962 / نقد وتحليل د.أسامة عفيفي

اجتمع الجمهور على الإعجاب بألحان بليغ حمدي لأم كلثوم بشكل عام لكنه انقسم بين الإعجاب والتمرير في أغنيتين، الثالثة، أنا وانت ظلمنا الحب، والعاشرة، الأخيرة، حكم علينا الهوى
في حال اللحن الأخير قيل أن الأغنية لم تأخذ حقها من الانتشار والدعم الإعلامي حيث تم تسجيلها على اسطوانة فقط ولم تتمكن أم كلثوم من أدائها في الحفلات العامة التي توقفت لأسباب صحية وقت صدورها عام 1973، وكات آخر ما غنته قبل وفاتها في أوائل 1975
مع هذه الأغنية
"أنا وانت ظلمنا الحب" كانت أم كلثوم في عز مجدها وكان للملحن الشاب بليغ حمدي تجربتان ناجحتان معها من قبل هما "حب إيه" و "أنساك". وبينما يصعب الحكم على أذواق الجمهور قد يمكن للنقاد الاستدلال على أسباب الاختلاف في الرأي، وربما في يظهر هذا التحليل بعض تلك الأسباب

النص
يتلخص موضوع النص الأساسي في قصة
"الحب الضائع" ليس بسبب الفوارق الطبقية كما جاء في رواية طه حسين الشهيرة، وإنما لأسباب شخصية تتعلق بالغيرة والشك، وكما هو معروف إذا دخل الشك من الباب خرج الحب من الشباك
يسير نمط النص في سردية أبعدته بعض الشيء عن رومانسية الشعر الغنائي المليئة بالصور والمشاعر العاطفية الرقيقة، وانصب معظم الحديث على مواقف الشك والحيرة والعناد والضياع، ولم يترك مجالا للأمل في رأب الصدع واستعادة الحب الضائع ..
وربما تأثر الملحن بهذا النمط السردي والذي لا يخلو من جلد الذات، وله العذر في ذلك فإن مهمته الأساسية التعبير عن النص باللحن المناسب، وهو مقيد به وبأفكاره وأسلوبه. باختصار نحن أمام نهاية قصة حب وليس بدايتها أو ذروتها، ولا يوحي ذلك إلا بمشاعر سلبية مثل الندم أو الحيرة أو حتى البكاء، وهذا كله يمكن التعبير عنه لكن سردية النص في أجزاء منه تجعله يبدو كرسالة أو خطاب أكثر منه شعرا غنائيا


اللحن
رغم موهبة بليغ حمدي وقدرته على إبداع
"السهل الممتنع" خاصة في ألحانه لأم كلثوم، حلت الصنعة محل البساطة والتلقائية في عدة مقاطع من اللحن بدا فيها أنه لا فرق كبير بين قراءة الكلمات أو غنائها، والسبب يرجع كما ذكرنا إلى أسلوب النص السردي الذي حل محل الشاعرية الغنائية. على أي حال اجتهد بليغ في إضافة لمسات لحنية شاعرية خاصة في الكوبليه الثالث، ليس فقط بصياغة الجمل وإنما أيضا بالتحولات المقامية التي تنتزع إعجاب الجمهور

المقدمة
مقدمة بسيطة جميلة من مقام البياتي، مع خفض طبقة الصوت درجة ونصف عن الطبيعي، اعتمد فيها بليغ على البساطة والعفوية كما فعل مع ألحانه السابقة لأم كلثوم. ولكن ما أن انتهت الموسيقى وبدا الغناء حتى بدأ الملل يتسلل مع كلمات المدخل، لكن الملحن يستدرك الأمر مع نهاية المذهب ليصنع قفلة طربية محكمة


الكوبليه الأول
  • فاصل موسيقي قصير مقام راحة أرواح
  • غناء من نفس المقام
  • يتحول الغناء إلى مقام البياتي مع الجملة "خصامنا ليه النوبة دي زاد"
  • رجوع للمذهب "ضاع الحب ضاع"
الكوبليه الثاني
  • فاصل موسيقي مقام حجاز 
  • غناء من نفس المقام في البيت الأول
  • يتحول الغناء إلى مقام راست النوا مع الجملة "وقطعنا الأمل"
  • رجوع لمقام البياتي في "وكان الحب بيننا كبير"
  • عودة للمذهب "ضاع الحب ضاع"
الكوبليه الثالث
  • فاصل موسيقي عذب مقام ري ماجير في مفاجاة لحنية، فليس من المعتاد التحول إلى مقام ماجير على نفس درجة ركوز البياتي "دوكاه / ري"، والمتوقع المنطقي هو استحضار "فا ماجير" الأقرب، أو "سي بيمول ماجير" المرتكز على جنس اساسي في البياتي. ورغم جمال الجمل اللحنية كموسيقى مستقلة أوفي الغناء تفقد اتصالها بالمقام الأساسي منذ بدايتها، مما يشيب اللحن بالقص واللصق
  • غناء وأداء رائع لأم كلثوم من نفس المقام
  • تحول عاطفي إلى مقام الحجاز في مفاجأة أخرى مع الجملة "نسينا رقة العاشقين"، ويلاحظ في تسجيل الحفل كيف تفاعل الجمهور بإعجاب مع هذا التحول المقامي. ولكن يجب ملاحظة أن هذا التحول ضروري كوسيط بين مقام ري ماجير والبياتي اللاحق حيث لا يمكن الرجوع إلى البياتي مباشرة من الماجير على نفس درجة الركوز، وهذا يؤكد انفصال الفاصل الموسيقي ولحن الأبيات الأربعة الأولى من هذا الكوبليه عن المقام الأساسي
  • رجوع إلى مقام البياتي في "نسينا ازاي"
  • عودة للمذهب "ضاع الحب ضاع"
أنا وانت ظلمنا الحب بايدينا    وجينا عليه وجرّحناه
لحد ما داب حوالينا
ما حدش منا كان عايز        يكون أرحم من التاني
ولا يضحي عن التاني
وضاع الحب ما بين عند قلب وقلب
ودلوقت لا انا بانساه     ولا بتنساه ولا بنلقاه 
أنا وانت
انا وانت اللي كنا زمان   أحب اتنين وأحن اتنين
وكان اكبر خصام بيننا            يدوب فى يومين
يا دوب في يومين
خصامنا ليه النوبة دي زاد     وخلّى الخطوة بيننا بلاد
و فرقنا على طريقين
وضاع الحب ما بين عند قلب وقلب
ودلوقت لا انا بانساه       ولا بتنساه ولا بنلقاه 
أنا وانت
انا وانت ظلمنا الحب بالغيرة   وجبنا للظنون سيرة
وقطعنا الامل مرات             ما بين الشك والحيرة
وكان الحب بيننا كبير       صغر لما ابتدينا نغير
وبردت نار وقادت نار   وبرضه مشينا في التيار
وضاع الحب ما بين عند قلب وقلب
ودلوقت لا انا بانساه       ولا بتنساه ولا بنلقاه 
أنا وانت
انا وانت نسينا حتى نتعاتب    ونتصارح
وعز عليك تسيب العند           وتسامح
وعز عليّ اكون البادي          واتصالح
واصبح كل يوم بيننا   يفوت اصعب من امبارح
نسينا رقة العاشقين    قسينا واحنا مش داريين
نسينا ازاي كده نسينا    وايه ده اللي جرى لينا
وضاع الحب ما بين عند قلب وقلب
ودلوقت لا انا بانساه       ولا بتنساه ولا بنلقاه 
أنا وانت