كلاسيكيات الموسيقى العربية * أرشيف * استماع *  تحميل *  نقد فنى *  تحليل موسيقى* أفلام * صور *  تسجيلات * كلاسيكيات الموسيقى العربية
كلاسيكيات الموسيقى العربية * الخمسة الكبار * سيد درويش * محمد القصبجى * زكريا أحمد * محمد عبد الوهاب * رياض السنباطى * نجوم الغناء العربى * أم كلثوم * عبد الوهاب * فيروز * عبد الحليم * ألحان التراث * موشحات * قصائد * أدوار * كلاسيكيات الموسيقى العربية

السبت، 18 فبراير 2012

موسيقار الأجيال والمؤلف الأذربيجاني فكرت أميروف/ تحليل موسيقي

بقلم: أحمد الجوادي
لفت إلى نظري موضوع عن مقدمة أنت عمري، كتبه الأستاذ عادل الغنيمي المحترم وقمت بكتابة رداً مقتضباً، لهذا أحببت اليوم أن أكتب بتركيز أكثر عن نفس الموضوع.
مقدمة:
من يعرفني يعرف عني بأنني عاشق لموسيقى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وعاشقا لكل ما هو عربي متألق، لكنني هنا علي أن أكون منصفا وموضوعيا ومحايدا في نفس الوقت.
هناك اتهام بأن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب قد اقتبس موسيقى أنت عمري من عمل للمؤلف السوفيتي الأذربيجاني حكمت أميروف.
المؤلف السوفيتي الأذربيجاني فكرت أميروف كان قد ألف كونشيرتو البيانو مبنيا على ألحان عربية واسم الكونشيرتو هو (Piano Concerto after Arabian Themes)، من اسم الكونشيرتو يتضح لنا بأن العمل مبني على ألحان وتيمات اقتبسها أو استعارها المؤلف من الموسيقى العربية (وهذه لا تعتبر سرقة البتة).
ارتأيت أن أقوم بتحليل الحركة الثانية والثالثة من كونشيرتو البيانو للمؤلف الكبير فكرت أميروف تحليلا سمعيا مبسطا، وسأحاول الابتعاد عن التعقيد ما أمكن، وسأحاول أن لا أخوض كثيرا فيما كتبه أميروف، لكنني سأركز على ما اقتبسه أو استعاره من ألحان موسيقار الأجيال وكيف تعامل أميروف مع الألحان التي اقتبسها من موسيقار الأجيال.
فقط أحب أن أنوه إلى أنني لا أملك النوتة لهذا العمل، وأرجو مراقبة الفيديوين المرفقين مع أرقام مؤشر الوقت لمتابعة التحليل.

الحركة الثانية:


تبدأ الحركة الثانية بلحن بطيء يعزف من قبل الآلات الوترية (ذات القوس) بدون مصاحبة هارمونية ، هذا اللحن يذكرنا بلحن كتبه موسورسكي في عمله "صور من معرض" للبيانو والذي قام بتوزيعه الكثير من المؤلفين، كان أشهر توزيع للأركسترا هو المؤلف الفرنسي الشهير رافيل. الحركة التي أقصدها هي التي تمثل صورتي اليهودي الغني واليهودي الفقير، وبالتحديد اللحن الذي يمثل اليهودي الغني. أنا لا اقول أن أميروف قد أخذ أو حتى اقتبس اللحن من (موسورسكي - رافيل)، بل أقول بانه يذكرنا بهذا اللحن. سبب ذلك أن رافيل كتب اللحن على شكل يونيسون أي أن الآلات تعزف نفس اللحن وبدون مصاحبة هارمونية، وقد استخدم موسورسكي سلالم فيها مسافة الثانية الزائدة "كرمز للشرق" وهنا استخدم المؤلف أميروف الثانية الزائدة حيث كان السلم هو كرد لكنه أيضا في نهاية اللحن الافتتاحي استخدم الثانية الزائدة، والسبب الآخر هو أن كلا المؤلفين يستخدمان اللون الداكن في الصوت، أي ما نسميه نحن بالقرار، أي أن الكمانات تعزف قرار مسنودة من الفيولا والشيللو الكونتراباص، أعود وأقول تذكر ولا تشبه.
(المقصود بالثانية الزائدة هي المسافة التي نسميها نحن فتحة الحجاز، مثل مي بيمول فا دييز).
بعد هذه المقدمة وتحديداً في 1:10 نسمع سولو البيانو يعزف جزءاً صغيراً من مقدمة أغنية "أنت عمري" لموسيقار الأجيال.
في 01:38 يعود بنا أميروف لنفس لحن المقدمة لكن هذه المرة وبعد قليل من ظهور اللحن نسمع هارموني على شكل رابعات. يستخدم هذا النوع من الهارموني كرمز وللتذكير بالشرق، في البداية كان اللحن يعزف بصوت خافت أي Piano لكن هنا كان العزف قويا أي Forte للمزيد من الدراما.
في 02:20 يعود بنا إلى لحن مقدمة أنت عمري، لكن هذه المرة بتنويعات أكثر لهذا لا يكون اللحن ظاهراً مثل السابق.
في 04:15 نسمع مقدمة أغنية "في الليل لما خلي" لموسيقار الأجيال، اللحن الأصلي يعزف من قبل آلات النقر، وهنا أيضا كتبه أميروف لكي يعزف على شكل بيزيكاتو من قبل الآلات الوترية مع آلتي الهارب، يضطر المؤلف أن يغير السلم من البيات إلى الكرد لكي يلائم آلات الأوركسترا، وذلك بسبب ربع التون. نلاحظ أن المؤلف لم يستخدم في مطلع اللحن أي مصاحبة هارمونية. مزيد من التمعن، نلاحظ أن أميروف قد مهد لظهور هذا اللحن في 03:53 حيث يعزف البيانو مسافة الخامسة التامة من خلال اللحن مرتين، ثم يتكرر نفس الشيء من قبل الفلوت مرتين أيضا، هذه المسافة هي بداية لحن في الليل لما خلي.
في 04:31 نسمع كورد قوي في بداية اللحن، كإشارة إلى أن حدثا جديداً سيحصل، وفعلا هاهو لحن آخر لموسيقار الأجيال يعزف من البيانو السولو. اللحن مأخوذ من موسيقى "هدية العيد"، هذا اللحن أيضا من سلم البيات وعدله المؤلف ليصبح في سلم الكرد.
في 05:27 يعود المؤلف للحن المأخوذ من في الليل لما خلي، لكن هذه المرة أجرى المؤلف تحويلاً مقامياً بعيد نسبياً. هذا التحويل يعتبر تحويل غير مقبول للأذن العربية (والشرقية)، لكنه مطلوب في الموسيقى الكلاسيكية والأوروبية حيث أن المسمتع الغربي الأوروبي يمل من سماع نفس السلم لفترة طويلة.
يكتب أميروف تحويلات مقامية قد لا تروق للمستمع العربي لكنها هامة جدا للمستمع الأوروبي. سوف أعطي بعض الأمثلة على التحويلات المقامية التي نحسها نحن العرب ولا يحسها الغرب: لو قام المؤلف بعمل تحويلة من سلم حجاز كار إلى سلم زينجولاه "زنجران بحسب التسمية الخاطئة الشائعة"، لما أحس بها المستمع الغربي على أنها تحويل سلمي، لأنه يعتبر أن هذا هو تحلية كروماتية في السلم، بينما نستمتع نحن العرب بها كثيرا ونطرب لها والكثير ربما يصرخ طربا "الله". مثال آخر: لو تحول السلم من نهاوند إلى نكريز على نفس الدرجة، نحن العرب نستمتع بها لكن الأذن الغربية تحسها على أنها تغيير كروماتي.
نلاحظ عبقرية أميروف، الجملة الموسيقية التي استخدمها من موسيقى هدية العيد مكونة من أربع عبارات لحينة، كل عبارة لحنية مكونة من أربع بارات أو موازير. العبارة الأولى والثانية هي نفسها، اي أن العبارة مكررة، لكن العبارة الثالثة فيها سؤال والرد في العبارة الرابعة. أميروف لم يكمل العبارة الأخيرة أي أنه لم ينتظر الضلع الثاني من البار أو المازورة لكي تكتمل العبارة، بل فاجأنا بإعادة اللحن مرة أخرى من نفس مكان نهايته. أغلب الظن أنه كتب البار الأخير 1/2 حيث ان اللحن هو من ميزان 2/2. أو ربما أنه كتب البار الأخير على ميزان 3/4 لتصبح العبارة الأخيرة مكونة من ثلاث بارات. بمعنى آخر، النوتة التي هي نهاية العبارة الأخيرة هي نفس النوتة التي في بداية العبارة الجديدة، إذ أنه ل ينتظر السكتة لتكتمل العبارة. نسمع ذلك في 04:53، ويعاد مرة أخرى في 05:11.
في 05:28 نسمع لحن في الليل لما خلي مع تحويلة سلمية بعيدة (قد لا تروق للمذاق العربي).
مفاجأة أخرى من أميروف، حينما تعزف الأوركسترا لحن في الليل يتوقف اللحن (بإضافة سكتة جماعية قيمتها نوار)، ثم يكمل البيانو، لكن يتوقف أيضا لكي لا تكتمل العبارة الأخيرة، (لقد ترك نهاية العبارة لكي يكملها السامع في مخيلته)، بعد ذلك يذهب مرة أخرى إلى:
في 05:35 يعود بنا إلى لحن المقدمة، بعزف خافت مثل المرة الأولى.
في 06:16 لحن مقدمة أنت عمري من البيانو مرة أخرى.
في 07:27 لحن مقتبس من مقدمة أنت عمري من الباص كلارينيت.
الحركة الثالثة والبحث عن ألحان موسيقار الأجيال
وتبدأ الحركة الثالثة بلحن سريع فيه نوع من الاستعراض، هذا اللحن في الأسلوب الأذربيجاني وبعيدا بعض الشيء عن الأسلوب العربي
في 00:52 تحويلة سلمية بعيدة بعض الشيء (بالنسبة للمذاق العربي)، مع هذا التحويل نسمع خلف البيانو هناك لحن آخر يعزف، هو لموسيقار الأجيال، اللحن مأخوذ من "سجى الليل"، (نفس اللحن الذي أخذته أنا واستخدمته في موسيقى افتتاحية كليوباترا). هذا اللحن هو لحن المصاحبة لمقدمة سجى الليل.
في 00:59 اللحن الأول من أغنية سجى الليل يعزف من البيانو، والمصاحبة لازالت مستمرة.
نلاحظ أن المؤلف الكبير أميروف قد كتب الحليات الموسيقية بالإحساس العربي، أي أنها مكتوبة ليست مرتجلة.
في 01:18 نسمع نفس اللحن يعزف من آلة الهورن الإنجليزي "كورنجلي" لكن أميروف استخدم التطويل في كتابته هنا، أي أنه ضاعف أطوال النوتات لتصبح وكأنها أبطأ من السرعة الأصلية بدرجة النصف، وأيضا استخدم التنويعات أي Variations نسمع ذلك بوضوح في آلة الكورنجلي.
في 01:33 حصلت تحويلة مقامية من التحويلات التي تعتبر بعيدة بعض الشيء (ربما لا تتقبلها الأذن العربية غير المعتادة على سماع الموسيقى الكلاسيك). لكن لحن سجى الليل هو نفسه.
في 01:47 اللحن الأساسي لأغنية سجى الليل يعزف من الآلات الوترية، بينما البيانو الذي كان يعزف اللحن الأساسي ليعزف تنويعات أو Variations على لحن المصاحبة الذي يظهر في بداية سجى الليل. وبعد ذلك البيانو يعزف المصاحبة لكن مع التنويعات.
في 02:08 عودة للسلم الأصلي ومع نفس اللحن يعزف من البيانو.
في 02:29 لحن البداية مرة أخرى.
لو دققنا في 03:14 للاحظنا أن هذا اللحن هو أصلا مأخوذ من لحن سجى الليل الثاني أي اللحن الغنائي، لكن أميروف قد حوره بطريقة التنويعات أو Variations.
في 03:50 نفس اللحن مع التنويعات يعزف من الآلات النحاسية
في 04:13 لحن يذكرنا بأغنية سجى الليل (يختلف عما سبق)، أي أنه في نفس جو الأغنية، أي الجو الصحراوي الذي ابتكره موسقار الأجيال.
في 04:58 يبقى البيانو ليعزف كادينزا منفردا، تقودنا هذه الكادينزا إلى:
فى 05:28 لحن المصاحبة لأغنية سجى الليل من البيانو في نهاية الكادينزا.
فى 05:38 اللحن الغنائي لأغنية سجى الليل من الأوركسترا والبيانو مستمر على عزف لحن المصاحبة.
فى 05:56 اللحن يعزف من الأوركسترا كلها مرتين، في المرة الثانية يقطع أميروف اللحن كمفاجأة تؤدي إلى القفلة أو ما تدعى بالكودا أو Coda وهو ذيل يكتب عادة في نهاية العمل من أجل أن تأتي القفلة قوية (وبالمصري: قفلة حراقة).
رحم الله موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ورحم الله المؤلف الأذربيجاني العظيم فكرت أميروف.
بعد كل هذا الاستعراض في التحليل، نلاحظ أن المؤلف أميروف استخدم في الحركة الثانية ثلاثة ألحان أو تيمات من ألحان موسيقار الأجيال، مقدمة أنت عمري، ومقدمة في الليل لما خلي، ومقطع من موسيقى هدية العيد. وفي الحركة الثالثة استخدم لحنا واحدا من ألحان موسيقار الأجيال وهو لحن سجى الليل.
نعود إلى موضوعنا الأصلي وهو:
هل صحيح أن موسيقار الأجيال اقتبس لحن أنت عمري أم أن الموسيقار السوفيتي الأذربيجاني هو من اقتبس اللحن من محمد عبد الوهاب؟
علينا أن نستعرض بعض الحقائق وهي:
المؤلف الأذري الكبير فكرت أميروف كتب هذا الكونشيرتو معتمدا أو مبنيا على ألحان عربية، أي أنه استعار ألحانا عربية، اسم العمل هو: كونشيرتو البيانو مبني على ألحان عربية أو Piano Concerto after Arabian Themes، نلاحظ أن أغلب الألحان المستخدمة في الحركة الثانية والثالثة هي مستعارة من ألحان موسيقار الأجيال، بالطبع كان على أميروف أن يضيف ألحانا من عنده لكي يبني العمل بالشكل اللائق.
علينا أن ننتبه إلى نقطة هامة جدا وهي:
الاقتباس هو غير السرقة، أي أن المؤلف أميروف حينما اقتبس ألحانا عربية فهو لم يسرقها، (لو أن مؤلفاً محترفا أحب أن يسرق لحنا فممكن بسهولة أن يضلل السامع ويخفيه بدون أن يشعر أحد) لكن هذا الكلام بعيد كل البعد عن هذا العمل، وهذه الألحان التي استخدمها أميروف لا تعتبر سرقة أبداً بل استعارة.
عودة إلى استعراض مزيد من الحقائق:
قرأت في الإنترنيت بأن المؤلف أميروف كان قد كتب هذا الكونشيرتو في العام 1957، وكان العرض الأول لأغنية أنت عمري كانت في 1964، ما يعني أن الكونشيرتو كتب قبل عرض أغنية أنت عمري. وبما أننا نسمع جزءاً من لحن مقدمة أنت عمري في الحركة الثانية وهذا اللحن وقد تكرر هذا اللحن كثيرا، فأنا أرجح أحد احتمالين:
الأول: هو أن التأريخ الذي قرأته والمكتوب في الإنترنيت هو تأريخ غير صحيح أي أن أميروف قد ألف هذا العمل بعد أن تم عرض أغنية أنت عمري أي بعد 1964.
الثاني: ربما أن أميروف قد أدخل لحن أنت عمري بعد تأليفه للكونشيرتو، هذا في حالة أن تأريخ تأليفه للكونشيرتو هو فعلاً 1957.
الثالث: ربما أن أميروف لم يكن قد كتب أصلا الحركة الثانية في نفس التأريخ، وربما أنه كتبها بعد ذلك، أي بعد عرض أغنية أنت عمري، أي بعد تأريخ 1964. أنا أستبعد هذا الاحتمال لأن الحركة الثانية هنا أتت بطيئة ومتناسبة وقالب أو صيغة الكونشيرتو عموما.
رأيي الشخصي: أنا أرجح الاحتمال الأول. موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ليس بحاجة لأن يأخذ حفنة من النوتات لكي يصيغها على شكل سولو للقانون (الكبير محمد عبده صالح) مع الكونتراباص (الكبير عباس الملقب بعظمة) الذي يرد بضربات على شكل بيزيكاتو.
بالنسبة لي أنا فمن الواضح لدي بأن أميروف هو الذي استعار اللحن من عبد الوهاب مثلما استعار باقي الألحان، وبدليلل أن الألحان المأخوذة من موسيقار الأجيال تتوالى في الكونشيرتو، حيث نسمع لحنا آخر في الحركة الثالثة، والذي كان مقدمة أغنية سجى الليل (التي استخدمتها أنا في افتتاحية كليوباترا). من الواضح أن أميروف قد خصص الحركة الثانية والثالثة لألحان موسيقار الأجيال. لقد اختتم الكونشيرتو بتيمة سجى الليل!
لقد أرسل لي الفنان الكبير الأستاذ الدكتور فكتور سحاب يقول: (كان فكرت أميروف مثلنا معجباً إعجاباً شديداً بالموسيقار محمد عبد الوهاب، حتى أنه جعل كونشرتو من تأليفه وكثيراً من نتاجه مبنياً على جمل موسيقية مأخوذة من ألحان عبد الوهاب. وكان أميروف يجاهر بهذا ولا يخفيه)، والكلام للفنان الكبير الدكتور فكتور سحاب.
أخيرا: أنا أستبعد تماماً وبشدة أن محمد عبد الوهاب قد أخذ اللحن من أميروف، والعكس هو صحيح للأسباب التي ذكرتها أعلاه.
أميروف قد توفي عام 1984 ولا يمكن أن نسأله!
وهذا فيديو بالعمل كاملا
*
أتمنى أن لا أكون قد أثقلت عليكم بطول التحليل!
يبدو أن أميروف كان مولعا بالموسيقى العربية لأنه ألف أكثر من عمل مثل ألف ليلة وليلة والتي تدعى أحيانا Arab Nights وكورال عربي.
لقد كان أميروف صديقا لأستاذي الذي درست عنده في كونسيرفتوار القاهرة وكان هو الآخر سوفيتي أذربيجاني، وكان اسمه سارفار جانييف، وكان ذلك في السبعينات. على ما أذكر بأن أميروف كان قد كتب عملا للكمان والبيانو وأهداه لأستاذي جانييف، لأن أستاذي كان مشهورا جدا في أذربيجان. كان أستاذي هو الآخر يحب الموسيقى العربية، وكان يطلب مني كثيرا وبعد انتهاء حصتي أن أعزف له قليلا من الموسيقى العربية، وذات مرة فاجأني بأن طلب مني بعد أدائي الإمتحان أن أعزف شيئا من الموسيقى العربية قائلا: أحمد، عربي. ففعلت لكن بعد أن أخذت الإذن من العميدة الدكتورة سمحة الخولي حيث أنه كان امتحاناً رسمياً وفي القاعة الرئيسية الكبيرة لمعهد الكونسيرفتوار بالقاهرة وبحضور جمع غفير من طلاب المعهد. بعد تلك الحادثة كنت أجهز باستمرار عملا عربيا بعد الامتحانات خشية من مفاجآت شبيهة.
خالص تحيات/ أحمد الجوادي







هناك 5 تعليقات:

  1. تحية لك أيها الرائع دوما الاستاذ الجوادي وتحية للعزيز الدكتور عادل حدجامي.

    أحببت أن أضيف تعليقا مادمتما هنا مستأنسا بكما.

    حكاية السرقات هذه حكاية أصبحت مملة وشغل من لا يعي كثيرا في الموسيقى. في الموسيقى، السرقات معروفة والاقتباسات والتنويعات على سوابق من تأليف مؤلفين أو من الفلكلور أو ما شابه ما أكثرها.

    أما بخصوص عمل أميروف الممتع من ثيمات عربية، فالأعمال التي تضمنها عمله فيها ما هو قديم مثل في الليل لما خلي الذي قدمها عبدالوهاب في عام 1932 كعمل في مؤتمر الموسيقى العربية الأول كما أعلم وعمله سجى الليل أتى قبل انت عمري بكثير - الثلاثينات أيضا اكمالا لأوبريت قيس وليلى. كل هذه الأعمال من أزمنة مختلفة و عنوان عمل أميروف، كونشيرتو على ثيمات عربية ومازالت الحكاية عندهم كبيرة.

    لكن، ألف شكر لك على امتاعنا بهذا العمل وتنويرنا كالعادة وشكرا للاستاذ الحدجامي للإضافة.

    كونا بخير
    فاضل التركي

    ردحذف
    الردود
    1. صديقي العزيز أستاذ فاضل المحترم
      ألف شكر لك على تعليقك الجميل.
      فعلا لقد أصبحت قصة السرقات قصة مستهلكة كثيرا، وقد كتبت لتوي لصديقنا الأستاذ عادل حدجامي بأن المؤلف المحترف ممكن أن يسرق ما يشاء ويقوم بإخفاء السرقة بحرفنته.
      أعتذر لأنني كنت قد كتبت هذا المقال بعجالة وقمت بنشره بعجالة، لذى أرى من واجبي أن أقوم بتغيير كل ما نشرته، وأرجو أن لا يثير هذا إزعاج أحد.
      خالص الاحترام/ أحمد الجوادي

      حذف
  2. عزيزى الفنان أحمد الجوادى
    سعدت كثيرا بقراءة هذا المقال الجميل والتحليل الشيق
    واضح أن الموضوع ليست به سرقة ولا شبهة سرقة ، لا من المؤلف عبد الوهاب ولا من الموزع أميروف .. ولا أدرى لماذا تم تصوير الموضوع على هذا النحو من البداية .. إن فن التنويعات معروف وقاعدته "الإعلان مقدما عن عنوان الموسيقى الأصلية واسم مؤلفها كجزء لا يتجزأ من عنوان التنويع"

    العمل رائع بلا شك وإن كنت أعتقد أن أميروف مع اجتهاده وعشقه الكبير للموسيقى العربية قد أخطأ بعدم اتباع هذه القاعدة صراحة وبشكل مباشر
    إذ لا يكفى فى العنوان الجديد الإشارة إلى إلى مصدر وأصل الموسيقى التى يقوم بتوزيعها بهذه العمومية الواسعة مثل "تنويعات على موسيقى عربية"
    ويبدو أنه قد فعل ذلك أيضا مع الموسيقى الفارسية حيث لم يشر فى موسيقاه المرتكزة على الموسيقى الفارسية إلى أسماء بعينها
    لابد أنك تعلم ما يفعله الموسيقيون اأوربيون عند تناولهم لهذا النوع من التأليف
    ربما فى حالة استخدام تيمات "شعبية" أو "فولكلورية" قديمة متوارثة تنتمى إلى منطقة ما قد لا يكون هناك محل لاستخدام أية أسماء
    أما فى حالتنا هذه فالموسيقى المستخدمة مثل "فى الليل لما خلى" و "سجى الليل" و "إنت عمرى" هى موسيقات معروفة تماما بأسمائها وأسماء مؤلفيها وتواريخ تأليفها ولا يمكن تجاهلها بأى حال
    هناك ملحوظة أخرى قد يكون لك فيها رأي
    ما مدى فنية الجمع فى عمل واحد بين موسيقى ألفت فى العشرينات وأخرى فى الثلاثينات وثالثة ورابعة فى الستينات كلها لمؤلف واحد هو محمد عبد الوهاب
    إن أفضل تسمية ممكنة لهذا العمل قد تكون "تنويعات على موسيقى عبد الوهاب" ، وهو عنوان من الناحية الفنية لا يمثل قيمة كبرى
    وربما كان من الأفضل تقسيم العمل إلى 3 أعمال مستقلة لكل منها موسيقى أصلية يرتكز عليها ويقدمها فى صورة ذات أبعاد أكثر مع ذكر اسمها واسم المؤلف فى كل مرة
    أما هذا العمومية فى التناول فهى أولا ، لا تكرس أى اعتراف بالمؤلف الأصلى وثانيا تثير شبهة السرقة لدى سماعها عند من ليست لديه الثقافة الموسيقية الكافية وقد يكون ذلك فى الاتجاهين
    أخيرا إجابة لأحد تساؤلاتك الساخرة ، لست فى حاجة لأن تسأل أى منهما .. أعتقد أنه كان الأولى بأميروف إذا كان معجبا بموسيقى معينة إلى هذه الدرجة أن يذكر اسم صاحبها صراحة لكنه أهمل ذلك ، ولا يمكن تخيل أن أميروف المولود عام 1922 قد ألف وهو فى السادسة من عمره موسيقى تشبه "فى الليل لما خلى" المؤلفة عام 1928
    دمتم بخير ..

    ردحذف
    الردود
    1. صديقي العزيز دكتور أسامة المحترم
      أولا: أشكرك جزيل الشكر على كلماتك الجميلة وعلى مساعدتك في ترتيب المقال ووضع صور موسيقار الأجيال والمؤلف الكبير أميروف.
      ثانيا: بالنسبة لصياغة الموضوع على أساس رد التهمة سببه هو أنني قرأت في موقع نوع من هذا الاتهام ولهذا كتبت مقالي هذا.
      ثالثا: أتفق معك تماما، فالمؤلف أميروف عليه أن يكتب اسم محمد عبد الوهاب، لكن هناك مشكلة وهي أنه في الحركة الأولى لم يستخدم ألحانا من الموسيقار محمد عبد الوهاب.
      لا أخفي عليك فقد حاولت أن أعثر على البارتيتورا للعمل لكنني لم أنجح في ذلك، لأنني كنت أولا أريد أن أرى بنفسي كيف كتب أميروف العمل، وإن كان أغلبه واضح لدي، وأيضا كنت أريد أن أرى هل كتب في البارتيتورا اسم موسيقار الأجيال أم لا؟ في مثل هذه الحالة وبما أن أميروف بنى الحركة الثانية والثالثة على تيمات من موسيقار الأجيال، فمن الضروري أن يكتب على النوتة وتحت العنوان بأنه استعار أو استخدم ألحان من موسيقار الاجيال، أو على أقل تقدير في بداية كل من الحركة الثانية والثالثة كان عليه أن يكتب ذلك أعلى الصفحة إما على اليمين أو في وسط الأعلى. أيضا يجب أن يكتب نفس الكلام على غلاف السيدي، وأنا أيضا لم أتمكن من العثور حتى على السيدي.
      أنا مررت بمثل هكذا تجربة لكنني استخدمت حينها ألحانا شعبية معظمها غير معروف ملحنها، لكن مع ذلك استخدمت رموزا بواسطتها قارئ النوتة والمايسترو يعرفون أن هذا المكان هو من تأليفي والمكان الآخر المؤشر بحرف معين هو لحن شعبي استعرته.
      بالنسبة للفترة الزمنية للألحان، هي فعلا متباعدة بعض الشيء، مثلا هدية العيد بعيدة زمنيا عن في الليل لما خلي، لكنه اختار تيمة من في الليل لما خلي تشبه تيمة هدية العيد، لكن التيمة التي أخذها من أنت عمري بعيدة زمنيا وحتى في الأسلوب، لكنه غطاها بأن سبقها بلحن المقدمة البطيء، وفي كل مرة يأتي لحن أنت عمري يسبقها نفس اللحن. طبعا كل ذلك ليس له تأثير بمتى ولد أميروف، فهو الآخر معجبا بموسيقار الأجيال. أنا أستخدمت كثيرا موسيقى من موسيقار الأجيال مثلا في موسيقى افتتاحية كليوباترا وأنا مولود في العام 1952، أي يعني ممكن أن أكون بعمر حفيده. نحن نعرف هذه الموسيقى ونحبها وهي في دمنا، ويظهر أن أميروف أيضا عشق موسيقى محمد عبد الوهاب مثلنا، وذلك كما قال الدكتور فكتور سحاب.
      أخيرا تقبل مني فائق المحبة.
      أحمد الجوادي

      حذف
  3. صباح الخير
    بتصفحي لما جادت به افكاركم من تحليل و مقارنة لموسيقى تجعلك اكثر ادمانا على سماعها من اختيار المقام و التحويلات دون ان تشعر بها
    ذكرتم سجي الليل و في الليل لما خلي و انت عمري رغم الفاصل الزمني الذي لحنت و اشاطركم الرأي لكن سؤالي هل لموسيقى القافلة و مقادير من جفنيك مكان في اعمال
    اميروف
    شكرا لكم

    ردحذف