إحياء لذكرى ميلاد الموسيقار السكندري محمد عفيفي يقدم قصر التذوق الفني بالإسكندرية عرضا فنيا، مساء الأربعاء 29 أبريل، يحضره لفيف من الفنانين والهواة ورعاة الفن في الإسكندرية برعاية جمعية أصدقاء الموسيقار وإشراف مدير القصر أحمد رشاد ومديرة صالون التذوق الفني داليا شوشة.
يتضمن البرنامج باقة من موسيقى وألحان محمد عفيفي يقوم بأدائها فرقة الإسكندرية للموسيقى العربية بقيادة الفنان مدحت بسيوني والثنائي الفني فاروق عوني على العود وإبراهيم محمد مطربا بالإضافة إلى عروض فيديو لألحانه المصورة. ويشارك في العرض الشاعر جابر بسيوني ووكيل وزارة الثقافة السابق محمد غنيم والمخرج التليفزيوني محمد السماحي الذي ينوي تقديم فيلم تسجيلي عن الفنان محمد عفيفي. والأمسية جزء من برنامج عروض قصر التذوق التي تهدف إلى إثراء وترقية الحياة الإبداعية الفنية والثقافية.
أحب الورد - غناء فتحية أحمد
كلمات محمد الحسيني - ألحان محمد عفيفي
محمد عفيفي 1913 – 2003
للفنان محمد عفيفي بصمات واضحة في الحياة الفنية في مدينة الإسكندرية، فقد تولى تعليم وتثقيف أجيال من الفنانين واهتم بتوعية الشباب بالتراث الموسيقي للفنانين الرواد مثل سيد درويش وزكريا أحمد. وله فضل الحفاظ على ذلك التراث من الضياع عبر سنوات طويلة أمضاها في التدريب والتحفيظ مع حرصه على الأمانة الفنية ودقة الأداء، حتى لم يعد هناك موسيقي في المدينة لم يتعلم على يديه فصار أستاذا للجميع. ومن تلاميذه من شق طريقه بالقاهرة ولمع نجمه مثل الفنان كمال الطويل وغيره كثيرون.
بالإضافة إلى اهتمامه بالتراث قدم محمد عفيفي مئات الألحان لإذاعتي القاهرة والإسكندرية وللإذاعات الأهلية، منها سبعة ألحان لمطربة القطرين فتحية أحمد في الخمسينات، وثلاثة ألحان لكوكب الشرق أم كلثوم لم تقم بتسجيلها ولكن سجلتها منه مباشرة فيما بعد إذاعة الشرق الأوسط المصرية. وله سبعة أوبريتات و15 مقطوعة موسيقية وبرامج عديدة للإذاعة والتليفزيون.
فضل محمد عفيفي الإقامة بالإسكندرية طوال حياته ولم تستطع القاهرة اجتذابه للإقامة بها رغم بريق الشهرة والأضواء، ولو فعل لكان له شأن آخر مثلما كان لمن سبقه من الفنانين السكندريين الرواد سلامة حجازي وكامل الخلعي وسيد درويش وأيضا زميله وصديق شبابه محمود الشريف. وكان أحد العروض التي قدمتها له القاهرة قيادة فرقة الموسيقى العربية بعد وفاة عبد الحليم نويرة عام 1983.
احتفظ محمد عفيفي بصداقات فنية مع فناني مصر الكبار مثل محمد عبد الوهاب والقصبجي وزكريا أحمد الذي كان يزوره باستمرار في الإسكندرية ويحرص على الاستماع لألحانه، ومن تلك الألحان ما تأثر به الشيخ زكريا واقتبس أجزاء كبيرة منه في لحن أم كلثوم الشهير "الورد جميل".
كان محمد عفيفي المرجع الأول في مصر في الموسيقى الشرقية وفنون التراث، وتولى كتابة النوت الموسيقية لأوبريتات سيد درويش عندما أعيد عرضها. وبدأ تلك الرحلة مبكرا حينما تقدم ببحث في المقامات الشرقية لمؤتمر القاهرة الموسيقي الشهير عام 1932. ولذلك لقب بسادس الخمسة الكبار سيد درويش والقصبجي وزكريا وعبد الوهاب والسنباطي. وإذا استمعنا لألحانه لفتحية أحمد نكتشف الروح الشرقية الأصيلة التي نجدها في ألحان الشيخ زكريا ورياض السنباطي لأم كلثوم. ويقول عفيفي إن أم كلثوم كانت تخشى منافسة فتحية أحمد، ولا شك أنها كانت مطربة قديرة ذات صوت رائع وأداء بارع، وفي بعض الأحيان لا يفرق السامع بين صوتها وصوت أم كلثوم، وفي أحيان أخرى يفوق أداؤها أداء أم كلثوم، خاصة في المقاطع الحرة.
موسيقى "لمحــة" - محمد عفيفي
رغم بعده عن القاهرة نال محمد عفيفي عديدة جوائز بلغت أكثر من 50 جائزة، من وزارة الثقافة ومحافظة الإسكندرية وجامعتها وهيئة الأمم المتحدة، منها وسام الفنون عام 1970، جائزة الثقافة والفنون عام 1976، وسام المركز الأول في التلحين عام 1976، جائزة الجدارة فى عيد الفن عام 1979، وسام المركز الأول في تلحين الأغنية الجماعية عام 1980، ودرع وزارة الثقافة في الذكرى المئوية لميلاد سيد درويش عام 1992 بالإسكندرية حيث تم تكريمه مع نخبة من فناني القاهرة.
عمل محمد عفيفي أستاذا للموسيقى الشرقية بمعهد الموسيقى العربية والجامعة الشعبية لمدة عشرين عاما، كما أنشأ وقاد فريق كورال سيد درويش بقصر ثقافة الحرية، مركز الإبداع حاليا، لنحو ربع قرن (1967 - 1990). وكان يجمع بنظام محكم بين الفن وبين عمله المدني في القوات المسلحة المصرية حيث كان مديرا للمراجعة والمهمات بالمنطقة العسكرية الشمالية بالإسكندرية حتى عام 1973 وقدم خلال خدمته العديد من الحفلات التي كان يقيمها الجيش في معسكر المنطقة.
ومما كتب عنه فصل بعنوان "شيخ الموسيقيين والملحنين محمد عفيفي" في كتاب "نوارس سكندرية مبدعة" للشاعر جابر بسيوني صدر في يناير 2014، وفصل في كتاب من إصدار وزارة الثقافة المصرية باسم "أعلام الإسكندرية" ضم شخصيات بارزة أخرى.
قدم محمد عفيفي سلسلة من البرامج التليفزيونية عن التراث الموسيقى العربي بعنوان "أرابيسك" خلال التسعينات، من إخراج محمد السماحي، بالإضافة إلى برامج تسجيلية عن حياته ونشاطه منها برنامج "من ذاكرة التاريخ" بمناسبة عيد ميلاده التسعين عام 2003. وبذلك يكون قد أمضى أكثر من 70 عاما في خدمة الفن منذ أن استمع إليه محمد عبد الوهاب عام 1929 في حفل على مسرح زيزنيا بالإسكندربة وعرض عليه الغناء مع فرقته. وترك ثروة هائلة من الموسيقى والألحان بالإضافة إلى ما تركه من ود واحترام في نفوس تلاميذه وأصدقائه ومن عملوا معه.
روابط
الموسيقار محمد عفيفي - موقع
محمد عفيفي - قناة يوتيوب
المناسبة على فيسبوك
روابط
الموسيقار محمد عفيفي - موقع
محمد عفيفي - قناة يوتيوب
المناسبة على فيسبوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق