علي عبد الامير
رأت لجنة جائزة "المجمع العربي للموسيقى" وهي تعلن فوز الموسيقار اللبناني توفيق الباشا في اختتام المؤتمر السادس عشر للمجمع في الجزائر الثالث من ايار 2000 ان صاحب موسيقى "بساط الريح" قدم من الاعمال الموسيقية الالية والالحان ما جعله علامة على حداثة موسيقية عربية حقيقية، مشيرة في هذا الصدد الى قيام الباشا بالاتفاق مع شركتين لانتاج الاسطوانات المضغوطة على تقديم مجمل اعماله، كما ونوهت بثلاثة كتب اصدرها الباشا مؤخراً اثرت النهج الاكاديمي الرصين ضمن منشورات "المعهد الوطني العالي للموسيقى" (الكونسرفاتوار) في لبنان، دون ان تنسى لجنة الجائزة ان تثني على الباشا في مجمل سيرته الفنية.
الموشحات الاندلسية
في كتاب "المختار من الموشحات الاندلسية" يوضح الباشا ان المجموعة المختارة تضم ستة موشحات بكتابة اوركسترالية، كنماذج عن سعي لتطوير عرض الموشح التقليدي والحديث عبر لغة العصر، ويؤكد في لفتة تقصد نقل الموشح الى اجيال الشباب ان كتابة الموشح (اوركسترالياً) تأتي للدلالة على ان الطريقة التي مازالت متبعة منذ ما يقارب المائة عام، اصبحت "لا تليق بهذا التراث الغني بعمق الحانه المقامية والايقاعية "مضيفاً في مقدمة الكتاب:" نحن مطالبون بتوفير كل الامكانيات الغنية لتقديمه بشكل يرضي ذوق محبيه واجيال الشباب جميعاً، الذين يتلاقون على اعتزازهم بتراثهم الثري".
.
وحين يقدم الباشا رؤاه التطبيقية لفن الموشحات، فأنها تبدو رؤى محكمة وثابتة فيها من الرصانة قدر ما فيها من الابداع لاسيما وانه الذي اغنى بتآليفه هذا الشكل الموسيقي العربي الاصيل فلحّن موشحات مثل: "سلم الامر للقضا" و"ترى دهر" و"مالذ لي" و"عين حبي" و"يانزح الغرال الربربي" و"ايامن طرفه سحر" و"رميت قلبي" و"عهد البين" و"ماناحت الورق" و"قل لكرام" و"وقع المحبوب في شركي و"بالله يا قلبي" واللقاء". اما الموشحات "الاوركسترالية" فهي ثلاثة من تأليف توفيق الباشا وثلاثة اخرى من الموروث الموسيقي القديم مثل "زارني المحبوب" و"لما بدا يتثنى" ومن الحان سيد درويش "يا شادي الالحان.
منح جائزة "المجمع العربي للموسيقى" عن مجمل انجازه
توفيق الباشا: لم يبق شكلاً لحنياً وموسيقياً الا وقاربه باقتدار
توفيق الباشا: لم يبق شكلاً لحنياً وموسيقياً الا وقاربه باقتدار
رأت لجنة جائزة "المجمع العربي للموسيقى" وهي تعلن فوز الموسيقار اللبناني توفيق الباشا في اختتام المؤتمر السادس عشر للمجمع في الجزائر الثالث من ايار 2000 ان صاحب موسيقى "بساط الريح" قدم من الاعمال الموسيقية الالية والالحان ما جعله علامة على حداثة موسيقية عربية حقيقية، مشيرة في هذا الصدد الى قيام الباشا بالاتفاق مع شركتين لانتاج الاسطوانات المضغوطة على تقديم مجمل اعماله، كما ونوهت بثلاثة كتب اصدرها الباشا مؤخراً اثرت النهج الاكاديمي الرصين ضمن منشورات "المعهد الوطني العالي للموسيقى" (الكونسرفاتوار) في لبنان، دون ان تنسى لجنة الجائزة ان تثني على الباشا في مجمل سيرته الفنية.
الموشحات الاندلسية
في كتاب "المختار من الموشحات الاندلسية" يوضح الباشا ان المجموعة المختارة تضم ستة موشحات بكتابة اوركسترالية، كنماذج عن سعي لتطوير عرض الموشح التقليدي والحديث عبر لغة العصر، ويؤكد في لفتة تقصد نقل الموشح الى اجيال الشباب ان كتابة الموشح (اوركسترالياً) تأتي للدلالة على ان الطريقة التي مازالت متبعة منذ ما يقارب المائة عام، اصبحت "لا تليق بهذا التراث الغني بعمق الحانه المقامية والايقاعية "مضيفاً في مقدمة الكتاب:" نحن مطالبون بتوفير كل الامكانيات الغنية لتقديمه بشكل يرضي ذوق محبيه واجيال الشباب جميعاً، الذين يتلاقون على اعتزازهم بتراثهم الثري".
.
وحين يقدم الباشا رؤاه التطبيقية لفن الموشحات، فأنها تبدو رؤى محكمة وثابتة فيها من الرصانة قدر ما فيها من الابداع لاسيما وانه الذي اغنى بتآليفه هذا الشكل الموسيقي العربي الاصيل فلحّن موشحات مثل: "سلم الامر للقضا" و"ترى دهر" و"مالذ لي" و"عين حبي" و"يانزح الغرال الربربي" و"ايامن طرفه سحر" و"رميت قلبي" و"عهد البين" و"ماناحت الورق" و"قل لكرام" و"وقع المحبوب في شركي و"بالله يا قلبي" واللقاء". اما الموشحات "الاوركسترالية" فهي ثلاثة من تأليف توفيق الباشا وثلاثة اخرى من الموروث الموسيقي القديم مثل "زارني المحبوب" و"لما بدا يتثنى" ومن الحان سيد درويش "يا شادي الالحان.
توفيق الباشا:حضور فني واكاديمي في مؤتمرات الموسيقى العربية
الالة الموسيقية الغربية وربع الصوت
وضمن منشورات "المعهد الوطني العالي للموسيقى" في لبنان ذاتها صدر للفنان الكبير توفيق الباشا "الكمان والارباع الصوتية -21 دراسة عالمية" ويصف الباشا جهده هذا "محاولتنا، ما هي الا فتح طريق العزف المتقن والمميز امام عازف الكمان الذي يكون قد استنفذ دراسته تقريباً في المؤلفات التي وضعها كبار المؤلفين والعازفين في العالم السلمي (الكبير) و(الصغير) فقط". وكي يبدو جهد الفنان الباشا مكتملاً في اظهار قدرة الكمان والعازف على اظهار ارباع الصوت، تضمن الكتاب اسطوانتين مضغوطتين فيهما 21 مقطوعة اظهرتا نغمية لمقامات "الرست"، "البيات"و "السيكاه".
.
ايقاعات الموسيقى العربية
والعمل الاكاديمي الثالث للباشا، هو "ايقاعات الموسيقى العربية" الذي يمهد له فناننا بأن "الايقاع في الموسيقى هو الهيكل الاساسي الذي يركب تركيباً فنياً ليصير صالحاً لان تؤلف عليه الالحان، او بالتالي ليكسي بالنغم المناسب له" ويشبه الباشا للايقاع في الموسيقى بانه "الخط العامودي" واللحن بـ"الخط الافقي".
والايقاع كما يكتب الفنان الباشا في تمهيده: "هو العنصر الاول في الموسيقى منذ ان وجدت، ولو انه في بعض المؤلفات او في بعض القوالب اللحنية لا نستمع الى نقراته المميزة، لكنه موجود ومتغلغل في الجملة اللحنية". ويرى ان "البعض قد حول خاصيته الجمالية (الايقاع) النابضة بالحياة، الى قرقعة تضرب الذوق والاحساس وتطغي بصخبها الاهوج على ما تبقى في الموسيقى من جمال اراده الله للانسان تهذيباً ورقياً".
.
وفي تعريفه "الهيكلية الفنية للايقاع الموسيقي العربي " اوضح ان الايقاع مؤلف من ثلاث عناصر، هي: "النقر الثقيل ويسمى دم" و"النقر الخيفي ويسمى تك" و"السكوت او السكون ويسمى اس". وفي ابواب الكتاب يقدم الباشا نماذج منوطة لـ "الايقاعات الرباعية" و"الايقاعات الثلاثية" و"الايقاعات السداسية" و"الايقاعات المركبة" و"الايقاعات الاحادية المركبة" و"ايقاعات النقش و"الايقاعات الاوركسترالية". نظرة الى موسيقى الباشا والحانه في "كتاب الراوي" للشاعر والناقد اللبناني عبيدو باشا نقرأ عن توفيق الباشا وقيمته الفنية: "توفيق الباشا، احد ابرز الذين ارسوا النهضة الموسيقية في لبنان والعالم العربي، مع اخرين تلازموا في اوقات، وتفرقوا في اوقات اخرى، زكي ناصيف، عاصي ومنصور الرحباني، عبد الغني شعبان، فيلمون وهبي وغيرهم".
وحين نفحص هذا القول "احد ابرز الذين ارسوا النهضة الموسيقية في لبنان والعالم العربي" عبر اعماله الموسيقية، نجد ان الباشا حقق في هذا المعنى اشياء كثيرة ولافتة لا يمكن للناقد والمؤرخ والباحث الموسيقي الا ان يتوقف عندها طويلاً.
وفي عمله على قالب "الموشح" نجد ان الباشا كتب وأعد الحاناً باتت تشكل ركناً في هذا القالب الاساسي من قوالب الموسيقى العربية، فلو اخذنا اسطوانته: "في رحاب الاندلس" لوجدنا انها تضمنت اعمالاً تمتد في وقدت كتابتها من منتصف الخمسينات حتى منتصف السبعينات، فهناك عمله "مغناة" اعتماداً عى شعر ابن خفاجة، والذي كتبه الباشا في عام 1954 وغنته وداد بالاشتراك مع زكي ناصيف، ومغناة معتمدة على شعر ابن زيدون من اداء وداد و وديع الصافي في عام 1955 وموشح "ملأ الكاسات" الذي لحنه محمد عثمان واعده توفيق الباشا مثلما اعد موشح "ما احتيالي" الذي لحنه احمد ابو خليل القباني وادته باقتدار صوتها المطربة سعاد محمد عام 1972 كما تضمنت الاسطوانة مغناة "يا ندامى الاندلس" من شعر نزار الحر وغناء وداد وحسن عبد النبي.
.
وضمن اتجاهه في الكتابة للموشح نجد اسطوانة توفيق الباشا: "موشحات حديثة" التي تضمنت 15 موشحاً، بينها "حلم الازل" بصوت نجاح سلام، "سكب الورد" لنور الهدى، "من هام بالغيد" بصوت فدوى عبيد و"ايها الساقي" بصوت نازك وغيرها من الموشحات التي برعت فيها موسيقى الباشا. وانطلاقاً من مزواجته لكتابة اعمال للاوركسترا السيمفوني وتوقه لجماليات الموسيقى العربية واشكالها ومن بينها الموشح، جاءت اسطوانة "متتالية اندلسية" وفيها نجد مقاربة عربية في الروح والنغم لاشكال لحنية غريبة مثل "المقدمات" و"الرابسودي" وبرغم الاستعانة بالشكل الغربي الا ان عمله يظل ايماءة عربية غنية، اضافة الى انه محاولة في تقديم الروحية الموسيقية العربية بتراثها الغني الى جمهور غربي يبدو له متيسراً، تلقي اشكالاً موسيقية قريبة له.
ولو توقفنا عند اسطوانة "موشحات اندلسية" لوجدنا في توفيق الباشا براعة اخرى، هي براعة الاعداد الموسيقي، حين وزع عدداً من الموشحات الاندلسية مثل: "اسق العطاش"، "لما بدا يتثنى"، "ياليل الصب"، "زارني المحبوب" وغيرها، ويتصل هذا المسعى عند الباشا بما كان ثبته في كتابه "المختار من الموشحات الاندلسية".
وضمن منشورات "المعهد الوطني العالي للموسيقى" في لبنان ذاتها صدر للفنان الكبير توفيق الباشا "الكمان والارباع الصوتية -21 دراسة عالمية" ويصف الباشا جهده هذا "محاولتنا، ما هي الا فتح طريق العزف المتقن والمميز امام عازف الكمان الذي يكون قد استنفذ دراسته تقريباً في المؤلفات التي وضعها كبار المؤلفين والعازفين في العالم السلمي (الكبير) و(الصغير) فقط". وكي يبدو جهد الفنان الباشا مكتملاً في اظهار قدرة الكمان والعازف على اظهار ارباع الصوت، تضمن الكتاب اسطوانتين مضغوطتين فيهما 21 مقطوعة اظهرتا نغمية لمقامات "الرست"، "البيات"و "السيكاه".
.
ايقاعات الموسيقى العربية
والعمل الاكاديمي الثالث للباشا، هو "ايقاعات الموسيقى العربية" الذي يمهد له فناننا بأن "الايقاع في الموسيقى هو الهيكل الاساسي الذي يركب تركيباً فنياً ليصير صالحاً لان تؤلف عليه الالحان، او بالتالي ليكسي بالنغم المناسب له" ويشبه الباشا للايقاع في الموسيقى بانه "الخط العامودي" واللحن بـ"الخط الافقي".
والايقاع كما يكتب الفنان الباشا في تمهيده: "هو العنصر الاول في الموسيقى منذ ان وجدت، ولو انه في بعض المؤلفات او في بعض القوالب اللحنية لا نستمع الى نقراته المميزة، لكنه موجود ومتغلغل في الجملة اللحنية". ويرى ان "البعض قد حول خاصيته الجمالية (الايقاع) النابضة بالحياة، الى قرقعة تضرب الذوق والاحساس وتطغي بصخبها الاهوج على ما تبقى في الموسيقى من جمال اراده الله للانسان تهذيباً ورقياً".
.
وفي تعريفه "الهيكلية الفنية للايقاع الموسيقي العربي " اوضح ان الايقاع مؤلف من ثلاث عناصر، هي: "النقر الثقيل ويسمى دم" و"النقر الخيفي ويسمى تك" و"السكوت او السكون ويسمى اس". وفي ابواب الكتاب يقدم الباشا نماذج منوطة لـ "الايقاعات الرباعية" و"الايقاعات الثلاثية" و"الايقاعات السداسية" و"الايقاعات المركبة" و"الايقاعات الاحادية المركبة" و"ايقاعات النقش و"الايقاعات الاوركسترالية". نظرة الى موسيقى الباشا والحانه في "كتاب الراوي" للشاعر والناقد اللبناني عبيدو باشا نقرأ عن توفيق الباشا وقيمته الفنية: "توفيق الباشا، احد ابرز الذين ارسوا النهضة الموسيقية في لبنان والعالم العربي، مع اخرين تلازموا في اوقات، وتفرقوا في اوقات اخرى، زكي ناصيف، عاصي ومنصور الرحباني، عبد الغني شعبان، فيلمون وهبي وغيرهم".
وحين نفحص هذا القول "احد ابرز الذين ارسوا النهضة الموسيقية في لبنان والعالم العربي" عبر اعماله الموسيقية، نجد ان الباشا حقق في هذا المعنى اشياء كثيرة ولافتة لا يمكن للناقد والمؤرخ والباحث الموسيقي الا ان يتوقف عندها طويلاً.
وفي عمله على قالب "الموشح" نجد ان الباشا كتب وأعد الحاناً باتت تشكل ركناً في هذا القالب الاساسي من قوالب الموسيقى العربية، فلو اخذنا اسطوانته: "في رحاب الاندلس" لوجدنا انها تضمنت اعمالاً تمتد في وقدت كتابتها من منتصف الخمسينات حتى منتصف السبعينات، فهناك عمله "مغناة" اعتماداً عى شعر ابن خفاجة، والذي كتبه الباشا في عام 1954 وغنته وداد بالاشتراك مع زكي ناصيف، ومغناة معتمدة على شعر ابن زيدون من اداء وداد و وديع الصافي في عام 1955 وموشح "ملأ الكاسات" الذي لحنه محمد عثمان واعده توفيق الباشا مثلما اعد موشح "ما احتيالي" الذي لحنه احمد ابو خليل القباني وادته باقتدار صوتها المطربة سعاد محمد عام 1972 كما تضمنت الاسطوانة مغناة "يا ندامى الاندلس" من شعر نزار الحر وغناء وداد وحسن عبد النبي.
.
وضمن اتجاهه في الكتابة للموشح نجد اسطوانة توفيق الباشا: "موشحات حديثة" التي تضمنت 15 موشحاً، بينها "حلم الازل" بصوت نجاح سلام، "سكب الورد" لنور الهدى، "من هام بالغيد" بصوت فدوى عبيد و"ايها الساقي" بصوت نازك وغيرها من الموشحات التي برعت فيها موسيقى الباشا. وانطلاقاً من مزواجته لكتابة اعمال للاوركسترا السيمفوني وتوقه لجماليات الموسيقى العربية واشكالها ومن بينها الموشح، جاءت اسطوانة "متتالية اندلسية" وفيها نجد مقاربة عربية في الروح والنغم لاشكال لحنية غريبة مثل "المقدمات" و"الرابسودي" وبرغم الاستعانة بالشكل الغربي الا ان عمله يظل ايماءة عربية غنية، اضافة الى انه محاولة في تقديم الروحية الموسيقية العربية بتراثها الغني الى جمهور غربي يبدو له متيسراً، تلقي اشكالاً موسيقية قريبة له.
ولو توقفنا عند اسطوانة "موشحات اندلسية" لوجدنا في توفيق الباشا براعة اخرى، هي براعة الاعداد الموسيقي، حين وزع عدداً من الموشحات الاندلسية مثل: "اسق العطاش"، "لما بدا يتثنى"، "ياليل الصب"، "زارني المحبوب" وغيرها، ويتصل هذا المسعى عند الباشا بما كان ثبته في كتابه "المختار من الموشحات الاندلسية".
علي عبد الأمير مع الموسيقار توفيق الباشا في الجزائر 2000
وضمن اتجاهه في الاعداد الموسيقي، يمكن لمحب الاعمال الموسيقية الرصينة ان يكسب وقتاً نافعاً ومثمراً وهو يستمع الى اسطوانة "الحان من بلادي" وفيها يعيد الباشا صياغة الحان غنائية شعبية ومقطوعات موسيقية صارت جزءاً من الذاكرة الموسيقية العربية كما في اعداده البارع لمقطوعتي "زوروني" و" طلعت يا محلا نورها" لسيد درويش ومقطوعات شعبية مثل "يا ام العبايا" و"اوف مشعل" واغنيات مثل "يا مايلا عالصفون" اضافة الى بعض المقطوعات التي كتبها الباشا ذاته مثل "شرقية" و"بيروتي في باريس".
.
الإنشاديات
واوجد الفنان توفيق الباشا نمطاً جمع بين الغناء الجماعي والاوبريت عبر سياق لحني خاص اسماه بالانشادية، وهكذا جاءت اعماله: "الانشادية النبوية" التي وضع موسيقاها اعتماداً على شعر احمد شوقي مع مختارات من شعر محي الدين بن عربي والحسن بن هاني، وعزفت الانشادية اوركسترا القاهرة السيمفوني بالاشتراك مع كورال اوبرا القاهرة مع اداء خاص من الممثل محمود ياسين، كذلك عمله "انشادية عظماء الدنيا وعظماء الاخرة" الذي كتبه الدكتور مصطفى محمود عن تراث الشيخ محي الدين بن عربي وعزفته اوركسترا القاهرة السيمفوني وادت مقاطعه الانشادية اصوات من كورال اوبرا القاهرة. وضمن هذا الاتجاه وضع الباشا موسيقاه لعدد من "الابتهالات" التي جمعتها اسطوانة خاصة وادتها اصوات: وداد، نجاح سلام، نازك، وسعاد هاشم وغيرها، وفيها يبرع الباشا في اجتراح شكل غنائي يقارب "الغناء المتقن" محققاً رفعة روحية غامرة ليست اقل من تلك الرفعة التي زاوجت بين الروحي الديني والاحساس الوطني وكما جاءت عليه اعماله في اسطوانة "انشاديات وقوميات"، وضمنت عملاً دينياً هو "دعاء الحق" ادته سعاد محمد ونشيد "بلادي" الذي ادته نور الهدى.
.
وبراعة توفيق الباشا في صياغة الحان لافتة دينية ووطنية، لم تكن اقل من تلك البراعة التي صاغ فيها الباشا "قصائد حديثة" حين وضع الحاناً لقصائد من عيون الشعر العربي اداته اصوات: نجاح سلام، نازك، نور الهدى، سعاد هاشم و سعاد محمد، واتصالاً مع "الغناء المتقن" الذي جاءت عليه تلك القصائد المغناة جاءت اسطوانة "المختار من اغاني الطرب" والتي ضمت ستة اعمال ابرزها "رباعيات علي محمود طه" بصوت المطرب محمد غازي. لحنه الرشيق: "أجمل سلام" ولو انتقلنا الى اسطوانة "اغاني شعبية" لوجدنا ان توفيق الباشا وقع من الالحان ما هو ناعم وشجي وقريب الى النفس كما هو الحال في لحن اغنية "انا وردة" بصوت نهى هاشم، وما هو من الالحان شيق وتطريبي وخفيف ولكن دون ابتذال كما في لحن اغنية ستظل مؤشراً على رشاقة اللحن العربي الاصيل وهي اغنية "اجمل سلام" التي ادتها بصوتها العذب المطربة سعاد محمد.
.
وحين يعتبر الباشا ايام عمله ومجموعة من فناني لبنان وموسيقيه مع "فرقة الانوار العالمية" و"مهرجان بعلبك" ايام عمل خلاقة وفيها يؤكد "بتواضع اقدر ان اقول انني اوجدت اول مسرح منوعات في الشرق العربي"، فان اسطوانة بعنوان "المختار من المهرجان" تؤكد هذا المسعى عند الباشا فهناك مقطوعات موسيقية تظهر حيوية وابتهاجاً روحياً كما في "افتتاحية بعلبك" و"دبكة الفرسان" واغنيات احتفالية كما في "رقصة السيوف" و"الحياة في القرية" بصوت وديع الصافي ونخبة من المطبين والمطربات. وفناننا لم يبق شكلاً لحنياً وموسيقياً الا وقاربه باقتدار، فله عدة اعمال يسميها "اغاني راقصة" نجدها وقد تأثرت بقوالب موسيقية غربية كما في اشكال الفالس والرومبا والسامبا والتانغو وادتها اصوات سعاد هاشم و نجاح سلام ونازك، مثلما للباشا دور في "اغاني الاطفال" حين غنت له نهى هاشم اغنيات مثل: "عيد ميلادي" و"لعبتي الجميلة" وغيرهما.
.
ويطرح توفيق الباشا اكثر من تساؤل عن الشكل الموسيقي عبر اعماله الاوركسترالية كما في "بساط الريح" و"سيمفونية السلام" و"بيروت 82" و"سيمفونية فوق البنفسجية" فهو حين حاول تسريب الجمل اللحنية العربية الهوية الى الشكل السيمفوني بدا وكأنه ينظر الى الموسيقى العربية نظرة قاصرة، غير التي كان ينظر في مقتبل حياته و اوان نضجها التلحيني، فبدت الانغام العربية وهي تلوذ بالحضور الساطع للاوركسترا السيمفوني، كما ان السؤال الذي تطرحه اعمال الباشا في هذا الجانب يذهب الى التدقيق في مدى تحقيق الاعمال السيمفونية للباشا اي حضور بين متلقي هذا الشكل الموسيقي في الغرب اذا كانت تقصد التوجه اليهم؟ ومن بين هذه الاعمال السيمفونية التي تستحق الانتباه لمتانة تركيبتها النغمية، سيمفونية "السلام" والحركة بين الاولى والثانية في عمله "بيروت 82".
.
وهناك من يقرأ توجه الباشا نحو كتابة اعمال اوركسترالية بوصفه اظهاراً لقدرات غير محدودة للرجل، وليس بالضرورة نكوصاً للجانب الموسيقي العربي فيه، ومثل هذا الرأي يبدو اقرب الى تمثل حقيقة هذا الفنان التي يقول عنها عبيدو باشا في كتاب "الراوي": "عصامي لايهادن، حين لا يني يقيم عقد الاشتباك مع كل ما يقف في وجه تطور الموسيقى، انه عصامي تنويري، حتى في لبوسه الاميل الى الكلاسيكية، اما حداثته فهي تأليفية ونابعة من الصدام مع التراث التركي في حياتنا".
.
الإنشاديات
واوجد الفنان توفيق الباشا نمطاً جمع بين الغناء الجماعي والاوبريت عبر سياق لحني خاص اسماه بالانشادية، وهكذا جاءت اعماله: "الانشادية النبوية" التي وضع موسيقاها اعتماداً على شعر احمد شوقي مع مختارات من شعر محي الدين بن عربي والحسن بن هاني، وعزفت الانشادية اوركسترا القاهرة السيمفوني بالاشتراك مع كورال اوبرا القاهرة مع اداء خاص من الممثل محمود ياسين، كذلك عمله "انشادية عظماء الدنيا وعظماء الاخرة" الذي كتبه الدكتور مصطفى محمود عن تراث الشيخ محي الدين بن عربي وعزفته اوركسترا القاهرة السيمفوني وادت مقاطعه الانشادية اصوات من كورال اوبرا القاهرة. وضمن هذا الاتجاه وضع الباشا موسيقاه لعدد من "الابتهالات" التي جمعتها اسطوانة خاصة وادتها اصوات: وداد، نجاح سلام، نازك، وسعاد هاشم وغيرها، وفيها يبرع الباشا في اجتراح شكل غنائي يقارب "الغناء المتقن" محققاً رفعة روحية غامرة ليست اقل من تلك الرفعة التي زاوجت بين الروحي الديني والاحساس الوطني وكما جاءت عليه اعماله في اسطوانة "انشاديات وقوميات"، وضمنت عملاً دينياً هو "دعاء الحق" ادته سعاد محمد ونشيد "بلادي" الذي ادته نور الهدى.
.
وبراعة توفيق الباشا في صياغة الحان لافتة دينية ووطنية، لم تكن اقل من تلك البراعة التي صاغ فيها الباشا "قصائد حديثة" حين وضع الحاناً لقصائد من عيون الشعر العربي اداته اصوات: نجاح سلام، نازك، نور الهدى، سعاد هاشم و سعاد محمد، واتصالاً مع "الغناء المتقن" الذي جاءت عليه تلك القصائد المغناة جاءت اسطوانة "المختار من اغاني الطرب" والتي ضمت ستة اعمال ابرزها "رباعيات علي محمود طه" بصوت المطرب محمد غازي. لحنه الرشيق: "أجمل سلام" ولو انتقلنا الى اسطوانة "اغاني شعبية" لوجدنا ان توفيق الباشا وقع من الالحان ما هو ناعم وشجي وقريب الى النفس كما هو الحال في لحن اغنية "انا وردة" بصوت نهى هاشم، وما هو من الالحان شيق وتطريبي وخفيف ولكن دون ابتذال كما في لحن اغنية ستظل مؤشراً على رشاقة اللحن العربي الاصيل وهي اغنية "اجمل سلام" التي ادتها بصوتها العذب المطربة سعاد محمد.
.
وحين يعتبر الباشا ايام عمله ومجموعة من فناني لبنان وموسيقيه مع "فرقة الانوار العالمية" و"مهرجان بعلبك" ايام عمل خلاقة وفيها يؤكد "بتواضع اقدر ان اقول انني اوجدت اول مسرح منوعات في الشرق العربي"، فان اسطوانة بعنوان "المختار من المهرجان" تؤكد هذا المسعى عند الباشا فهناك مقطوعات موسيقية تظهر حيوية وابتهاجاً روحياً كما في "افتتاحية بعلبك" و"دبكة الفرسان" واغنيات احتفالية كما في "رقصة السيوف" و"الحياة في القرية" بصوت وديع الصافي ونخبة من المطبين والمطربات. وفناننا لم يبق شكلاً لحنياً وموسيقياً الا وقاربه باقتدار، فله عدة اعمال يسميها "اغاني راقصة" نجدها وقد تأثرت بقوالب موسيقية غربية كما في اشكال الفالس والرومبا والسامبا والتانغو وادتها اصوات سعاد هاشم و نجاح سلام ونازك، مثلما للباشا دور في "اغاني الاطفال" حين غنت له نهى هاشم اغنيات مثل: "عيد ميلادي" و"لعبتي الجميلة" وغيرهما.
.
ويطرح توفيق الباشا اكثر من تساؤل عن الشكل الموسيقي عبر اعماله الاوركسترالية كما في "بساط الريح" و"سيمفونية السلام" و"بيروت 82" و"سيمفونية فوق البنفسجية" فهو حين حاول تسريب الجمل اللحنية العربية الهوية الى الشكل السيمفوني بدا وكأنه ينظر الى الموسيقى العربية نظرة قاصرة، غير التي كان ينظر في مقتبل حياته و اوان نضجها التلحيني، فبدت الانغام العربية وهي تلوذ بالحضور الساطع للاوركسترا السيمفوني، كما ان السؤال الذي تطرحه اعمال الباشا في هذا الجانب يذهب الى التدقيق في مدى تحقيق الاعمال السيمفونية للباشا اي حضور بين متلقي هذا الشكل الموسيقي في الغرب اذا كانت تقصد التوجه اليهم؟ ومن بين هذه الاعمال السيمفونية التي تستحق الانتباه لمتانة تركيبتها النغمية، سيمفونية "السلام" والحركة بين الاولى والثانية في عمله "بيروت 82".
.
وهناك من يقرأ توجه الباشا نحو كتابة اعمال اوركسترالية بوصفه اظهاراً لقدرات غير محدودة للرجل، وليس بالضرورة نكوصاً للجانب الموسيقي العربي فيه، ومثل هذا الرأي يبدو اقرب الى تمثل حقيقة هذا الفنان التي يقول عنها عبيدو باشا في كتاب "الراوي": "عصامي لايهادن، حين لا يني يقيم عقد الاشتباك مع كل ما يقف في وجه تطور الموسيقى، انه عصامي تنويري، حتى في لبوسه الاميل الى الكلاسيكية، اما حداثته فهي تأليفية ونابعة من الصدام مع التراث التركي في حياتنا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق