ظهر فن الخليج على الساحة العربية كنتيجة مباشرة لحرب أكتوبر 1973، التي قفز بها سعر البترول ودخل دول الخليج إلى عشرة أضعاف، وسط نتائج أخرى كثيرة أدخلت الخليج العربي فيما سمي بعصر الطفرة.
كان للخليجيين فنهم المحلي وكانوا يستمعون كبقية العرب إلى عبد الوهاب وأم كلثوم وفيروز، لكن ارتفاع الدخول وازدياد حركة السفر إلى البلاد العربية الأخرى خاصة مصر خلق مدا جديدا للأغنية الخليجية انتشرت به إلى سائر بلاد المنطقة العربية
قاد هذه الموجة طلال مداح ملحنا ومطربا، ومحمد عبده مطربا، وازدهرت حفلاتهما فى القاهرة ثم خرجت تسجيلاتهما إلى الأسواق العربية معلنة مولد حركة فنية عربية جديدة قدمت عشرات الفنانين يغنون أغان فردية حملت الكثير من سمات الحياة والفن فى الجزيرة العربية.
طلال مداح - حفلة القاهرة - مقادير - لحن سراج عمر - كلمات محمد عبد الله الفيصل
ومن الجيل اللاحق تألق فنانون مبدعون من السعودية مثل عبادي الجوهر الذي قدم نفسه كعازف عود بارع وكمطرب وملحن أيضا، ومن الكويت المطرب نبيل شعيل وعبد الله الرويشد، ومن الإمارات المطرب راشد الماجد وغيرهم كثيرون
كان من أثر تلك الموجة الفنية أيضا ازدياد اهتمام الجهات الرسمية الخليجية بالفنون المحلية، وعلى سبيل المثال تم تكليف الفنان عبد القادر حلواني بجمع الإيقاعات الشعبية في مناطق المملكة العربية السعودية وتسجيلها وتصنيفها، كما قام بتمثيل المملكة وقارة آسيا في المؤتمر الدولي للفنون الشعبية في فيينا بالنمسا الذي شاركت فيه السعودية بصفة رسمية.
خصائص فن الخليج
1- استخدام اللهجات الخليجية المحلية
2- استخدام الإيقاعات الخليجية المحلية
3- استخدام المقامات الأكثر شيوعا فى منطقة الخليج
4- الظهور بالزى الخليجي المحلي على المسرح (العباءة والعقال)
5- الاهتمام بالفرق الموسيقية
6- تكريس الأغنية الفردية
7- الدعاية المفرطة
ومن إيجابيات تلك المرحلة استخدام الفرق الموسيقية الكبيرة في الغناء الخليجي، والتي كانت في البداية جاهزة لاستقبال فناني الخليج في القاهرة، حيث رحب الموسيقيون المصريون كثيرا بالفن القادم من الخليج، بمقاماته وإيقاعاته، كما سمعه الجمهور المصري بشغف كبير أيضا، ولا تزال أغاني الخليج تتمتع بجمهور كبير في بلدان عربية عديدة. وفي فترة لاحقة كون الخليجيون فرقهم الموسيقية الخاصة كما عملوا على استقطاب الموسيقيين من مصر والشام إلى الخليج لتدعيم الفرق الجديدة بعناصر محترفة. د. أسامة عفيفى ، نتابع فى المقال القادم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق