الشاب خالد |
فى أوائل التسعينات بدأت موجة جديدة من الفن المغاربي المسمى الراي تعبر الحدود إلى بقية البلاد العربية. ولاقت تلك الموجة إعجابا كبيرا سجل نجاحها في خلق أسلوب جديد للأغنية ، قدمت تلك الموجة مزيجا من ألحان متوسطية وإيقاعات مغاربية ولهجة محلية ممزوجة بلكنة فرنسية، بالإضافة إلى أداء موسيقي وغنائي على المسرح شبيه بأداء أغاني البوب الأوربي والأمريكي، وأصوات ليست بالضرورة جميلة لكنها ذات طابع كاريكاتيرى مسرحي أكثر منه غنائي، تجيد التعامل مع الإيقاعات وتحريك الجمهور في قاعة العرض. ولا نقصد بالكاريكاتيري هنا الطابع الفكاهي وإنما القدرة على خلق شخصيات ذات حضور لافت.
شاب خالد |
من رواد هذه الموجة المطرب الجزائري الشاب خالد الذي غزا الشرق العربي بعد المغرب بأغنيته الشهيرة "دي دي"، تبعها بأغنيات أخرى. ولاقت تلك الأغنية الرائدة نجاحا باهرا لاستمالتها الآذان العربية بما حملته من روح جديدة ذات شخصية مميزة اختلفت كثيرا عن الأنماط التقليدية التي سادت العالم العربي قبل ذلك الوقت. وبدأت تظهر عروضها في عواصم الشرق بما فيها القاهرة التي رحبت كثيرا بذلك الفن. تبع الفنان خالد فنانون آخرون معظمهم جزائريون وأدلى كل منهم بدلوه في مجال الأغنية إلا أن جميع أغاني تلك الموجة حملت نفس الطابع دون تميز يذكر.
وكما قلنا سابقا فإن التعامل والتمازج بين الفنون وموجاتها يعود بالفائدة على كل الأطراف وينقلها من مجتمعها المحلي إلى مجتمعها العربي الأوسع، كما يزيد الحركة الفنية ثراء ويصب في النهاية في مصلحة الفن والجمهور على السواء. ورأينا مثل ذلك الامتزاج في موجة هجرة الفنانين من الشام إلى مصر في الأربعينات والخمسينات والتي أسهمت في نمو الحركة الفنية وقدمت نجوما للعالم العربي بأسلوب القاهرة القادر على مخاطبة الجميع. على أية حال، انحسرت الموجة المغاربية تدريجيا مع الزمن لصالح الفيديو كليب الذي ساد الموجة اللاحقة. د. أسامة عفيفى ، نتابع فى المقال القادم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق