قررت شبكة كلاسيكيات الموسيقى العربية إغلاق موقعها القديم على الإنترنت، وهو أول موقع أنشئ لها قبل عشر سنوات وتحديدا في ديسمبر 2004، على شبكة خوادم ليكوس / ترايبود.
وعن أسباب الإغلاق يقول الدكتور أسامة عفيفي مدير تحرير الشبكة أن قرار الإغلاق اتخذ قبل عامين في 2012 ولكن أرجئ تنفيذه لمنح الفرصة للمواقع الجديدة للانتشار وحتى يتعرف عليها رواد كلاسيكيات الموسيقى العربية.
وتعود أسباب الإغلاق إلى عدة عوامل أهمها الحرص على تطوير وسائل تقديم المواد الفنية والاستفادة من التقنيات الحديثة على الإنترنت، وهو ما لم يتوفر في الموقع القديم. ومن تلك التقنيات إمكانيات هائلة في إضافة واستخدام المواد السمعية والمرئية من التسجيلات الصوتية والفيديو، وكذلك إمكانية تفاعل الرواد مباشرة بالتعليق والاشتراك في المناقشات، بالإضافة إلى أدوات قوية للتصنيف والتبويب والبحث، وكل ذلك في إطار من التصميمات الحديثة التي تهتم بالشكل الجذاب للصفحات والمواقع بصفة عامة.
بدأ تعداد تصفح كلاسيكيات الموسيقى العربية في السنة الأولى لإنشائها بنحو ستة آلاف مشاهدة، لكن هذا الرقم قفز إلى 250 ألف مشاهدة سنويا في الأعوام الأخيرة، وبلغ إجمالي التصفح هذا العام 2.5 مليون مشاهدة تقريبا. ويتابع مواقع الشبكة رواد من جميع أنحاء العالم، ولا شك أن الفضل في هذا الانتشار يعود أولا إلى شبكة الإنترنت التي قربت المسافات وجعلت تداول المعلومات في متناول أي شخص يستطيع استخدام الكمبيوتر، وزاد من ذلك وسائل الاتصال الحديثة كالهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر. كما أن كثيرا من التطوير والتحديث يعود إلى ابتكارات مؤسسة "جوجل" العملاقة والتي لا تبخل على مستخدميها بأفضل ما يمكن من تقنيات.
كلاسيكيات الموسيقى العربية - جوجل 2012 |
وقد تم تصنيف موقع الكلاسيكيات في النقد الفني والتحليل في مستوى الدراسات العليا من قبل الجهات المهتمة بتقييم المواقع على الإنترنت. وبالفعل يستخدمه كثير من الدارسين والباحثين في المعاهد الموسيقية كأحد المراجع الهامة في الموسيقى العربية.
اشتهر موقع الكلاسيكيات أيضا بتقديمه صفحات خاصة عن "الخمسة الكبار في تاريخ الموسيقى العربية"، ومثلت هذه مادة غنية لمواقع كثيرة نقلت محتواها إلى صفحاتها، وبلغ عدد المواقع الناقلة عن كلاسيكيات الموسيقى العربية أكثر من 200 موقع. ولا تمانع الشبكة في نشر موادها على صفحات مواقع أخرى، بشرط الإشارة دائما إلى المصدر، حيث أن المواد المنقولة تقع في دائرة حقوق الملكية الفكرية.
أجمل موسيقى عربية 2009 |
الموسيقى العربية - نسخة وورد برس 2009 |
وتهتم الشبكة في المجمل بتقديم الإبداع الموسيقي العربي الذي وصل إلى أوج إنتاجه خلال القرن العشرين، كما تسلط الضوء أكثر على إنتاج المبدعين من الموسيقيين والملحنين الذين حملوا لواء النهضة الموسيقية العربية، ومعظمهم لم يأخذ حظه المناسب في الشهرة والإعلام الذي يهتم أكثر بالغناء والطرب وكثيرا ما ينسب الأعمال الفنية إلى المطربين دون مبدعيها الحقيقيين.
احتفظ الموقع الرئيسي الجديد بالديباجة التي اشتهر بها الموقع القديم وهي تقدم مدخلا تاريخيا وإنسانيا للفنون الموسيقية الكلاسيكية العربية، ويقول نصها:
"يمكن القول أن أفضل موسيقى عربية هي ما استمع إليها العالم العربي خلال القرن العشرين، وفضل ذلك يرجع إلى نخبة من الفنانين الرواد قامت على أيديهم النهضة الموسيقية. ولا شك أن قائد مسيرة النهضة كان الفنان سيد درويش ثم لحق بمدرسته بقية الخمسة الكبار، محمد القصبجي، زكريا أحمد، محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي.
لم يكن أي من هؤلاء الملحنين باستثناء محمد عبد الوهاب مطربا، ولكن ظهر في نفس الفترة صوت عظيم استمر على القمة لخمسين عاما هو صوت أم كلثوم، وكما استفادت هي من وجود هؤلاء الرواد فقد حمل صوتها أعمالهم إلى الجمهور، وبالتالي خدمت أم كلثوم الموسيقى العربية بتقديمها ألحان الرواد المجددين، وقد غنت لهم جميعا عدا سيد درويش الذي رحل مبكرا عن 31 عاما.
ولطالما اتهمت الشعوب العربية بأنها شعوب متبلدة اعتادت التخلف وبأنها عاجزة عن استيعاب المدنية الحديثة فضلا عن المساهمة في ركب الحضارة الإنسانية، غير أن استقراء تاريخها الحديث يبين ظهور نخبة من رواد الفكر والفن قادت النهضة منذ أوائل القرن العشرين وأثبتت عكس ذلك. وربما الأخطر من هذا أن تجاوب الشعوب العربية مع حركة النهضة والتجديد وتبلور فكرها القومي وتمسكها بتراثها الثقافي يبرهن على أن هذه الشعوب تتمتع بأصالة حقيقية وبحس مرهف ورغبة أكيدة في التطور.
ولعل من أهم ملامح الشعوب أدبها وموسيقاها اللذان يعكسان فكر وشعور الأفراد كما يعكسان حال الأمة جميعها. لنتابع معا رحلة هذه النخبة من الفنانين العرب الذين أثروا الموسيقى العربية وأثروا في شعوبهم كما انفتحوا على ثقافات العالم وغنوا للحرية والحب والسلام".
كلاسيكيات الموسيقى العربية - تويتر |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق