كلاسيكيات الموسيقى العربية * أرشيف * استماع *  تحميل *  نقد فنى *  تحليل موسيقى* أفلام * صور *  تسجيلات * كلاسيكيات الموسيقى العربية
كلاسيكيات الموسيقى العربية * الخمسة الكبار * سيد درويش * محمد القصبجى * زكريا أحمد * محمد عبد الوهاب * رياض السنباطى * نجوم الغناء العربى * أم كلثوم * عبد الوهاب * فيروز * عبد الحليم * ألحان التراث * موشحات * قصائد * أدوار * كلاسيكيات الموسيقى العربية

الخميس، 1 مارس 2018

كلاسيكيات أم كلثوم - السنباطي - ثوار

ثـــوار – غناء أم كلثوم
كلمات صلاح جاهين - ألحان رياض السنباطي
مقام حجازكار 1961
النص
لو لم يكتب صلاح جاهين غير هذه الأبيات في حياته لكانت كفيلة بخط اسمه بحروف مضيئة في تاريخ الأنشودة الوطنية. وهي في ظاهرها ليست سوى واحدة من عشرات الأغاني الوطنية التي امتلأت بها دواوينه، لكنها عرضت صورة شاعرية بالغة التعبير تميزت عن معظم ما كتب، وأشهره ما كان بصوت أم كلثوم وعبد الحليم
فهو صاحب النشيد الشهير "والله زمان يا سلاحي" والذي أصبح لحنه سلاما وطنيا لمصر عام 1956، وأغنية صورة صورة التي عادت بقوة للساحة في ثورة يناير 2011 بعد أكثر من 40 عاما من ظهورها، وكلاهما من ألحان كمال الطويل

تمزج الأنشودة الحاضر بالماضي والمستقبل وتجعل من الأزمنة الثلاثة نسيجا واحدا ينسجه نفس الشعب في أجيال متعاقبة. وتنتقل الكلمات من حديث الزهو بالحاضر في أول الأبيات "مطرح ما نمشي يفتح النوار .. ننهض في كل صباح بحلم جديد" .. إلى الفخر بالماضي مع الأبيات "من أرضنا هل الإيمان والدين .. عيسى ومحمد ثورتين خالدين .. والعلم ثورة ومن هنا قامت .. والفن والحرية والتمدين" إلى الوصية لأبناء المستقبل "هبوا واصنعوا الأمجاد .. وابنوا فوق بنا الأجداد" 

وصحيح أن هذه المعاني موجودة بكثرة في كتاباته وكتابات شعراء آخرين، لكن لنتأمل خطاب الشاعر للأجيال الجديدة في الأبيات "تعالوا يا أجيال يا رمز الأمل .. من بعد جيلنا و احملوا ما حمل، وافتكروا فينا واذكرونا بخير .. مع كل غنوة من أغانى العمل" وهنا بيت القصيد 
خطاب عابر للزمن يخبرنا كيف كانت عين الشاعر على المستقبل أكثر من الحاضر .. وها نحن نذكرهم وقد رحلوا عن الدنيا ولم يبق لنا منهم غير أضواء تبث الأمل في أجيال أخرى. نعم رحلت أم كلثوم وصلاح جاهين والسنباطي ومئات غيرهم من حملة المشاعل في ذلك الجيل .. بل رحل الجيل كله وسلم الراية إلى من جاء بعده .. وها نحن نردد كما رددوا فنذكرهم ونبني على آمالهم ونحمل الراية إلى من يأتي بعدنا، ونخاطبهم بنفس الخطاب .. "افتكروا فينا واذكرونا بخير .."
اللحن
يبدا اللحن بمقدمة موسيقية مبتكرة الإيقاع واللحن من مقام الحجازكار كأنها تصور حركة فصائل الفرسان، يليها هتاف الكورس المميز "ثوار" من نفس المقام تصحبه موسيقى إيقاعية مميزة للوتريات

هناك شحنة عاطفية هائلة في لحن "ثوار" بدءا من استعمال المقام الموسيقي الشرقي "الحجازكار" إلى صياغة اللحن بطريقة تعانق مضمون الكلمات وتنفذ إلى وجدان المستمع. وهذه الشحنة العاطفية كما ذكرنا من قبل هي إحدى السمات الأصيلة لقالب الأنشودة. 
يرتكز اللحن تماما على المقام الأساسي لكنه يستخدم الصيغة الأخف وهي مقام الحجاز المصور في المقاطع الغنائية مع استعمال جنس الراست العلوي في بعض الأجزاء كما في النداء "هيلا هيلا". 
ويأتي استخدام الغناء الجماعي معبرا عن الجو العام للنص في المذهب المكرر ثم يتم تخصيصه وتغيير الإيقاع مع النداء والدعوة للعمل .. 
هذا التحول يذكرنا بتغير المقام والإيقاع في المقطع الأخير من لحن الصنايعية الشهير لسيد درويش "الحلوة دي" مع تغير النص إلى معنى مشابه "الشمس طلعت والملك لله .. ما تشيل قادومك والعدة ويالله" وهو ما يمنح اللحن بعدا تعبيريا يجاري تغير المعنى 
تكرر الارتكاز على الدرجة الرابعة لمقام الحجازكار في سياق الغناء، وهذا يعني الغناء في مقام النهاوند المصور "فا مينير"، ولا عجب إذ أنه أصل كل المقامات المستخدمة في اللحن. وبعبارة أخرى عند تدوين اللحن يكون مفتاحه الأساسي فا مينير رغم تعدد تلك المقامات، وتكتب جميع التحولات للمقامات الفرعية عرضا بجانب كل نوتة

وتمتاز أنشودة ثوار بلحن سلس لكنه مطرب للغاية ويمكن للجمهور ترديده، كما تأتي الصيحة الشهيرة "ثوار"، العائدة على الشعب، معبرة بصدق عن المجموع وليس عن نداء فردي

من الناحية الفنية تجدر الإشارة إلى أن الملحن قد تصرف بطريقته في النص، فهو لم يتقيد بنسق الأبيات وإنما عمد إلى فصل الشطرة الأولى من المدخل واكتفي بها كمذهب مكرر، بينما قام بترحيل الشطرة الثانية ليضمها إلى الكوبليه الأول رغم عدم اتساق القافية. ففي النص المكتوب تأتي الشطرتان "ثوار ثوار ولآخر مدى ثوار .. مطرح ما نمشي يفتح النوار" كبيت واحد، ويأتي البيت الثاني بقافية مغايرة " ننهض في كل صباح بحلم جديد .. ثوار نعيدك يا انتصار ونزيد"، ولا يجوز نصا اقتطاع شطرة بقافية معينة لإضافتها إلى أبيات أخرى بقافية مختلفة

وهذا التصرف من قبل الملحن يكسر القوافي بالطبع لكنه لا يفصل المعنى، بل بالعكس فإن معنى الشطرة "مطرح ما نمشي يفتح النوار" متسقة تماما في المعنى مع أول شطرة في المقطع التالي "ننهض في كل صباح بحلم جديد"، وبعيدة نسبيا عن معنى "ثوار ثوار" وبهذا فضل الملحن القيمة التعبيرية على القيمة الشكلية، ووضع كل معنى في إطاره الخاص 

هذه المشكلة لن تظهر في بقية اللحن لأنه صنع من أول شطرة مذهبا متكاملا يمكن استعادته بين المقاطع الغنائية، ساعده في ذلك أن الشطرة نفسها قابلة للقسمة المتوازنة، فهي تضم مقطعين صغيرين كل منهما ينتهي بنفس القافية "ثوار ثوار .. ولآخر مدى ثوار" 

هناك "مذهب" آخر يظهر في غناء أم كلثوم للبيت "وطول ما إيد شعب العرب في الإيد .. الثورة قايمة والكفاح دوار" يكرر بين المقاطع، ولأن قافيته تتماشى مع المذهب الذي اختاره الملحن للكورس جاء تتابع المذهبين منسجما تماما مع بناء النص، كما جاء ختام لحن مذهب أم كلثوم من مقام الحجازكار تمهيدا لضمه لغناء الكورس من نفس المقام، وأضاف إلى هذا الانسجام انطباق كلمة "دوار" على الدراما اللحنية، فقد كون غناء الكورس لحنا دوارا يشعر المستمع أنه يجب إعادته كلما تم

في آخر اللحن يزداد المقطع الختامي قوة بإنهاء أم كلثوم غناءه في قمة السلم بدلا من قاعدته، ثم ينضم صوتها إلى الكورس في أداء صيحة "ثوار ثوار" ويتم تأكيد خاصية الدوران بتكرار الختام في نهاية الأنشودة، وهو ما يترك انطباعا لدى المستمع بأن الصيحة مستمرة، وحسب النص .. لآخر مدى 
وتعد "ثــوار" إجمالا من أفضل ما أنشد في قالب الأنشودة، كلمة ولحنا وأداء، نقد وتحليل د.أسامة عفيفي، أنشودة ثوار، كلاسيكيات أم كلثوم - السنباطي

ثوار ثوار ولاخر مدى ثوار            مطرح ما نمشي يفتح النوار
ننهض في كل صباح بحلم جديد      ثوار نعيدك يا انتصار ونزيد
وطول ما إيد شعب العرب في الإيد     الثورة قايمة والكفاح دوار

من أرضنا هل الإيمان والدين     عيسى ومحمد ثورتين خالدين
والعلم ثورة ومن هنا قامت     والفن والحرية والتمدين
ثوار نهزك يا تاريخ تنطلق     نحكم عليك يا مستحيل تنخلق
نأمر رحابك يا فضا تمتلئ     والخطوة منا تسبق المواعيد
وطول ما إيد شعب العرب في الإيد     الثورة قايمة والكفاح دوار
ثوار ثوار ولآخر مدى ثوار

الشعب قام يسأل على حقوقه      والثورة زي النبض في عروقه
اللي النهارده يحققه ويرضاه                 لابد بكرة بهمته يفوقه
ثوار مع البطل اللي جابه القدر          رفعنا راسنا لفوق لما ظهر
بوسنا السما وياه ودوسنا الخطر     والعزم ثابت و العزيمة حديد
وطول ما إيد شعب العرب في الإيد      الثورة قايمة والكفاح دوار
ثوار ثوار ولآخر مدى ثوار

تعالوا يا أجيال يا رمز الأمل     من بعد جيلنا و احملوا ما حمل
وافتكروا فينا واذكرونا بخير      مع كل غنوة من أغانى العمل

هيلا هيلا هيلا هيلا      ثورتنا عمل و جهاد
هيلا هيلا هيلا هيلا     هبوا واصنعوا الأمجاد
وابنوا فوق بنا الأجداد     أول طريقنا بعيد وآخره بعيد
وطول ما إيد شعب العرب في الإيد     الثورة قايمة والكفاح دوار
ثوار ثوار ولاخر مدى ثوار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق