فات المعاد / أم كلثوم
كلمات مرسي جميل عزيز / ألحان بليغ حمدي
مقام راحة أرواح 1967 / نقد وتحليل د.أسامة عفيفي
كلمات مرسي جميل عزيز / ألحان بليغ حمدي
مقام راحة أرواح 1967 / نقد وتحليل د.أسامة عفيفي
النص
تتميز مقدمة فات المعاد الموسيقية عما سبقها من مقدمات وضعها بليغ حمدي لأغاني أم كلثوم بأنها تصطبغ بصبغة احترافية تجاوزت سقف البساطة الذي غطى المقدمات السابقة بحيث أصبح للموسيقى طابع شبه درامي كاد أن يصنع من هذه المقدمة عملا موسيقيا مستقلا
ونستعمل هنا مصطلحات مثل "شبه" و"كاد" لأن الدراما الموسيقية لم تتكامل عناصرها، ونقول لم تتكامل وليس لم تكتمل، بمعنى أن هناك عنصرا خرج عن السياق وهو الجزء الأخير الذي يمهد للغناء في مقام بعيد عن تدفق بقية الأجزاء بشكل لا يسمح باستعادة الموسيقى أو جزء منها. وربما إذا اقتطعنا هذا الجزء نحصل على موسيقى أفضل من حيث التكوين والارتباط المقامي. هكذا يتيح تكوين المقدمة افتراض أنه قد تم صنعها بعد تلحين نص الأغنية وليس العكس، لكن النتيجة لا تختلف كثيرا من حيث التعبير إذا نظرنا إلى نهاية المقدمة وبداية الغناء، فهذا الخروج عن السياق قد انتهى بالموسيقى إلى جو يختلف تماما عما سبق وكأنه إعلان بانتهاء كل شيء كما يقول مطلع الأغنية "فات المعاد وبقينا بعاد والنار بقت دخان ورماد" أي انتهى الأمر إلى نقطة اللا عودة
في خطى عبد الوهاب
ذكرنا في نقد لحن بليغ حمدي لأم كلثوم "بعيد عنك" 1965 أنه قد ظهرت في المقدمة الموسيقية أولى خطوات بليغ حمدي في اقتفاء أثر موسيقى عبد الوهاب في ألحان أم كلثوم وتحديدا "إنت عمري" 1964
في فات المعاد 1967 يستمر بليغ في نفس الاتجاه ولكنه يقتفي آثار موسيقى أغنية أخرى هي "أمل حياتي" 1965. وفي نقد وتحليل المقدمة الموسيقى وتتبع آثار التأثر فيها بمقدمة "أمل حياتي" أفردنا مقالا خاصا نشر عام 2012 على صفحات كلاسيكيات الموسيقى العربية يمكن للقارئ متابعته على أحد هذين الرابطين
المدخل
غناء حر لبيت واحد، مقام راحة أرواح، يختار الملحن أن يبدأه بجملة مستقلة حاسمة تتدرج في الهبوط من وسط السلم إلى قاعدته، وهي عنوان الأغنية "فات المعاد". يستكمل بعدها لحن البيت ليعبر عن تحول النار إلى رماد مستخدما تلوينا نغميا هابطا في سلم شبه كروماتيك للتعبير عن انطفاء الجذوة، ثم يؤكد المعنى بتكرار جملة "فات المعاد" في الختام. وهو تصرف ينسجم تماما مع معنى البيت الذي يلخص كل ما سيأتي بعده، كما يتفق تماما مع قصد الشاعر
المذهب
- يبدأ النص بمدخل من بيت واحد هو ملخص قصة الأغنية التي تعبر عن نهاية حزينة لقصة حب "فات المعاد وبقينا بعاد .. والنار بقت دخان ورماد"
- يؤكد باقي النص أن المشاعر التي توقفت قد خضعت أيضا لقرار عقلي، بتعبيرات مثل "تفيد بإيه يا ندم" و"طالت ليالي الألم" و "كفاية بقى تعذيب وشقا" وصولا إلى التهكم الساخر عندما يستوي الفراق واللقاء بالبكاء في الحالتين "دموع في فراق ودموع في لقا"، وتختم القصة بالجملة اليائسة "فات المعاد"
- من التعبيرات الرقيقة في النص البيت "ياما كنت اتمنى اقابلك بابتسامة .. أو بنظرة حب أو كلمة ملامة" تعبيرا عن فقدان الأمل الذي يمكن أن تولده إحدى هذه الصور الثلاث. ومن التعبيرات البليغة الاستعارة في "ستاير النسيان .. نزلت بقى لها زمان"
- لم ينس الشاعر التعبير عن المستحيل في الصورة "وعايزنا نرجع زي زمان .. قول للزمان ارجع يا زمان" وهو بيت الحكمة في النص، وأحد أسباب انتشار الأغنية. وهو الذي لفت الانتباه حين نشر النص قبل غناء الأغنية، وحفز الجمهور لمتابعة كيفية تعامل الملحن مع هذه الصورة القوية، والتي أتبعها الشاعر بمرادف تفسيري في البيت التالي "وهات لي قلب لا داب ولا حب .. ولا انجرح ولا شاف حرمان"
تتميز مقدمة فات المعاد الموسيقية عما سبقها من مقدمات وضعها بليغ حمدي لأغاني أم كلثوم بأنها تصطبغ بصبغة احترافية تجاوزت سقف البساطة الذي غطى المقدمات السابقة بحيث أصبح للموسيقى طابع شبه درامي كاد أن يصنع من هذه المقدمة عملا موسيقيا مستقلا
ونستعمل هنا مصطلحات مثل "شبه" و"كاد" لأن الدراما الموسيقية لم تتكامل عناصرها، ونقول لم تتكامل وليس لم تكتمل، بمعنى أن هناك عنصرا خرج عن السياق وهو الجزء الأخير الذي يمهد للغناء في مقام بعيد عن تدفق بقية الأجزاء بشكل لا يسمح باستعادة الموسيقى أو جزء منها. وربما إذا اقتطعنا هذا الجزء نحصل على موسيقى أفضل من حيث التكوين والارتباط المقامي. هكذا يتيح تكوين المقدمة افتراض أنه قد تم صنعها بعد تلحين نص الأغنية وليس العكس، لكن النتيجة لا تختلف كثيرا من حيث التعبير إذا نظرنا إلى نهاية المقدمة وبداية الغناء، فهذا الخروج عن السياق قد انتهى بالموسيقى إلى جو يختلف تماما عما سبق وكأنه إعلان بانتهاء كل شيء كما يقول مطلع الأغنية "فات المعاد وبقينا بعاد والنار بقت دخان ورماد" أي انتهى الأمر إلى نقطة اللا عودة
في خطى عبد الوهاب
ذكرنا في نقد لحن بليغ حمدي لأم كلثوم "بعيد عنك" 1965 أنه قد ظهرت في المقدمة الموسيقية أولى خطوات بليغ حمدي في اقتفاء أثر موسيقى عبد الوهاب في ألحان أم كلثوم وتحديدا "إنت عمري" 1964
في فات المعاد 1967 يستمر بليغ في نفس الاتجاه ولكنه يقتفي آثار موسيقى أغنية أخرى هي "أمل حياتي" 1965. وفي نقد وتحليل المقدمة الموسيقى وتتبع آثار التأثر فيها بمقدمة "أمل حياتي" أفردنا مقالا خاصا نشر عام 2012 على صفحات كلاسيكيات الموسيقى العربية يمكن للقارئ متابعته على أحد هذين الرابطين
المدخل
غناء حر لبيت واحد، مقام راحة أرواح، يختار الملحن أن يبدأه بجملة مستقلة حاسمة تتدرج في الهبوط من وسط السلم إلى قاعدته، وهي عنوان الأغنية "فات المعاد". يستكمل بعدها لحن البيت ليعبر عن تحول النار إلى رماد مستخدما تلوينا نغميا هابطا في سلم شبه كروماتيك للتعبير عن انطفاء الجذوة، ثم يؤكد المعنى بتكرار جملة "فات المعاد" في الختام. وهو تصرف ينسجم تماما مع معنى البيت الذي يلخص كل ما سيأتي بعده، كما يتفق تماما مع قصد الشاعر
المذهب
- يتألف المذهب من 4 أبيات تتكرر بعد كل كوبليه
- غناء موقع على إيقاع تقليدي هو ميزان الوحدة الكبيرة الرباعي
- البيت الأول مقام بياتي "تفيد بإيه يا ندم"
- البيت الثاني مقام راست النوا "طالت ليالي"
- البيت الثالث عودة إلى مقام البياتي "وكفاية بقى"
- البيت الرابع "تعتب عليّ ليه" عودة إلى مقام راحة الأرواح في تدرج من أعلى السلم إلى قاعدته وختام محكم مع كلمتي النهاية "فات المعاد"
- فاصل موسيقي يجمع بين مقامي العجم والفرحفزا (نهاوند مصور)
- لم يقتصر اجتهاد بليغ الموسيقي على المقدمة بل فاجأ الجمهور بموسيقى جديدة للكوبليه الأول اعتمد فيها على الحوار بين الآلات والأوركسترا على إيقاع سريع
- تتألف الموسيقى من جزئين الأول حوار في مقام العجم بين الساكسفون والجيتار يكرر باستخدام الأوركسترا والكمان والقانون، يعقبه حوار مقام فرحفزا بين الأكورديون والأوركسترا
- البيت الأول غناء على إيقاع الوحدة الكبيرة مقام عجم "ياما كنت اتمنى"
- البيت الثاني مقام فرحفزا
- البيت الثالث بياتي (شطرة واحدة) بياتي / راست النوا "والزمن .."
- البيت الرابع فرحفزا "وان كان"، نسخة من لحن البيت الثاني
- البيت الخامس مقام راست النوا "ستاير النسيان"
- البيت السادس بياتي
- عودة للمذهب
- فاصل موسيقي مقام بياتي على إيقاع رباعي من قسمين، الأول تقليدي للأوركسترا، الثاني مستوحى من نغمات الأرغول القديم ذي الصوتين، أحدهما ثابت مستمر على ركوز المقام تؤديه مجموعة من الوتريات، والآخر منغم يدور في 4 درجات ويرتكز على أساس المقام. كانت هذه مفاجأة تمثلت في استعارة أدوات الموسيقى الشعبية في تكوين موسيقى ذات طابع مختلف عن موسيقى التخت التقليدية
- يمكن الاستماع إلى مقاربة شبيهة في أغنية لاحقة لأم كلثوم، "دارت الأيام" من تلحين عبد الوهاب 1970، موسيقى الكوبليه الأول، مقام بياتي/ صبا، مما يدل على أن المنافسة بينهما لم تكن في اتجاه واحد، ويبدو أن عبد الوهاب لم يستطع تجاهل هذه اللفتة فقرر أن يصنع مثلها أو أفضل منها
- البيت الأول غناء حر مقام بياتي "الليل ودقة الساعات"
- البيت الثاني غناء موقع مقام صبا "وقسوة التنهيد"
- البيت الثالث مقام صبا (شطرة واحدة)
- البيت الرابع مقام عجم "وعايزنا نرجع زي زمان .. قول للزمان ارجع يا زمان". ويمكن ملاحظة اعتناء الملحن بالتعبير عن نص بيت الحكمة هذا في صورتين، الأولى تراجع الجملة اللحنية "ارجع يا زمان" إلى أساس المقام، والثانية تصاعد نفس الجملة إلى قمة المقام، وهذه المرة تعبيرا عن تحدي طلب المستحيل
- البيت الخامس مقام بياتي "وهات لي قلب لا داب ولا حب" يعود بلحنه إلى جو المذهب "تفيد بإيه يا ندم"
- عودة للمذهب
الكوبليه الثالث
- فاصل موسيقي مقام راست النوا من جزئين
- في الجزء الأول حوار موسيقي موقع بين مزيج من آلتين هما الأكورديون والناي وبقية الأوركسترا. يعطي هذا المزيج صوتا خاصا لا هو أكورديون ولا هو ناي، استخدمه عبد الوهاب أيضا في ألحانه لأم كلثوم. في الجزء الثاني حوار بين الكمان والأوركسترا
- البيت الأول "من ناري" غناء موقع في مقام راست النوا يتحول إلى راحة أرواح في الشطرة الثانية
- البيت الثاني "من قسوتك" مقام راحة أرواح
- البيت الثالث بياتي "بيني وبينك"
- البيت الرابع بياتي
- عودة للمذهب
فات المعاد وبقينا بعاد والنار بقت دخان ورماد
تفيد بإيه يا ندم وتعمل إيه يا عتاب طالت ليالي الألم واتفرقوا الأحباب
وكفايه بقى تعذيب وشقا ودموع في فراق ودموع في لُقا
تعتب عليّ ليه أنا ف إيديّ إيه
فات الميعاد
ياما كنت اتمنى أقابلك بابتسامة أو بنظرة حب أو كلمة ملامة
بس أنا نسيت الابتسام زي ما نسيت الآلام
والزمن بينسي حزن وفرح ياما
إن كان على الحب القديم إن كان على الجرح الأليم
ستاير النسيان نزلت بقالها زمان
وان كان على الحب القديم وأساه أنا نسيته ياريت كمان تنساه
تفيد بإيه يا ندم وتعمل إيه يا عتاب طالت ليالي الألم واتفرقوا الأحباب
وكفايه بقى تعذيب وشقا ودموع في فراق ودموع في لُقا
تعتب عليّ ليه أنا ف إيديّ إيه
فات الميعاد
الليل ودقة الساعات تصحي الليل الليل وحرقة الآهات في عز الليل
وقسوة التنهيد والوحدة والتسهيد
لسه ماهمش بعيد
وعايزنا نرجع زي زمان قول للزمان ارجع يا زمان
وهات لي قلب لا داب ولا حب ولا انجرح ولا شاف حرمان
تفيد يا ندم وتعمل إيه يا عتاب طالت ليالي الألم واتفرقوا الأحباب
وكفايه بقى تعذيب وشقا ودموع في فراق ودموع في لُقا
تعتب عليّ ليه أنا ف إيديّ إيه
فات المعاد
من ناري من طول لياليّ وفرحة العذال فيّ
من قسوتك وانت حبيبي وقسوة الدنيا عليّ
بيني وبينك هجر وغدر وجرح ف قلبي داريته
بيني وبينك ليل وفراق وطريق انت اللى بديته
تفيد يا ندم وتعمل إيه يا عتاب طالت ليالي الألم واتفرقوا الأحباب
وكفايه بقى تعذيب وشقا ودموع في فراق ودموع في لُقا
تعتب عليّ ليه أنا ف إيديّ إيه
فات المعاد
تفيد بإيه يا ندم وتعمل إيه يا عتاب طالت ليالي الألم واتفرقوا الأحباب
وكفايه بقى تعذيب وشقا ودموع في فراق ودموع في لُقا
تعتب عليّ ليه أنا ف إيديّ إيه
فات الميعاد
ياما كنت اتمنى أقابلك بابتسامة أو بنظرة حب أو كلمة ملامة
بس أنا نسيت الابتسام زي ما نسيت الآلام
والزمن بينسي حزن وفرح ياما
إن كان على الحب القديم إن كان على الجرح الأليم
ستاير النسيان نزلت بقالها زمان
وان كان على الحب القديم وأساه أنا نسيته ياريت كمان تنساه
تفيد بإيه يا ندم وتعمل إيه يا عتاب طالت ليالي الألم واتفرقوا الأحباب
وكفايه بقى تعذيب وشقا ودموع في فراق ودموع في لُقا
تعتب عليّ ليه أنا ف إيديّ إيه
فات الميعاد
الليل ودقة الساعات تصحي الليل الليل وحرقة الآهات في عز الليل
وقسوة التنهيد والوحدة والتسهيد
لسه ماهمش بعيد
وعايزنا نرجع زي زمان قول للزمان ارجع يا زمان
وهات لي قلب لا داب ولا حب ولا انجرح ولا شاف حرمان
تفيد يا ندم وتعمل إيه يا عتاب طالت ليالي الألم واتفرقوا الأحباب
وكفايه بقى تعذيب وشقا ودموع في فراق ودموع في لُقا
تعتب عليّ ليه أنا ف إيديّ إيه
فات المعاد
من ناري من طول لياليّ وفرحة العذال فيّ
من قسوتك وانت حبيبي وقسوة الدنيا عليّ
بيني وبينك هجر وغدر وجرح ف قلبي داريته
بيني وبينك ليل وفراق وطريق انت اللى بديته
تفيد يا ندم وتعمل إيه يا عتاب طالت ليالي الألم واتفرقوا الأحباب
وكفايه بقى تعذيب وشقا ودموع في فراق ودموع في لُقا
تعتب عليّ ليه أنا ف إيديّ إيه
فات المعاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق