كلاسيكيات الموسيقى العربية * أرشيف * استماع *  تحميل *  نقد فنى *  تحليل موسيقى* أفلام * صور *  تسجيلات * كلاسيكيات الموسيقى العربية
كلاسيكيات الموسيقى العربية * الخمسة الكبار * سيد درويش * محمد القصبجى * زكريا أحمد * محمد عبد الوهاب * رياض السنباطى * نجوم الغناء العربى * أم كلثوم * عبد الوهاب * فيروز * عبد الحليم * ألحان التراث * موشحات * قصائد * أدوار * كلاسيكيات الموسيقى العربية

الجمعة، 5 ديسمبر 2025

موسيقى افتتاح المتحف المصري الكبير

كان افتتاح المتحف المصري الكبير في أول نوفمبر 2025 حدثا كبيرا في موضوعه وهدفه وتوقيته وموقعه، وكذلك في الاستعراضات الضوئية المبهرة .. لكنه من الناحية الفنية لم يكن حدثا موسيقيا في نفس المستوى
أما لماذا فأمامنا إجابات عديدة وليس إجابة واحدة
هناك 5 عناصر أساسية مفقودة في العمل الموسيقي

  1. الترابط بين أجزاء العمل
  2. التعبير عن الموضوع
  3. التيمة أو اللحن الأساسي
  4. الدراما الموسيقية التي تستلزم بداية وذروة وختاما مرتبطا بهما وليس مجرد نهاية بالتوقف فجأة لإنهاء العرض
  5. التأثير في الجمهور نتيجة غياب العناصر السابقة

مشكلة الإبداع
أهم شيء في الإبداع أن يقدم مادة جديدة معبرة عن موضوعها، وهذه هي مهمة المؤلف الموسيقي وحده لا يشاركه فيها أي مكون آخر في العمل لأنها جميعا مكونات منفذة أو تابعة وليست مبدعة

تم تغيير كافة العناصر الفنية التي ساهمت في عرض موكب المومياوات الذي تأكد نجاحه .. المغنين والأوركسترا والمايسترو .. ما عدا المؤلف الذي شهد الجميع بإبداعه في موسيقى الموكب .. هكذا تم تفضيل التنافس في هذه العناصر على التكرار .. بينما لم يمتد ذلك إلى المؤلف الذي أعيد اختياره للمناسبة الجديدة .. الغرض من هذا التحليل بيان أن إحلال التنافس محل التكرار بالنسبة للمؤلف كان يمكن أن يؤدي إلى نتيجة أفضل حتى لو أعيد استخدام نفس الأدوات وذلك بفعل تحفيز المنافس للإبداع أكثر مقارنة بانعدام التحفيز في حال إسناد العمل الجديد إلى نفس المؤلف السابق

ونتساءل هنا كيف تم مزج عناصر فنية متباينة مثل التراتيل الكنسية والابتهالات الإسلامية والغناء النوبي والغناء التقليدي في وسط العمل .. الهدف كان التعبير عن تمازج هذه العناصر وتجذرها في التاريخ المصري لكن المزج الفني لم يكن على مستوى الهدف

بعيدا عن الجانب الموسيقي هناك عنصر سلبي آخر ساهم في إضعاف التعبير عن الحدث وهو استخدام اللهجة المحلية الدارجة بدلا من اللغة العربية الفصحى الرسمية، وهذه سقطة ثقافية كبيرة من شأنها أن تهبط بقيمة العمل والمناسبة بل والتاريخ العظيم والحاضر المتطلع إلى الأفضل. يضاف إلى ذلك مشكلة الترجمة، فورية كانت أو غير ذلك، فالترجمة عن نص عربي فصيح إلى مختلف لغات العالم أصبحت ممكنة ومقبولة، أما ترجمة نصوص بلهجة محلية فربما لن تكون متاحة بدقة للمستقبل الأجنبي وستكثر أخطاؤها مالم يقدمها أصحاب العرض

موسيقى سيد درويش
تم إدماج موسيقى أنشودة أنا المصري في العمل الموسيقي وتكرر أداؤها مرتين خلال العرض، ورغم أنها موسيقى مناسبة تماما للمناسبة، بل وتكاد تنطق بها، إلا أن هذا الدمج لم يؤد إلى انطلاق روح الأنشودة بسبب عدة عوامل
1. غياب الغناء والاكتفاء بالموسيقى .. ولأن اللحن أصلا لحن تعبيري، مثل كل ألحان سيد درويش التي هدفها التعبير عن الكلمات، غاب البعد التعبيري العميق والأكثر تأثيرا بغياب الكلمات. فالكلمات تقول:

أنا المصري كريم العنصرين .. بنيت المجد بين الإهرامين
جدودي أنشؤا العلم العجيب .. ومجرى النيل في الوادي الخصيب
لهم في الدنيا آلاف السنين .. ويفنى الكون وهم موجودين

لن تجد أنشودة ملائمة بهذه الدقة لهذا الحدث وهذا الموقف أمام الأهرام وهذا الحشد الكبير من تماثيل ملوك مصر القديمة وفي حضور أبناء مصر الحديثة ووفود 79 دولة حول العالم وأجهزة إعلامها

2. ضعف التوزيع الموسيقي .. فالموسيقى تتمتع بآفاق هائلة للتوزيع الأوركسترالي لم يتم استغلالها، خاصة إذا أضيف إليه التوزيع البوليفوني للأصوات الغنائية .. وهذه كما ذكرنا خانة مهملة من البداية ..

3. هل كان استخدام موسيقى الأنشودة فكرة المؤلف الموسيقي أم كان طلبا، أو أمرا، من جهة غير فنية .. الطلب في حد ذاته طلب منطقي بل وملائم تماما للمناسبة، لكن تنفيذه كان مبتورا بشكل غير لائق .. ربما لا يحبذ الموسيقيون إضافة أعمال غيرهم إلى موسيقاهم في نسيج واحد فتكون استجابتهم لمثل هذه الأفكار مجرد إضافة دون اهتمام .. وهو احتمال كبير بدليل الاهتمام الزائد بتوظيف كل إمكانيات التوزيع والأوركسترا والغناء في مقاطع أخرى من العمل

شهدت مصر ثلاثة استعراضات فنية موسيقية كبرى خلال السنوات القليلة الماضية، قدم هذا الموقع نقدا فنيا لكل منها، د.أسامة عفيفي. ارتبط موضوع هذه العروض بالتاريخ المصري القديم في ثلاثة مواقع تاريخية. نجح أولها نجاحا هائلا بموسيقى موكب المومياوات في قلب القاهرة، بينما لم يحظ استعراض الأقصر وافتتاح المتحف الكبير في أرض الأهرام بنفس التقدير الجماهيري رغم حشد كل الإمكانيات الإعلامية وتوقع الجمهور المصري والدولي نجاحا أكبر .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق