يا حلاوة الدنيا - غناء مطربة القطرين فتحية أحمد
كلمات بيرم التونسي - ألحان زكريا أحمد
مقام زنجران - أوبريت يوم القيامة 1945
في هذا التسجيل نسمع صوت الموهبة الغنائية الفذة الفنانة فتحية أحمد تؤدي أغنية "يا حلاوة الدنيا" من ألحان الشيخ زكريا أحمد وكلمات رفيق عمره بيرم التونسي. وإذا استمعنا أكثر إلى الموال الذي يعقب الأغنية، وإذا اعتبرنا أن أداء الغناء الحر مقياس حقيقي لقدرة المطرب، سنجد فتحية مصنفة في المرتبة الأولى في هذا النوع، بل وتتفوق على أم كلثوم.
لقبت فتحية أحمد بمطربة القطرين لشهرتها في مصر والشام، وصوتها يضاهي صوت أم كلثوم، ولحن لها سيد درويش والقصبجي وزكريا أحمد والسنباطي والملحن السكندري محمد عفيفي.
أما مقام الزنجران فقد ابتكره الفنان سيد درويش وأدخله إلى الموسيقى العربية لأول مرة في دور "في شرع مين" وهو يتكون من جنسين رئيسيين: حجاز الراست ، وعجم الجهاركاه.
ولدت فتحية أحمد عام 1898 أي بعد مولد سيد درويش وبيرم بست سنوات تقريبا، فقد ولدا بفارق عام واحد بالإسكندرية. عاصرت فتحية أحمد الفنان سيد درويش وغنت أشهر ألحانه في أوبريتاته مثل "الحلوة دي"، و"طلعت يا ماحلى نورها"، و"زوروني كل سنة مرة". وهي التي عرفته بمحمد عبد الوهاب لأول مرة وكان تحت العشرين أثناء زيارة سيد درويش لمسرح فتحية أحمد وكان يغني القصائد والأدوار القديمة. أثنت فتحية على عبد الوهاب أمام سيد درويش الذي طلب منه أن يسمعه شيئا مما يغنيه فأسمعه. وعلى الفور أثنى سيد درويش على صوت عبد الوهاب وتتبأ له بمستقبل باهر في عالم الغناء.
وهكذا ساقت الأقدار ذلك العملاق المجدد، الذى استطاع أن يكون سيد الموسيقى فى مصر فى خلال أربع سنوات فقط قضاها في القاهرة (1917-21 ) حيث تعرف إليه، لكن سيد درويش أجل إسناد أي دور غنائي له إلى أن بلغ الطفل عبد الوهاب سنا معقولة ينضج معها صوته! وفي عام 1921 أسند إليه دور البطولة الغنائية في أوبريت شهرزاد وهو مازال في السابعة عشرة، وساهم ذلك اللقاء في اقتراب عبد الوهاب أكثر من سيد درويش اقترب فتعلم منه الكثير من وأهم ما تعلمه كان التجديد في الفن.
عودة إلى فتحية أحمد بالسؤال الكبير "لماذا لم تشتهر فتحية بأغاني سيد درويش؟" الإجابة أن الألحان كانت هي السبب المباشر في شهرة سيد درويش وليس الأصوات. وبالمقارنة مع أم كلثوم كان الصوت هو من حمل ألحان أم كلثوم إلى الجمهور. ونستدل على ذلك بأن شهرة أم كلثوم فاقت شهرة ملحنيها، وأن عديدا منهم سعوا وتمنوا أن تغني لهم أم كلثوم.
أما سيد درويش الذي كان يلحن للمسرح وليس للغناء الفردي، باستثناء الأدوار، فكان لا يهمه كثيرا أن يكون المطرب ذا شهرة واسعة أو أداء خارقا، فقد كانت ألحانه للمسرح بسيطة، تستهدف أن يغنيها الجمهور في المقام الأول وليس المطربين المحترفين. ولذا نسبت ألحان سيد درويش إليه وليس إلى أي مطرب رغم كونها بالمئات. ولم يستطع غيره من الملحنين تحقيق ذلك إلى الآن، فلم ينسب لحن لملحن، بمن فيهم عبد الوهاب، إلا إذا كان مطربا في نفس الوقت ويؤدي ألحانه بنفسه دون وسيط.
وفي هذا المجال فقد لحن زكريا أحمد ما يقرب من 60 أوبريت، أي ضعف ما لحنه سيد درويش، لكن ألحانها لم تحدث تلك الضجة وتلك الثورة التي أحدثتها ألحان الشيخ سيد. وربما يكمن السبب في أن الشيخ زكريا كان ميالا للطرب، بل هو ملك من ملوك الطرب، وهذا ليس من صميم رسالة المسرح الغنائي المبني على المدرسة التعبيرية.
مع الأغنية الشهيرة "يا حلاوة الدنيا" وصوت الفنانة فتحية أحمد.
روابط:
الصفصافة - فتحية أحمد - رياض السنباطي
يا ترى نسي ليه - فتحية أحمد - محمد القصبجي
أحب الورد - فتحية أحمد - محمد عفيفي
روابط:
الصفصافة - فتحية أحمد - رياض السنباطي
يا ترى نسي ليه - فتحية أحمد - محمد القصبجي
أحب الورد - فتحية أحمد - محمد عفيفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق