هذا حال محب عاشق الحب عنده شعور مطلق لا يقبل التبديل ولا التعديل. يُشك في وجود هذا النموذج في أيامنا هذه، لكن ما يهمنا هنا هو الإخلاص للصورة كما رسمها الشاعر، الإخلاص بالتعبير الصادق عن رقة الشعور وعن حالة الهيام المتصل الذي لا فكاك منه
التانجو إيقاع راقص موطنه الأصلي أمريكا اللاتينية، تحديدا بين الأرجنتين وأرجواي، لكنه اتخذ طريقه إلى أوربا وأمريكا الشمالية في أوائل القرن العشرين. مرت رقصة التانجو بفترات خفوت وازدهار لكنها انتشرت بقوة في النهاية ولا زالت محبوبة لليوم وأصبح بها أشكال وأنواع
التانجو هنا وضعه عبد الوهاب في أربعينات القرن العشرين والاستهلال غربي صرف، ويظهر الإيقاع بوضوح تصاحبه أنغام المقدمة على الأكورديون، آلة التانجو المميزة. لا ينبئ الاستهلال بغناء شرقي من عبد الوهاب، لكنه يتمكن من الاندماج مع الإيقاع بسهولة محتفظا في نفس الوقت بالطرب.
لكن المعضلة الموسيقية الحقيقية هي في كيفية الإخراج الشرقي لهذا القالب الذى يوحي بالخطوات المنتظمة بل المقاسة بالسنتي والمللي كما أرادها مبتكروها ومصمموها. ورقصة التانجو يؤديها شخصان يتحركان معا لكن لكنهما يتبادلان الحركات معظم الوقت ولا مجال لأي "لخبطة" وإلا تعثرت أقدامهما وخرجا من "مود" الانتظام. ثم إن الرقصة عادة جماعية قد يقوم بها عشرة أزواج من البشر أو أكثر كل اثنين في وحدة خاصة بهما .. ومزج القالب المنتظم مع التلقائية الشرقية، والهندسة الموسيقية مع الطرب الشرقي ليس عملا سهلا ..
ولا ينسى عبد الوهاب أن يختم العمل بخاتم التانجو بعد فواصل غنائية تقليدية فيأتي بنهاية موسيقية مميزة ليس بإلإيقاع فقط بل يضيف لها أسلوب عزف الكمان والأكورديون في موسيقى التانجو
هناك عنصران في المزاج الشرقي استوعبهما عبد الوهاب جيدا، وهما مكانة الطرب العالية لدى المستمع العربي، وتطلع هذا المستمع في نفس الوقت إلى التجديد بعد جمود طويل
أحبه مهما أشوف منه - تانجو - محمد عبد الوهاب
مقام نهاوند (ري مينير)
مقام نهاوند (ري مينير)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق