بعد أكثر من 30 عاما من إلغائه عاد الاحتفال بعيد الفن في مصر اليوم 13 مارس، برعاية رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور. يقام الاحتفال بدار الأوبرا المصرية، بحضور الرئيس وعدد كبير من نجوم الفن.
احتفال عيد الفن 2014 - دار الأوبرا المصرية - الرئيس عدلي منصور |
وسيتم تكريم عدد من النجوم الراحلين الذين أثروا الحياة الفنية والثقافية، منهم المطرب والملحن محمد فوزي، ومن رواد السينما الممثل رشدي أباظة، والسيناريست عبد الحي أديب، والمخرج عز الدين ذوالفقار، إلى جانب فنانين مازالوا يقدمون عطاءهم الفني.
وأعرب العديد من الفنانين عن سعادتهم بعودة عيد الفن بعد توقف 33 عاما، ورأوا في ذلك رد اعتبار للفنانين ولمكانة مصر الثقافية والفنية، كما أشادوا بعودة الرؤية المحترمة للفن والفنانين.
وتمثل عودة عيد الفن وجها من أوجه التغيير النوعي الكبير الذي حدث في المجتمع المصري بعد ثورة 30 يونيو. وتعرض الاحتفالية عروضا موسيقية ومسرحية وسينمائية، ويقدم الحفل حسين فهمي، وفاروق الفيشاوي، وسوسن بدر، وليلى علوي، وهاني رمزي، وهاني سلامة، ويسرا، ويختتم الحفل بفاصل غنائي يقدمه الفنان هاني شاكر وأنغام.
تكريم الفنانين - جمال عبد الناصر |
قصة عيد الفن
ورغم أن التكريم الرسمي للفن والفنانين تقليد قديم في مصر منذ أيام الملكية، ونال اهتماما كبيرا في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، إلا أن الاحتفال بيوم خاص كعيد للفن بدأ في عهد الرئيس أنور السادات الذي حرص على حضور الاحتفال بنفسه. وألقى السادات كلمة في أول احتفال عام 1976 أمام مثقفي وفناني مصر، في الذكرى الأول لوفاة كوكب الشرق أم كلثوم على مسرح سيد درويش بالإسكندرية، قال فيها "يسعدني كل السعادة أن ألتقي اليوم بكل فناني وفنانات مصر وكتابها ومفكريها وقادتها على جميع المستويات فقد جئنا إلى هنا لنحتفل بعيد الفن، والاحتفال بعيد الفن هو في الحقيقة احتفال بمصر وبالقيم الإنسانية العليا".
في عام 1981، وهو العام الذي اغتيل فيه السادات، لم يتمكن من حضور الاحتفال وأرسل نائبه حسني مبارك بالنيابة عنه. لكن قيادات الفن في مصر وعلى رأسهم الكاتب سعد الدين وهبة اعترضوا على ذلك وأصروا على حضور الرئيس شخصيا. لم يرق ذلك الموقف لمبارك الذي اعتبره عدم تقدير من الفنانين لشخصه. رحل السادات وتولى مبارك وجاء موعد عيد الفن ليمر في صمت بتجاهل تام من الرئيس. وأصر مبارك على تجاهله طوال 30 عاما قضاها في الحكم إلى أن تم خلعه في ثورة يناير 2011. ولم يكن الفن في عهد خلفه أفضل حالا بل على العكس شهد تدهورا ومحاربة لم يسبق لها مثيل. ولم يعد الاحتفال بعيد الفن إلا هذا العام رغم مطالبة جميع الفنانين بعودته لسنوات طويلة.
وعلى مدى 4 أعوام قبل توقف عيد الفن تم تكريم عدد من الرموز الفنية منهم الموسيقار محمد الموجى ومريم فخر الدين وزينات صدقي ومحمود المليجي وكمال الملاخ وسعاد حسنى والموسيقار السكندري محمد عفيفي.
ويوافق عيد الفن في شهر مارس ذكرى ميلاد أكثر من فنان منهم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في 10 مارس، وفنان الشعب سيد درويش في 17 مارس، وشيخ الموسيقيين الموسيقار محمد عفيفي في 28 مارس.
ووصف عدد كبير من الفنانين والمبدعين عودة الاحتفال بعيد الفن بعد توقفه قبل 33 عاما بأنها ترمز لعودة الأمل في استعادة دور الفن بعد تجاهل طويل من الدولة، رغم أنه يمثل واجهة مصر الحضارية ومنارة هامة للمجتمع. وتشير إعادة الاحتفال بعيد الفن إلى اعتراف الدولة بأهمية وقيمة الفن ورفعه رفعه إلى صدارة اهتماماتها. ولا شك أنه انتصار للفن بعد أن كانت الهوية الثقافية مهددة في عهد الإخوان بعد معاناة الفن في عهد مبارك".
وقرر رئيس الجمهورية أن يكون تكريم الفنانين في عيد الفن هذا العام بتقديم وسام الاستحقاق الجمهوري من الطبقة الأولى، وهو من أرفع الأوسمة، التي تهديها الدولة المصرية لمن يساهم بعمل مميز فى المجالات المختلفة مثل العلوم والآداب والرياضة، بدلا من درع التكريم.
وأثار إعجاب الفنانين في ليلة الافتتاح كلمة ألقاها الرئيس أشاد فيها بدور الفن التاريخي وأهميته في صنع الحضارة، وأظهر اهتماما جادا ليس فقط بتكريم الفن وأهله وإنما بصناعة الفنون وضرورة استخدام التقنية الحديثة في إنتاج أفضل ما يمكن. واستشهد الرئيس بمقولة الموسيقار محمد عبد الوهاب "التراث هو التاريخ والمعاصرة هي الحاضر، ولا يمكن أن ننفصل عن تاريخنا بينما نحن نصنع حاضرنا".
ولعل أهم ما قدم في الاحتفال من الأعمال الفنية هو أول عروضه الذي قدم كل من محمد عبد الوهاب وعبد الحليم وشادية في صور مجسمة ناطقة بالحجم الطبيعي مأخوذة من أفلام سابقة ظهرت في وسط المسرح يغنون أغانيهم المشهورة، ويشاركهم الغناء مجموعات حقيقية من الكورال على الجانبين .. صورة حية مبهرة جمعت بين الخيال والواقع وبين الماضي والحاضر في آن واحد بفضل إبداع المخرج والمصور
ومع هذه الإشارة الهامة يبدو أن موجة فنية حضارية جديدة على وشك غسل وجه الفن العربي وإعادته للنشاط ..
وأثار إعجاب الفنانين في ليلة الافتتاح كلمة ألقاها الرئيس أشاد فيها بدور الفن التاريخي وأهميته في صنع الحضارة، وأظهر اهتماما جادا ليس فقط بتكريم الفن وأهله وإنما بصناعة الفنون وضرورة استخدام التقنية الحديثة في إنتاج أفضل ما يمكن. واستشهد الرئيس بمقولة الموسيقار محمد عبد الوهاب "التراث هو التاريخ والمعاصرة هي الحاضر، ولا يمكن أن ننفصل عن تاريخنا بينما نحن نصنع حاضرنا".
ولعل أهم ما قدم في الاحتفال من الأعمال الفنية هو أول عروضه الذي قدم كل من محمد عبد الوهاب وعبد الحليم وشادية في صور مجسمة ناطقة بالحجم الطبيعي مأخوذة من أفلام سابقة ظهرت في وسط المسرح يغنون أغانيهم المشهورة، ويشاركهم الغناء مجموعات حقيقية من الكورال على الجانبين .. صورة حية مبهرة جمعت بين الخيال والواقع وبين الماضي والحاضر في آن واحد بفضل إبداع المخرج والمصور
ومع هذه الإشارة الهامة يبدو أن موجة فنية حضارية جديدة على وشك غسل وجه الفن العربي وإعادته للنشاط ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق