كلاسيكيات الموسيقى العربية * أرشيف * استماع *  تحميل *  نقد فنى *  تحليل موسيقى* أفلام * صور *  تسجيلات * كلاسيكيات الموسيقى العربية
كلاسيكيات الموسيقى العربية * الخمسة الكبار * سيد درويش * محمد القصبجى * زكريا أحمد * محمد عبد الوهاب * رياض السنباطى * نجوم الغناء العربى * أم كلثوم * عبد الوهاب * فيروز * عبد الحليم * ألحان التراث * موشحات * قصائد * أدوار * كلاسيكيات الموسيقى العربية

السبت، 15 سبتمبر 2018

سيد درويش 2018

سيد درويش 95 عاما على الرحيل 
ذكرى 15 سبتمبر 1923 
في مثل هذا اليوم قبل 95 عاما رحل فنان الشعب سيد درويش عن الدنيا تاركا ثروة هائلة من الكنوز الفنية التي أثرت حياة الشعب وشكلت وجدانه لعشرات السنين. وهو قد صنع كل ذلك خلال ست سنوات فقط فقد بدأ مشواره الفني بالقاهرة عام 1917 وعمره 25 عاما لا غير 

لم يكن رحيل سيد درويش المفاجئ عام 1923 حدثا عاديا، فقد اكتشف الناس أنهم فقدوا موهبة فذة وعبقرية نادرة، فقدوا من منحهم الهوية والبوصلة وسط عواصف عاتية أتت بعد سنوات طويلة من فقدان الكينونة تحت سيطرة الغزاة .. تنبه شعب مصر إلى أن سيد درويش لم يكن مجرد فنان بل كان قائدا في ثورة كبرى ليس فقط ضد المحتل بل ضد كل من تسلط على الشعب داخل الوطن وقسمه إلى طوائف وطبقات وأغنياء وفقراء وحكام ومحكومين.

لم تكن الموسيقى عند سيد درويش مدخلا إلى التسلية والترفيه وإنما إلى التمدين والترقي وإقرار حقوق الإنسان وأولها التمسك بهويته وأصوله التاريخية التي قامت عليها أعظم الحضارات

خاطب سيد درويش وجدان الشعب وجعل الناس يلتفون حول فنه يشاركونه نفس اللغة ونفس المشاعر فتوحدوا بسرعة البرق في شعور وطني شكل مدا هائلا لبحر عظيم جرف أمامه كل القيم الفاسدة والأفكار الغريبة فلم يبق على شواطئه غير الراقي والأصيل

*
لم ينتبه أحد إلى وفاة سيد درويش يوم رحيله، فقد كان الجميع مشغولا بعودة زعيم ثورة 1919 سعد زغلول من المنفى في نفس اليوم، وأعد سيد درويش نفسه لاستقبال الزعيم في ميناء الإسكندرية لكن القدر لم يمهله فتوفي بمجرد وصوله للإسكندرية قادما من القاهرة فجر ذلك اليوم. 

وأول من انتبه إلى صدمة رحيل فنان الشعب في عز ثورته كان مثقفو الأمة ومفكروها، فرثاه شعرا أمير الشعراء أحمد شوقي الذي أنشد من شعره "بني مصر مكانكمو تهيأ"، كما رثاه عباس العقاد بقصيدة رائعة، وكذلك رائد شعر العامية بديع خيري وأمير الزجل بيرم التونسي. اختلطت في القصائد مشاعر التقدير بمشاعر الأسى والحزن، لكن الأهم أن هذا الرثاء قد خط علامة كبرى حول فن سيد درويش وقيمته التي احترمها عقلاء الأمة.

أشعار في رثاء سيد درويش 
يقول شوقي
أيها الدرويش قم بث الجوى    واشرح الحب وناجي الشهداء
اضرب العود نفسه أوتاره       بالذي يهوى وتنطق ما تشـاء
حرك الناي ونح في غابه          وتنفس في الثقوب الصعداء
واسكب العبرة في أعماقه            من تباريح وشجوٍ وعزاء
ويقول العقاد
وإذا المسارح راجعت أيامها          لاذت بفرد منه لا يتكرر
قالوا تفرنج بالغناء وإنما               هو مؤثر في الفن لا متأثر
عرف الأغاني واللحون كما جرت   في عرف من نطقوا بهن فعبّروا
أمم إذا غنت فليس غناؤها             لغو المجانة بل معان تؤثر
وقال بديع خيري
كانوا بيفتكروا انهم ح يعوضوك      والزمان يسمح ويوجد لك مثيل
لما خاب الظن خالص والتقوك       شئ ما يتعوضشي فى الدهر الطويل
النهارده الكل قاموا يخلدوك                 والحقيقه لو لقوا عنك بديل
كانوا يا سيد يا درويش أهملوك         إلا ان الفضل فضل المستحيل
الأساس اللى انت ياسيد بانيه         واللى فيه أفنيت شبابك من زمان
لسه مالقاش من يتمّه ويواليه           بعد منك واللى يؤسف له كمان
ان قبرك اللى فاضت الروح فيه      ما عرف له حد مطرح أو مكان
واهو ده آخر مجازاة النبيه            عندنا في الشرق قولة كان وكان
وكتب أيضا
جيت ابوسك ياتراب اسكندريه      ليّ في أرضك فقيد غالي عليّ
اسمه سيد و السيادة فيه مزية        للتفوق و النبوغ و العبقرية
وقال بيرم التونسي
اتعد يومك واتحسب         من مهرجانات الأدب
فيه القصايد والخطب       ترتد لك مطنطنة
يومك مخلد للأبد            والناس عيشتها بالمُدد
ربك خالقهم للهدد           وإنت خالقك للبنا
والناس بتبنى مجدها        لكن لها ولنسلها
كنا همل بين الأمم          لولا الهرم والكام صنم
خليتنا ننطق بالنغم          ونقول لهم مين زينا
ونقول لهم ببغددة            في الفن مصر السيدة
مايكونش أحسن من كده   أنغام وروح متلحنة
آهات كثيرة سمعتها        وانت عشقت وقلتها
تعدى ظهور سيد درويش حيز الشخص والشخصية، إذ أن دوره في تحديث الحركة الفنية والاجتماعية والسياسية في مصر ترامت أصداؤه إلى عقود طويلة وحتى اليوم، ولعل أهم نتائجه تتابع ظهور الفنانين المبدعين الرواد مثل محمد القصبجي وزكريا أحمد محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي. وهم على قدر قيمتهم وقاماتهم جميعا قائلون بأنهم قد خرجوا من عباءة سيد درويش وساروا على خطاه، وأنه الرائد الأول الذي بفضله استعادت الأمة هويتها والمجدد الذي فتح أبواب التحديث للجميع كما فتح أبواب الأمل في مستقبل أفضل، د أسامة عفيفي، سيد درويش في ذكراه الخامسة والتسعين 
عاش سيد درويش 31 عاما فقط وقدم معظم أعماله في السنوات الست الأخيرة من عمره. ما معنى هذا الآن؟ ما معنى هذا وقد أصبح الإنسان في مجتمعاتنا يبدأ حياته بعد الثلاثين وأحيانا بعد الأربعين؟ معناه ببساطة أننا إن لم نلتفت إلى مواهب أبنائنا وهم في العشرينات فربما نفقد مواهبهم للأبد. ولا تقتصر مواهب الشباب على الفن والموسيقى، فهناك مئات من المجالات التي تحتاج شعوبنا فيها إلى التفكير والتحديث، فلعلنا ننظر في ذلك قبل فوات الأوان 
روابط 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق