كلاسيكيات الموسيقى العربية * أرشيف * استماع *  تحميل *  نقد فنى *  تحليل موسيقى* أفلام * صور *  تسجيلات * كلاسيكيات الموسيقى العربية
كلاسيكيات الموسيقى العربية * الخمسة الكبار * سيد درويش * محمد القصبجى * زكريا أحمد * محمد عبد الوهاب * رياض السنباطى * نجوم الغناء العربى * أم كلثوم * عبد الوهاب * فيروز * عبد الحليم * ألحان التراث * موشحات * قصائد * أدوار * كلاسيكيات الموسيقى العربية

الجمعة، 28 فبراير 2020

سماعي بياتي إبراهيم العريان

سماعي بياتي إبراهيم العريان
أشهر سماعي في الوسط الموسيقي العربي وأفضل السماعيات تعبيرا عن الموسيقى العربية الكلاسيكية، وسجل على اسطوانة عام 1938 
يشير عنوان السماعي، إلى طريقة تسمية المقطوعات الموسيقية التقليدية حيث يتكون العنوان من اسم القالب أو الشكل الموسيقي "سماعي" ثم اسم المقام أو السلم الموسيقي ثم اسم صاحب أو مؤلف المقطوعة كما في نظام التسمية الغربي، مثلا سماعي بياتي إبراهيم العريان، سماعي راست القصبجي، وهكذا ..
تكوين السماعي 
يتألف السماعي عادة من 3 حركات أو "خانات" بعد مقدمة قصيرة و"تسليم" يكرر بين الخانات
وتستخدم السماعيات ميزان أو إيقاع "السماعي الثقيل" 10/8 دائما، وهو مكون من عشرة أزمنة كل منها نصف وحدة زمنية صغيرة (كروش)، وعادة يستخدم ميزان 3/8 السريع في آخر خانة
سماعي بياتي إبراهيم العريان

تطور السماعي
يشترك السماعي مع قوالب أخرى في مجموعة تنتمي إليها كل المقطوعات الكلاسيكية على الطريقة القديمة في تأليف الموسيقى البحتة التي لا يصاحبها غناء. منها البشرف، اللونجا، المقدمة، الدولاب، التحميلة، التقاسيم 
ورغم أن تلك القوالب ترجع في جذورها إلى المدرسة التركية إلا أنه تم تطويعها للذوق العربي من قبل المؤلفين العرب بطريقة جعلتها تفقد طابعها التركي لتأخذ مذاقا عربيا خالصا
أهم التغييرات التي لحقت بالموسيقى التركية الطابع استخدام نغمة ثلاثة أرباع التون العربية التي تقع في منتصف المسافة تماما بين ترددي نغمتين متتاليتين البعد بينهما تون ونصف، مكان مايسمى بربع التون التركي الذي لا يتوسط تلك المسافة، وإهمال التفاصيل التركية للنغمات بصفة كلية. لاقى هذا التغيير قبولا كبيرا لدى الجمهور العربي الذي يعود استخدامه للربع تون الطبيعي إلى جذور تاريخية قبل الدولة العثمانية
كان بعض مؤلفي هذا النوع من الموسيقى معاصرا لفترة سيادة الفن التركى فجاءت موسيقاهم ذات صبغة تركية وإن استخدمت المقامات العربية. البعض الآخر من الموسيقيين المخضرمين نشط في الثلاثينات والأربعينات ووضعوا موسيقى أقرب كثيرا للذوق العربي وإن كانت على نفس النمط القديم من ناحية الشكل

لكن مع التقدم في القرن العشرين شهدت الموسيقى العربية تطورا كبيرا ولم تعد تتحمل قيود النظام الموسيقي التركي الصارمة، وبالفعل قام محمد عبد الوهاب بكسر هذه القوالب عام 1933 عندما قام لأول مرة بوضع موسيقى حرة لا تتقيد بشكل معين، وأبقى عليها قيدا واحدا من عنده هو اسم المقطوعة. 
كانت هذه الثورة امتدادا طبيعيا لمدرسة سيد درويش التعبيرية في الموسيقى، فأصبح التعبير عن موضوع أو موقف له الأولوية بدلا من الموسيقى البحتة التي تهدف أساسا إلى تصوير الصنعة الجيدة والزخرفة العالية دون وجود موضوع معنوي. واستمرالنحو الجديد إلى يومنا هذا، وقل استخدام القوالب القديمة حتى كادت تنقرض إلا من الأوساط الأكاديمية

ورغم ذلك تظل هذه القوالب التقليدية محك الإجادة بين المؤلفين والعازفين حيث يتبارون جميعا في قالب موحد وبالتالي يتيح مقارنة الأعمال والأداء، بعكس الأعمال الحرة التي لا يمكن مقارنتها بمعايير دقيقة نظرا لاختلاف عناصر تكوينها
المؤلف
يعد إبراهيم العريان (1892- 1953) اسما كبيرا في الموسيقى العربية دون شك، ولا يوجد دارس موسيقى إلا وتعلم عزف هذا السماعي الذي يعتبر بحق من أفضل السماعيات على الإطلاق

كان إبراهيم العريان عازف قانون من الطراز الأول، لكنه أضاف إلى عزفه البارع موهبة أصيلة في التأليف الموسيقي لم يستطع أحد منافستها، حتى أن هذا السماعي الذي يحمل اسمه لاقى إعجابا كبيرا وشعبية واسعة لدى الجمهور فضلا عن الدارسين، ويكاد يكون السماعي الوحيد الذي جرى تقديمه في افتتاح الحفلات العامة بصفة منتظمة في الأربعينات والخمسينات والستينات وعزفته عشرات الفرق. والمدهش أن "اللازمة" الموسيقية في سماعي العريان ظهرت كما هي في ألحان عديدة لكثير من الملحنين حتى الكبار منهم
ولد إبراهيم العريان عام، 1892 وهو نفس العام الذي ولد فيه سيد درويش، ورحل عام 1953 عن 61 عاما بعد أن ترك بصمة واضحة على مسار الموسيقى العربية

في الأربعينات من القرن العشرين قام إبراهيم العريان بتدريس القانون بمعهد الموسيقى العربية بالإسكندرية الذي كان يديره الفنان عباس جمجوم، وهو عازف قانون أيضا. في تلك الفترة زامله الفنان السكندري محمد عفيفي الذي كان يقوم بتدريس العود والمقامات بنفس المعهد، وهو الذي كتب نوتات جميع مؤلفات إبراهيم العريان. 

ويقول عنه محمد عفيفي إنه كان فنانا موهوبا حساسا بالإضافة إلى براعته في عزف القانون، حتى أنه فقط لو "خربش" على الأوتار يصدر أنغاما رائعة تأسر قلوب السامعين. ويسرنا أن ننشر هنا تسجيلا يذاع لأول مرة للأستاذ محمد عفيفي يتحدث عن موهبة إبراهيم العريان
روابط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق