المدرسة التعبيرية
كان سيد درويش يحمل في عقله اتجاهات جديدة نتجت من دراسته لموسيقى الشرق والغرب ، ووجد في المسرح الغنائى وسيلة وفرصة ذهبية للوصول إلى هدفه الذي لم يطمح إليه موسيقى من قبل، وهو التعبير الموسيقي عن مدلول النص .. إنه يطمح ، كما صرح فيما بعد ، إلى أن يضع موسيقى يفهمها الإنسان فى أي مكان عابرا حواجز اللغة والجغرافيا ، إنه يعجب من إمكانه تذوق واستيعاب الموسيقى الأوربية ، ويتمنى لو أن باستطاعة الإيطالي والألماني والفرنسي تذوق موسيقى الشرق
لم تكن الموضوعات التي اشتهر سيد دوريش بتلحينها في مسرحه كألحان الطوائف والألحان الشعبية غير مطروقة في وقته، فقد ظهرت في مسرح الخلعي وداود حسني. ولم تظهر فئة كتاب جديدة فجأة ليلحن لها سيد درويش ، بل العكس هو الصحيح لقد ظهر سيد درويش فجأة لكتاب المسرح الغنائي الذي كان منتشرا ولم يأت به سيد درويش لكنه أحبه. من أقوى الدلائل على ذلك تشابه بعض موضوعات بل وعناوين ألحان كامل الخلعي وسيد درويش المسرحية (راجع قائمة أعمال الخلعي المسرحية في مقال سابق)
إذاَ ما الذى خص موسيقى سيد درويش بهذا التفرد كاتجاه جديد قلب الأوضاع الموسيقية كلها ، قطعا لم تكن النصوص والموضوعات هي السبب
كان الجديد الذي جعل المخرجين والكتاب وأصحاب الفرق يتبارون في السبق إلى تقديم ألحان سيد درويش هو ذلك السحر الجديد المتمثل في شعور الجمهور ، وهم منهم ، بأن الموسيقى الجديدة ليست مجرد تنغيم أو توقيع ، إنها تكاد تنطق بالمعنى ، تصوره تصويرا دقيقا مخلصا ، فلا سرعة في كلمات حزينة ، ولا بطء مع كلمات مرحة ، ولا صياح في نص غزلي ولا رقة في نص حماسي وهكذا ، تتدفق الصور الموسيقية كما تتدفق معاني الكلمات ، لنستمع إلى لحن الوصوليين كنموذج لأسلوب المدرسة التعبيرية
كان الجديد الذي جعل المخرجين والكتاب وأصحاب الفرق يتبارون في السبق إلى تقديم ألحان سيد درويش هو ذلك السحر الجديد المتمثل في شعور الجمهور ، وهم منهم ، بأن الموسيقى الجديدة ليست مجرد تنغيم أو توقيع ، إنها تكاد تنطق بالمعنى ، تصوره تصويرا دقيقا مخلصا ، فلا سرعة في كلمات حزينة ، ولا بطء مع كلمات مرحة ، ولا صياح في نص غزلي ولا رقة في نص حماسي وهكذا ، تتدفق الصور الموسيقية كما تتدفق معاني الكلمات ، لنستمع إلى لحن الوصوليين كنموذج لأسلوب المدرسة التعبيرية
لحن الوصوليين / عشان ما نعلا / مقام ري ماجير
لحن سيد درويش / كلمات بديع خيري
برع سيد درويش كذلك في تشخيص الشخصيات المسرحية بأداء خاص يعبر عن كل شخصية فالوالي له طريقة في الكلام وكذلك الفلاح والعسكري والصنايعي والعربجي والجرسون ، كذلك السوداني والمغربي والشامي والرومي إلى آخره .. ساعده فى ذلك أن النصوص المكتوبة لهذه الفئات كتبت بلهجات أصحابها واصطلاحاتها المهنية الخاصة ، وأخلص سيد درويش لكل هذا وأسمع الناس كيف لو غنى هؤلاء أو هؤلاء يشعر السامع على الفور ليس فقط بالصورة العامة للشخصيات بل بأدق تفاصيلها
بلغ من مهارة سيد درويش في هذا أنه استطاع التعبير باللحن عن الشخصية أو الطائفة بحيث يمكن للسامع أن يتخيل صورهم حتى لو لم يشاهدها ، ويتصورها فى كافة المواقف كما لو كان يراها ، هذا النوع من الدراما الموسيقية لم يكن معروفا قبل سيد درويش
د.أسامة عفيفى ، نتابع فى المقال القادم
شكرا دكتور على هذا العمل للسيد درويش و ما جلب انتباهي فيه كيفية تطعيم هذا اللحن التعبيري اللذي اختار له مقام الماجور على الدوكاه بجمل على الا مينور زادت اللحن جمالا .
ردحذف