عودة الغناء الفردي - عصر المطربين
لا يمكن تقييم أحوال الفن بمعزل عن أحوال المجتمع وما يجري فيه وما يتعرض له
انخرط مسرح سيد درويش بالذات في مواجهة كبرى مع مشاكل مجتمعه وغاص في أغوار مسائل شائكة في السياسة والحكم والاقتصاد وحقوق الإنسان والهيمنة الأجنبية، فجذب أعداء كما جذب الأصدقاء ، وحاولت قوى السلطة والاحتلال محاربته لكن تياره الجارف كان جزءا من ثورة شعبية كبرى بدأت عام 1919 لم تتوقف إلا في عام 1923
فى ذلك العام توقفت الثورة بثلاث تطورات حاسمة
1. عودة زعيم الثورة من المنفى
2. إصدار دستور 1923
3. وفاة سيد درويش
من هنا جرى تهدئة وتهذيب كل شيء ، واستغلت وفاة سيد درويش في طمس كل ما كان يقدمه من فن ارتبط بمقاومة الظلم الاجتماعي والقهر السياسي
نقول هنا أن المسرح الغنائي بدأ قبل سيد درويش واستمر بعده أيضا على يد الشيخ زكريا أحمد الذى لحن أكثر من 60 أوبريت لكن موضوعه اختلف ، حيث اختفت النصوص الجادة والنقدية والأعمال الجماعية وحل محلها فنون التسلية
جاءت السينما كوريث طبيعي للمسرح وأداة أكثر قدرة على الانتشار لكن الأفلام الغنائية كرست كلها للأغنية الفردية
دور أحب اشوفك - محمد عبد الوهاب 1928
في مؤتمر القاهرة للموسيقى العربية عام 1932 ، تسع سنوات من وفاة سيد درويش ، تم إعلان الفنان محمد عبد الوهاب ملكا غير متوج على عرش الفن بإهدائه لقب "مطرب الملوك والأمراء" ، بهذا تمت السيادة الكاملة لعصر المطربين وأسدل الستار على ما كان يقدم قبله من فن سواء منه القديم المنحدر من القرن التاسع عشر أو الحديث الذى أدخله سيد درويش
نتيجة ذلك حدثت تغيرات كبيرة في أشكال الموسيقى والغناء السائدة حتى أن بعضها قد اختفى تدريجيا مثل قالب الدور وقوالب الموسيقى البحتة ولم يعد للمسرح الغنائي نفس النشاط. في نفس الوقت انتشرت أشكال جديدة مثل المونولوج والديالوج والأغنية الحديثة
إلى جانب عبد الوهاب شارك صعود نجم أم كلثوم في عودة الغناء الفردي لقيادة المسيرة الفنية يساندها أفضل ملحني العصر وهم محمد القصبجي ، زكريا أحمد ورياض السنباطي.
وإن كنا نشير في عصر المطربين الأول بقيادة عبده الحامولي وسلامة حجازي وصالح عبد الحي إلى سيطرة المطرب التى تراجعت بظهور المسرح الغنائي، من الناحية الفنية، إلى قيادة الفرقة والتمتع بالحرية في الارتجال والإضافة داخل الألحان على حساب استقلال الملحن، فقد أضاف المطربون هذه المرة سيطرتهم على الملحن نفسه بسطوة المال متمثلة في الأجور أو قيمة شراء الألحان كما أصبح بإمكانهم تشغيل الملحنين أو الاستغناء عن خدماتهم مما أضر كثيرا بالحركة الفنية عموما ، تمثل هذا الضرر في:
1. اختزال أشكال التعبير الموسيقي إلى شكل واحد في النهاية هو الأغنية الفردية ، ثم الدخول في نوع من التسابق الغنائي بين المطربين على هذا الشكل الوحيد
2. تراجع دور الملحن إلى درجة التجاهل أو النسيان أو المقاطعة ، ولأن الملحن هو المبدع الموسيقي الحقيقي فقد أدى هذا التراجع إلى قصر مجالات الإبداع على إرضاء المطرب الفرد
3. تدهور المسرح الغنائي وفقدانه جمهوره
4. تراجع موسيقى الأوركسترا أمام موسيقى التخت
5. نشأة جيل جديد من الفنانين مثل عبد الحليم حافظ وكمال الطويل والموجي وفريد الأطرش ومحمد فوزي وغيرهم يرى في الأغنية الفردية مثلا وهدفا مع تجاهل الفنون الموسيقية الأخرى كالموسيقى المسرحية والتعبيرية والموسيقى البحتة
6. كساد نشاط المؤلف الموسيقي
إلى جانب عبد الوهاب شارك صعود نجم أم كلثوم في عودة الغناء الفردي لقيادة المسيرة الفنية يساندها أفضل ملحني العصر وهم محمد القصبجي ، زكريا أحمد ورياض السنباطي.
وإن كنا نشير في عصر المطربين الأول بقيادة عبده الحامولي وسلامة حجازي وصالح عبد الحي إلى سيطرة المطرب التى تراجعت بظهور المسرح الغنائي، من الناحية الفنية، إلى قيادة الفرقة والتمتع بالحرية في الارتجال والإضافة داخل الألحان على حساب استقلال الملحن، فقد أضاف المطربون هذه المرة سيطرتهم على الملحن نفسه بسطوة المال متمثلة في الأجور أو قيمة شراء الألحان كما أصبح بإمكانهم تشغيل الملحنين أو الاستغناء عن خدماتهم مما أضر كثيرا بالحركة الفنية عموما ، تمثل هذا الضرر في:
1. اختزال أشكال التعبير الموسيقي إلى شكل واحد في النهاية هو الأغنية الفردية ، ثم الدخول في نوع من التسابق الغنائي بين المطربين على هذا الشكل الوحيد
2. تراجع دور الملحن إلى درجة التجاهل أو النسيان أو المقاطعة ، ولأن الملحن هو المبدع الموسيقي الحقيقي فقد أدى هذا التراجع إلى قصر مجالات الإبداع على إرضاء المطرب الفرد
3. تدهور المسرح الغنائي وفقدانه جمهوره
4. تراجع موسيقى الأوركسترا أمام موسيقى التخت
5. نشأة جيل جديد من الفنانين مثل عبد الحليم حافظ وكمال الطويل والموجي وفريد الأطرش ومحمد فوزي وغيرهم يرى في الأغنية الفردية مثلا وهدفا مع تجاهل الفنون الموسيقية الأخرى كالموسيقى المسرحية والتعبيرية والموسيقى البحتة
6. كساد نشاط المؤلف الموسيقي
د. أسامة عفيفى ، نتابع فى المقال القادم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق