مقام حجاز - إيقاع أقصاق 8/9
موشح ما احتيالي - غناء نادرة
ما احتيالي يا رفاقي في غزال
علم الغصن التثني حين مال
ذبت وجداً وهو عني معرض
لستُ أدري هو تيه أم دلال
ينسب لحن "ما احتيالي" إلى أبي خليل القباني الدمشقي (1833 - 1903)، من أوائل رعاة المسرح الغنائي وصاحب عدة موشحات، وهو من أشهر الموشحات وغناه مطربون من عدة أقطار عربية خاصة في الشام ومصر
اللحن
1. لحن مميز للغاية، رغم قصره، من مقام الحجاز الشرقي الأصيل
2. لحن متكرر في الأبيات الأول والثاني والرابع من مقام الحجاز
3. يختلف اللحن قي البيت الثالث الذي يبدأ بمقام شاهناز ويختتم بالحجاز
4. أضيفت زوائد لفظية ملحنة "يالاللي أمان" بين البيتين الثالث والرابع. وهي إضافات موجودة في معظم تسجيلات الموشح لمختلف المطربين، لكنها ليست من صميم لحن الموشح بمعنى أنها إذا حذفت لا تؤثر على اللحن، مقارنة بمثلها في موشحات أخرى حيث تدخل في تركيب اللحن الأساسي، وهي مقتبسة من اللحن الأندلسي الشهير "ياليل الصب متى غده"، وإن اختلف الإيقاع
5. يتشابه لحن الشطرة الأولى في كل الأبيات ماعدا الثالث
6. يتشابه لحن الشطرة الثانية في البيت الأول مع نظيرتها في الثالث وفي البيت الثاني مع الرابع، وبهذا يكون الملحن قد وضع "خريطة" لحنية للموشح فيها بعض من التماثل وبعض من التقابل وكأنه يرسم لوحة أو تشكيلا هندسيا للعمل كله
الإيقاع
يتألف إيقاع أقصاق من وحدة زمنها 9 كروشات (كروش = 8/1 الزمن الكامل)، ويكتب 8/9. وهو في الأساس زمن ثلاثي مثل الفالس تمت مضاعفته 3 مرات، وهو من الموازين القابلة للتشكل مع الاحتفاظ بزمن الوحدة الزمنية
الأداء
نستمع إلى موشح "ما احتيالي" في تسجيل بصوت المطربة نادرة أمين، وهي من نجوم الطرب في ثلاثينات القرن العشرين، ويضاهي صوتها أفضل الأصوات حينئذ مثل فتحية أحمد وأم كلثوم
1. إجادة فائقة ووضوح تام في الدرجات العليا مقابل خفوت بعض مخارج الألفاظ كلما هبط اللحن إلى ما دون درجة الركوز، وهو خفوت غير متوقع عند أداء المقام في طبقته الطبيعية، ويستطيع معظم المغنين أداءه بسهولة فكيف بمطربة في مصاف النجوم؟
2. السبب في هذا الأداء هو تخفيض طبقة الصوت درجتين كاملتين عن ركوز المقام الطبيعي (دوكاه/ ري)، أي ان المقام أصبح مصورا على درجة العجم عشيران (سي بيمول) والغرض كان تفادي الغناء في منطقة الجوابات العليا التي تصل إلى جواب الجهاركاه (جواب فا) وما بعدها (فا الزائدة/ دييز) ويصعب عندها التحكم في الصوت بل ربما مجرد إصداره، وهو أسلوب متبع عند معظم المطربين
3. جاء تخفيض الطبقة على حساب الإجادة في منطقة القرارات التي ينخفض فيها اللحن إلى درجة اليكاه (صول قرار) بعد التصوير، وهي منطقة أيضا يصعب التحكم فيها
4. يرجع السبب في أخطاء كهذه عادة للملحن الذي يجب عليه دراسة صوت المغني وإمكانياته، خاصة مساحة الصوت، لكن في هذه الحالة الملحن بريء لأنه لم يضع اللحن لهذه المطربة بعينها، بل إنهما لم يتقابلا أصلا، هكذا أصبح الخطأ عائدا عليها. هذا لا يعني قلة كفاءة أو قلة جودة إنما هو أمر يتعلق بمساحة الصوت البشري التي تختلف من إنسان إلى آخر، وكان يمكنها تجنب غناء هذا اللحن بالذات. فيما عدا ذلك فالأداء من أجمل ما يكون
روابط
فن الموشحات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق