كلاسيكيات الموسيقى العربية * أرشيف * استماع *  تحميل *  نقد فنى *  تحليل موسيقى* أفلام * صور *  تسجيلات * كلاسيكيات الموسيقى العربية
كلاسيكيات الموسيقى العربية * الخمسة الكبار * سيد درويش * محمد القصبجى * زكريا أحمد * محمد عبد الوهاب * رياض السنباطى * نجوم الغناء العربى * أم كلثوم * عبد الوهاب * فيروز * عبد الحليم * ألحان التراث * موشحات * قصائد * أدوار * كلاسيكيات الموسيقى العربية

الجمعة، 27 ديسمبر 2024

يا من لعبت به شمول - قصيدة أم موشح؟

يا من لعبت به شمول - قصيدة أم موشح؟
مقام راست - إيقاع ثلاثي / رباعي


يا من لعبت به شمول - فرقة الموسيقى العربية - إيقاع ثلاثي / دارج / سربند
*************************
يا من لعبت به شمول - نور الهدى - إيقاع رباعي / مصمودي
يا مَن لَعِبَت بِهِ شَمولٌ     ما أَلطَفَ هَذِهِ الشَمائِل
نَشوان يَهُزُّهُ دَلالٌ       كَالغُصنِ مَعَ النَسيمِ مائِل
لا يُمكِنُهُ الكَلامُ لَكِن         قَد حَمَّلَ طَرفَهُ رَسائِل
ما أَطيَبَ وَقتَنا وَأَهنى      وَالعاذِلُ غائِبٌ وَغافِل

 
هناك عدة التباسات في هذه القصيدة سنأتي إلى كشف غموضها في السطور التالية
1. هل هي قصيدة أم موشح؟
2. هل النص أندلسي الأصل؟
3. هل كلمة شمول بفتح الشين أم بضمها؟
4. هل الإيقاع ثلاثي أم رباعي؟ 

1. النص / قصيدة أم موشح؟
هناك بعض الخصائص التي تشير إلى كون النص شعرا غير موشح
  • نص بالعربية الفصحى لا يدخله ألفاظ دارجة 
  • نص طويل يجاوز طول الموشحات
  • يحافظ على نفس البحر والوزن
  • قافية واحدة لكل الأبيات
من ناحية أخرى هناك سمات تشبه سمات الموشحات ومن هنا حدث الخلط
  • الموضوع في الغزل (مشترك)
  • مفردات شبيهة بمفردات الموشحات
  • الأبيات المغناة الأكثر شيوعا هي الأربعة الأولى فقط، أي نص قصير مثل الموشحات
  • استخدام الموسيقى اللفظية (زوائد لفظية حاملة للألحان، "يالا، يالاللي") كما في الموشحات
  • تشير إليها المراجع الموسيقية باعتبارها موشحا
2. هل النص أندلسي؟
تؤكد المراجع الأدبية أنها قصيدة مؤلفة من 17 بيتا من ديوان شعر بهاء الدين زهير/ العصر الأيوبي/ مصر 1185 - 1258م. عاصر البهاء زهير القرن الثالث عشر الميلادي، أوج دولة الأندلس، لكنه لم يكن من شعرائها، بل أقام في مصر في في العصر الأيوبي مقربا من الملك الصالح نجم الدين أيوب الذي حكم من 1240م إلى 1249م 

3. كلمة "شمول" 
  • ينطق لفظ "شمول"، ويكتب، أحيانا بفتح الشين وأحيانا بضمها
  • يختلف معنى الكلمة باختلاف نطقها
  • شمول بضم الشين تعني رياح شمالية 
  •  شمول بفتح الشين تعني الخمر، وهو معنى يتوافق مع المفردات القريبة مثل "لعبت به"، "نشوان"، و"سكر"، مما يجعله الأقرب للمعنى المراد
4. اللحن والإيقاع
1. مقام راست
2. لحن ذو مقام وحيد لا يخرج عنه
3. التكوين اللحني: يتألف اللحن من عنصرين:
  • لحن البيت الأول مكون من 3 جمل ويتكرر في جميع الأبيات
  • موسيقى لفظية تتكرر بين الأبيات وتختم بتكرار الشطرة الثانية من كل بيت
4. توجد نسخ مغناة من هذه القصيدة متشابهة في اللحن ومختلفة في الإيقاع. معظمها بإيقاع ثلاثي (دارج 4/3) وبعضها بإيقاع رباعي (4/4) مثل تسجيل نور الهدى
5. الفرق بين الإيقاعين زمن واحد، حيث تستغرق الشطرة 8 أزمنة في الرباعي و9 أزمنة في الثلاثي، بإضافة زمن غير مغنى (إيقاع فقط)
6. لبحث صواب أو خطأ أحد اللحنين يجب الرجوع إلى النص لبحث تفاعيله
  • سنجد النص مبني على زمن رباعي ولا خطأ في تربيع الإيقاع
  • وسنكتشف أن تثليث الإيقاع قد نتج عن إضافة زمن غير مغنى لكل شطرة كما أشرنا لصياغة لحن يوافق الإيقاع الثلاثي، ولا خطأ في ذلك أيضا
  • لكن هذا الفرق الصغير يعطي اللحن ميزة عند الأداء على إيقاع ثلاثي، وهي الفصل بين غناء الشطرات، لأنها ستغنى متلاحقة بالإيقاع الرباعي دون أي فواصل لتنظيم الأداء 
  •  يلاحظ تأخر الإيقاع في تسجيل نور الهدى بداية من الفقرة الثانية لكنه خطأ "تنفيذ" وليس خطأ "تربيع" الإيقاع، ناتج عن زمن صغير زائد في نهاية الفقرة الأولى، وتكرر في باقي الفقرات
7. حيث لا توجد مرجعية تثبت شخصية الملحن أو أقدمية أحد اللحنين فلا يمكن الجزم بأصالة أحدهما واعتبار الآخر معدلا
8. هكذا تبدو المسألة رؤية فنية أكثر منها مسألة صواب وخطأ، وهذا وارد في جميع الفنون بما فيها الموسيقى
الخلاصة
1. النص قصيدة وليس موشحا
2. النص ليس أندلسيا ، وبالتالي ليس اللحن أندلسيا
3. كلمة شمول بفتح الشين
4. اللحن واحد، وكلا الإيقاعين جائز، الثلاثي والرباعي، مع تفضيل الثلاثي لأداء أفضل


القصيدة الكاملة
يا مَن لَعِبَت بِهِ شَمولٌ    ما أَلطَفَ هَذِهِ الشَمائِل
نَشوان يَهُزُّهُ دَلالٌ      كَالغُصنِ مَعَ النَسيمِ مائِل
لا يُمكِنُهُ الكَلامُ لَكِن        قَد حَمَّلَ طَرفَهُ رَسائِل
ما أَطيَبَ وَقتَنا وَأَهنى     وَالعاذِلُ غائِبٌ وَغافِل


عِشقٌ وَمَسَرَّةٌ وَسُكرٌ            وَالعَقلُ بِبَعضِ ذاكَ ذاهِل
وَالبَدرُ يَلوحُ في قِناعٍ           وَالغُصنُ يَميلُ في غَلائِل
وَالوَردُ عَلى الخُدودِ غَضٌّ   وَالنَرجِسُ في العُيونِ ذابِل
وَالعَيشُ كَما نُحِبُّ صافٍ         وَالأُنسُ بِما نُحِبُّ كامِل
مَولايَ يُحَقُّ لي بِأَنّي          عَن مِثلِكَ في الهَوى أُقاتِل
لِيَ فيكَ وَقَد عَلِمتَ عِشقٌ           لا يَفهَمُ سِرَّهُ العَواذِل
في حُبِّكَ قَد بَذَلتُ روحي         إِن كُنتَ لِما بَذَلتُ قابِل
لي عِندَكَ حاجَةٌ فَقُل لي          هَل أَنتَ إِذا سَأَلتُ باذِل
في وَجهِكَ لِلرِضى دَليلٌ            ماتَكذِبُ هَذِهِ المَخائِل
لا أَطلُبُ في الهَوى شَفيعاً    لي فيكَ غِنىً عَنِ الوَسائِل
ذا العامُ مَضى وَلَيتَ شِعري  هَل يُرجِعُ لي رِضاكَ قابِل
ها عَبدُكَ واقِفٌ ذَليلٌ                بِالبابِ يَمُدُّ كَفَّ سائِل
مِن وَصلِكَ بِالقَليلِ يَرضى         الطَلُّ مِنَ الحَبيبِ وابِل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق