فن الرحبانية
عمل الأخوان عاصي ومنصور رحباني مع المطربة فيروز فى صمت لسنوات اجتهد الثلاثي خلالها من أجل تقديم فن جيد يراعى الذوق العربي من ناحية ويأخذ بشكل أو بآخر بأساليب الموسيقى الغربية
ولو أنها اتخذت شكلا عصريا، كانت النتيجة تجمع كم كبير من الأغنيات الفردية لفيروز، وهى تصنف كذلك حتى وإن تم تقديم بعضها من خلال عمل مسرحي، فاللحن المسرحي في الأصل يجب ألا يرتبط بمطرب معين
خصائص فن الرحبانية
1- الارتباط بالتراث الغنائي الشرقي
2- المزج بين موسيقى الشرق والغرب
3- الاهتمام بالأداء الموسيقي والتقني
4- إدخال التوزيع الموسيقي كلما أمكن
5- استخدام الأوركسترا الكامل كلما أمكن
6- الاهتمام بالكلمة كأساس للحن
7- استخدام اللهجة اللبنانية المحلية
8- استخدام الفولكلور المحلى اللبنانى
ويجدر أن نشير هنا إلى الفرق بين "تحديث الفن" و"فن التحديث"، والقصد أن عملية "التحديث" نفسها تستلزم أن تكون فنا بحد ذاته. ومعنى هذا أن مجرد إضافة أي شيء جديد لا يعتبر تحديثا حقيقيا إلا إذا مر بمرحلة "التجريب" أولا، والمحك بعد ذلك عند الجمهور والزمن.
الواقع أن الرحبانية قدموا كثيرا من عناصر التحديث في الموسيقى العربية، منها ما أشرنا إليه في العناصر السابقة، وهي الاهتمام بدقة الأداء والتوزيع والأوركسترا. فإذا نظرنا للأداء نجد أن الدقة سمة مميزة لمعظم أعمال الأخوين، وكما يقال مجازا فهي يمكن أن تقاس "بالمسطرة".
فيروز - وينن
التوزيع أيضا كان عنصرا فعالا أضاف واجهة مميزة لكثير من الأعمال، إلا أن ذلك لم يشمل كل شيء، حيث أن الألحان الشرقية ذات المقامات التي تستخدم "ربع التون" لم تدخل في الأعمال الموزعة. وهذا لا يخص الأخوين رحباني فقط وإنما هو ناتج أساسا عن عدم وضع قواعد علمية للتوزيع الهارموني للمقامات الشرقية حتى الآن. يمكن أن يضاف عنصر استخدام الأوركسترا الكامل إلى باب "الأداء" لكن هناك بعض الاختلاف. فالدقة يمكن أن تظهر في أعمال فنية لا تستخدم الأوركسترا بتاتا، أي يمكن إظهارها في أداء التخت الشرقي أو حتى عند أداء أعمال موسيقية لآلة واحدة.
لكن يدخل في الأداء الإشراف الجيد على الأوركسترا واختيار العازفين المهرة، وكذلك توظيف الآلات لخدمة التعبير دون اعتبار أهمية زائفة لعدد الآلات، واستخدام التقنيات الحديثة في تسجيل الألحان.
واستخدام الأوركسترا يفيد أكثر في حال وجود التوزيع الهارموني، بينما قد يتضخم حجم الأوركسترا دون فائدة كبيرة في الألحان غير الموزعة.
واستخدام الأوركسترا يفيد أكثر في حال وجود التوزيع الهارموني، بينما قد يتضخم حجم الأوركسترا دون فائدة كبيرة في الألحان غير الموزعة.
أجاد الأخوان رحباني استخدام تلك العناصر كلما سنحت الفرصة، أي بما يسمح به العمل من الناحية المقامية، أو من ناحية كونه لحنا مسرحيا يشترك في تقديمه مجموعات كبيرة من الأصوات.
ونود الإشارة هنا إلى إدخال الرحبانية لألحان غربية "كما هي" على الألحان الشرقية القابلة للتوزيع، مثلما حدث في لحن "أنا يا أنا" الذي تخلل لحن السيمفونية الأربعين لموتسارت، وألحان أخرى. على أن هذه التجربة، كما أشرنا من قبل في نقد فن الرحبانية، لا تدخل في باب التحديث، إذ أن التحديث يجب أن يستخدم العناصر الفنية دون الألحان نفسها
وبمناسبة الحديث عن الأوركسترا، من المناسب أيضا ذكر الاستخدام الجيد لبعض الآلات غير التقليدية في الموسيقى الشرقية مثل الأبوا والبيانو مما أضفى أجواء خاصة على الموسيقى الرحبانية.
وبمناسبة الحديث عن الأوركسترا، من المناسب أيضا ذكر الاستخدام الجيد لبعض الآلات غير التقليدية في الموسيقى الشرقية مثل الأبوا والبيانو مما أضفى أجواء خاصة على الموسيقى الرحبانية.
يبدو معظم الحديث هنا منصبا على فن الرحبانية وكأن عملية تحديث الفن قد ارتبطت بهما وحدهما، والمقصود أنه قد حدثت عملية تحديث نسبي في تلك الفترة من الزمان، السبعينات على التحديد، نسبة إلى ما كان سائدا وقتها. ولكن تحديث الموسيقى العربية "في المطلق" فقد بدأ في الحقيقة قبل ذلك بكثير على يد سيد درويش د.أسامة عفيفي، وللحديث بقية في هذه الحلقات عن "خصائص الموسيقى العربية المعاصرة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق