موسيقى وفاء
محمد عبد الوهاب
مقام نهاوند 1935
محمد عبد الوهاب
مقام نهاوند 1935
ما زلنا نتابع معا مؤلفات عبد الوهاب الموسيقية بترتيب زمني حسب وقت تأليفها حتى يتسنى لنا متابعة التطور التدريجي في تأليف المقطوعات الموسيقية وهو الشكل الذي ابتكره عبد الوهاب دون سابقة في الموسيقى العربية
ولأن بعض المقطوعات غير معروفة للجمهور يحتمل أن تنسب مقطوعات عبد الوهاب إلى غيره. لذلك نقول إنه من الصعب إثارة الجدل حول مؤلف موسيقى من نوع المقطوعات أنتجت في ذلك الوقت (ثلاثينات القرن العشرين) وما إذا كان عبد الوهاب مثلا هو مؤلفها أم شخص آخر .. حيث أن الإجابة القاطعة ستكون لصالح عبد الوهاب، ببساطة لأنه لم يكن لأحد غيره وقتها مقطوعات موسيقية في غير القوالب القديمة المتعارف عليها كالسماعيات والبشارف وما إليها
أما تحديد وقت إنتاج موسيقى بعينها فقد يكون عن طريق توثيق الاسطوانات أو الأفلام السينمائية التي ظهر بها كثير من مقطوعات عبد الوهاب، فإن لم يكن فباستطاعة الموسيقيين الخبراء تحديد وقت الإنتاج بالتعرف على أداء الفرقة ونوع الآلات وأسلوب التأليف بمجرد الاستماع
تتكون موسيقى "وفاء" من مقدمة وتسليم وثلاث خانات (حركات)
1. مقدمة حرة هادئة يظهر فيها أداء الشللو كآلة أساسية من مقام نهاوند
2. جملة لحنية مميزة من نفس المقام على إيقاع رباعي بكامل الفرقة تستخدم كتسليم بين المقاطع
3. خانة أولى بلحن جديد من نفس المقام والإيقاع بكامل الفرقة تعود بعدها الموسيقى للتسليم
4. خانة ثانية من نفس المقام وعلى نفس الإيقاع يستخدم فيها هارموني ثلاثي الأبعاد بين العود القانون والفرقة، تتكون من 4 جمل في تدريج سلمي متتابع من أعلى المقام. هذه المرة لا تنتهي الخانة بالتسليم وإنما بالدخول في الخانة الثالثة
5. خانة ثالثة مقام ماجير على ركوز النهاوند بإيقاع ثنائي سريع للختام دون العودة للتسليم أو المقام الأصلي
خصائص
1. هناك بناء واضح المعالم لشكل المقطوعة من حيث أنها تنقسم إلى أجزاء مميزة، لكنها لا تنتمي إلى شكل معين من الأشكال التقليدية. رغم ذلك فالبناء الدرامي ليس بنفس الوضوح، فقد بدأ بموسيقى حرة تستخدم آلة حديثة الدخول على التخت الشرقي نسبيا، أو على الأقل ندر أن تفرد لها مقاطع خاصة بها في ذلك الوقت، ثم استكملت الموسيقى بمزيج من الجمل اللحنية بما فيها التسليم، ثم إهمال التسليم بين الخانتين الأخيرتين وإنهاء المقطوعة بموسيقى من خارج السياق
2. استخدام جملة لحنية أساسية تعود إليها الموسيقى بين المقاطع
3. لا يمكن إغفال تجربة التوزيع الهارموني (الخانة الثانية) كقيمة مضافة إلى هذا العمل، ولو أنها تجربة بسيطة ومحدودة، إذ أن هذا النوع من التأليف يعتبر جديدا تماما في وقته على الموسيقى العربية وغير مألوف بالمرة للأذن العربية المعتادة على الطرب والميلودي الأحادي
4. تشكيل ختام خاص للموسيقى بشكل يوحي بأنه مقطع ختامي بتسريع الإيقاع
5. الانتهاء بمقام غير المقام الأساسي، د.أسامة عفيفي، مؤلفات عبد الوهاب الموسيقية، موسيقى وفاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق