هذه هي أول مؤلف لمحمد عبد الوهاب يخرج عن الأشكال الموسيقية المتعارف عليها في تأليف الموسيقى البحتة في ذلك الوقت، وهي لم تخرج عن بضعة أشكال كانت المتاحة لأي مؤلف، البشرف، السماعي، اللونجا، التحميلة، التقسيم، المقدمة، الدولاب
ويهمنا أن نشير هنا إلى أهمية هذه الموسيقى المبكرة في أنها بداية تغيير ومؤشر لعصر جديد سمته التحرر والتجديد
خصائص موسيقى "فكرة"
1. التحرر من القوالب الموسيقية التقليدية تركية الأصل كالسماعي والبشرف
2. بساطة التأليف والتركيب
3. استخدام التخت الشرقي التقليدي البسيط دون إضافة آلات أوركسترالية سوى الشللو
4. خلو الموسيقى تماما من الإيقاع، وهذا يندرج جزئيا تحت باب التحرر من القوالب
5. الاعتماد التام على الميلودية اللحنية وأحادية الأداء الصوتي (مونوفون) بلا توزيع أو هارموني
هناك سمة خاصة عجيبة فى موسيقى فكرة وهي أن التسلسل الزمني يعتمد على السرد المتماثل لأجزاء المقطوعة بحيث يمكن تعديله بحرية تامة دون الإخلال بالشكل العام للمقطوعة، إذ أن البناء الدرامي لا يوظف بداية أو نهاية مميزة، وبهذا يمكنك البدء بالعزف أو بالاستماع، إلى المقطوعة في أي جزء منها والانتهاء في أي جزء دون الشعور بأنك بدأت في أولها أو وسطها أو آخرها، وهو أسلوب يظهر في غاية البساطة لكنه في الواقع يعكس حالة من إبداع "السهل الممتنع" ..
التكوين
يجمع الشكل الفني بين التقسيم والتحميلة حيث أخذ من التقسيم العزف الحر للآلات المنفردة ومن التحميلة تبادل العزف على آلات التخت الرئيسية، العود والكمان والقانون والناي، دون استخدام الإيقاع المميز لقالب التحميلة
- مقدمة قصيرة من مقام النهاوند تعاد بين المقاطع فيما يعرف بالتسليم، ويذكرنا لحنها بالتمهيد القصير لموسيقى مقدمة أغنية فكروني التي لحنها عام 1967
- سولو عود حر على نفس المقام
- سولو كمان حر مقام بياتي على خامسة المقام الأصلي وهي محل تحول شائع من النهاوند إلى البياتي
- سولو قانون رشيق على مقام نهاوند
- سولو ناي من نفس المقام، نهاوند، مع تحول بسيط إلى مقام الراست والنكريز على نفس درجة ركوز المقام الأصلي ثم العودة إلى النهاوند
- الختام بالتسليم
من السمات القديمة للموسيقى البحتة:
1. تكريس لقالب التقسيم القديم لكنه هذه المرة مكتوب وليس مرتجلا كما كانت القاعدة (ولا تزال)
2. التجانس التام بين المقامات المستخدمة في اشتقاق طبيعي ومنطقي
3. استخدام فكرة "التسليم" القديمة أي تكرار موسيقى المقدمة بين المقاطع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق