فانهض و بادر يا نديم إلى رياض السندس
واسقينها صرفًا قديم بكرًا حياة الأنفس
والشوق في قلبي مقيم يحكي شهاب القبس
أحد أساتذة أكبر الفنانين محمد عبد الوهاب وزكريا أحمد والسنباطي. وصف بأنه مغن، وملحن ومنشد ووشاح أي يؤلف ويلحن الموشحات. يميل الشيخ الحريري بحكم زمنه إلى فنون القرن التاسع عشر، وأراد أن يمدح أم كلثوم فقال أنها امتداد للغناء القديم، وهو بذلك يتفق مع الرأي الذي طرحناه على صفحات كلاسيكيات الموسيقى العربية بعنوان "فن الرواد بين التجديد والارتداد" وشرحنا فيه كيف قاد عبد الوهاب وأم كلثوم حركة الارتداد للقديم بتكريس جهدهما للغناء الفردي وإسدال الستار نهائيا على المسرح الغنائي
نستمع في هذا التسجيل للمطربة نادرة أمين إلى صوت صاف قوي ودقيق يماثل صوت أم كلثوم وفتحية أحمد، وقد سطع نجمهن في نفس الوقت، وتنافسن على الغناء لأفضل الملحنين. يذكر أن نادرة من الفنانات القلائل اللاتي خضن ميدان التلحين في فترة من نشاطهن مثل ملك ولور دكاش وأم كلثوم، وقامت ببطولة أول فيلم غنائي مصري "أنشودة الفؤاد" عام 1932
2. المقام
لم يخرج اللحن عن مقامه الأساسي في أي نقطة لكنه أبرز مناطق الجمال فيه، أساس المقام الشرقي وجنس الحجاز الشجي في وسطه. ثم أنه حافظ على بقاء اللحن في المنطقة الصوتية الوسطى فلم يلمس جواب المقام بالمرة، وهو أصعب ما يمكن أداؤه، ليس فقط لعلو طبقته بل لأن استخدامه قد يجر اللحن إلى مناطق أعلى، مما يزيد في صعوية الأداء، وهي مناطق تشكل فخا ينتظر كل من يقترب منه
3. الغناء
تبادل متقن للغناء بين المطربة والكورس داخل الشطرة الواحدة، ولا شك أن هناك عملية "إخراج" للّحن بتوزيع الأداء بينهما على هذا النحو، إذ يمكن أن يقوم المطرب وحده بالغناء أو يؤديه الكورس فقط كغناء جماعي، لكن هذا التوزيع يخلق أداءً دراميا مميزا، بالإضافة إلى أن الأداء المنفرد لأي من الطرفين يمكن يشكل ضغطا للصوت غير مطلوب حيث تتلاصق الكلمات والتعبيرات بلا أي فواصل
4. التعبير
نجد بعض التأثر بالمدرسة التعبيرية في مطلع الموشح في العبارة "قد حرّكت" بتسكين اللفظ الأول وتحريك الثاني. وهي لا شك حركة ذكية لا سيما أن العبارة هي نفسها عنوان الموشح ولذلك ارتبطت بالموشح كله وعبرت عنه في إيجاز شديد
5. الطرب
يميل لحن الموشح كل الميل فيما تلا ذلك إلى الطرب الخالص، وهو طرب مشحون بالعاطفة التي تحفز المغني للأداء المطرب، وإن كان بعض ذلك يعود إلى طبيعة مقام الهزام الشرقي
6. الإضافات اللفظية
دخول بعض الزوائد الغنائية مثل "يا عيني"، "أمان"، وكذلك "الآهات"، بخلاف المد المطول لبعض الألفاظ، لملء الفراغات الغنائية الناتجة عن عدم توافق تفاعيل النص مع تفاعيل اللحن، فالنص رباعي الوزن بينما اللحن سباعي. لكن الملحن يؤلف بينها وبين الكلمات ليكوّن نسيجا متجانسا مليئا بالتراكيب المبتكرة. وهو أسلوب شائع في الموشحات ولا غبار عليه، بل يعد من أسرار صناعة الموشحات، حيث أنه يساهم في تطويع النص للّحن وميزانه، باعتبار أن اللحن هو الهدف الأساسي للعمل الفني بحسب قواعد الفن القديم. والنتيجة خروج لحن غير متوقع على الإطلاق من سياق النص المقروء، مما يفتح الباب لتلحين نفس الموشح بأكثر من طريقة، وهذا هو سر وجود أكثر من نسخة لموشح بعينه بألحان وموازين مختلفة
الإيقاع
إيقاع نوخت يتكون من وحدة زمنية قوامها 7 دقات زمن كل منها 4/1 الزمن الرباعي (نوار) ويكتب 4/7. ويصنف كإيقاع غير منتظم لعدم ارتكازه على وحدة ثنائية أو ثلاثية أو رباعية أو مضاعفاتها، لكنه قابل لتغير تفاعيله ويمكن أن يتخذ أكثر من شكل مع الحفاظ على زمن الوحدة
يستعمل ميزان نوخت عادة في الموشحات ومنها "اجمعوا بالقرب شملي" و"صحت وجدا" لسيد درويش والموشح الأندلسي "يا هلالا غاب غني"، لكنه نادر الاستخدام خارج إطار الموشحات
روابط
فن الموشحات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق