راهن القصبجي على صوت أسمهان وقرر أن يخوض بصوتها تحدي التحديث والتجديد ، وخطر له أن صوتها له إمكانيات أوبرالية يستطيع بها التحليق في أجواء عالية بألحان مستمدة من أجواء الأوبرات العالمية
كان القصبجي أستاذا للموسيقى الشرقية وآلة العود بمعهد الموسيقى العربية ، ولكنه كان يستمع إلى الفن العالمي ويستمتع به.
وبالفعل خاض التجربة مع أسمهان وقدم لها عدة ألحان من هذا النوع الجديد على الأسماع العربية ، وربما لو لم يفعل لكان اسم أسمهان بين مطربات الغناء التقليدي حتى اليوم. لكن هذه التجربة هي التي جعلت من أسمهان مطربة شهيرة حتى بعد وفاتها المفاجئة وهي فى عز شبابها
صدم القصبجي كثيرا بوفاة أسمهان فقد خسر رهانه فجأة وذهبت أحلامه في التحديث أدراج الرياح. لم يبق أمامه من الأصوات الجيدة غير صوت أم كلثوم وهو صوت يعرفه جيدا بعد أن لحن لها عشرات الألحان، لكن صوت أم كلثوم صوت شرقي وربما لن يحمل أحلام القصبجي في التجديد أكثر مما تم بالفعل. وكأن القدر يعانده فقد قررت أم كلثوم بعدها الاستغناء عن خدمات الملحن الفذ ولم تغن له لحنا واحدا بعد فيلم فاطمة عام 1947 وحتى وفاته في 1966
نستمع هنا إلى أغنية شهيرة من ألحان القصبجي لأسمهان "إمتى ح تعرف". الأغنية من مقام نهاوند وعلى إيقاع التانجو. وهي أغنية بسيطة قصيرة ولا تنتمي إلى سلسلة التجارب التحديثية لكنها اشتهرت كثيرا لرشاقة لحنها ، لاحظ التعبير الهائل في تكرار كلمة إمتى ..!!
إمتى ح تعرف
لحن محمد القصبجى - غناء أسمهان
كلمات مأمون الشناوي
لحن محمد القصبجى - غناء أسمهان
كلمات مأمون الشناوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق