كلاسيكيات الموسيقى العربية * أرشيف * استماع *  تحميل *  نقد فنى *  تحليل موسيقى* أفلام * صور *  تسجيلات * كلاسيكيات الموسيقى العربية
كلاسيكيات الموسيقى العربية * الخمسة الكبار * سيد درويش * محمد القصبجى * زكريا أحمد * محمد عبد الوهاب * رياض السنباطى * نجوم الغناء العربى * أم كلثوم * عبد الوهاب * فيروز * عبد الحليم * ألحان التراث * موشحات * قصائد * أدوار * كلاسيكيات الموسيقى العربية

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

أشكال الغناء العربي - الديالوج

الديـــالوج 
الديالوج الغنائي من القوالب الحديثة في الغناء العربي وقدمه لأول مرة سيد درويش في أوبريت العشرة الطيبة عام 1920 

لغـــويا:
كلمة ديالوج بفتح الدال وتكتب أحيانا دايالوج من اللاتينية القديمة ومعناها الحوار بين اثنين أو الأداء الثنائي أو المزدوج ، ونصف الكلمة الأول داي معناه اثنين أو زوج ، وكاصطلاح غنائي تعني نصا حواريا يغنيه فردان 
ويقابل كلمة ديالوج في نفس اللغة كلمة مونولوج ومعناها الأداء المنفرد 

نظم الديالوج
يتكون الديالوج من حوار شعري يجي على لسان طرفين متحاورين ، وقد يطول الحوار أو يقصر لكنه في النهاية حوار يدور حول موضوع أو موقف واحد. وقد تطول أيضا أو تقصر الأبيات الخاصة بكل طرف حسب سير الأفكار وليست هناك قاعدة تحكم عدد الأبيات ، وبهذا يقسم النص إلى مقاطع قد تختلف قوافيها وأوزانها إذ أنه لا توجد قاعدة لهذا أيضا ، ويمتد الحوار حتى تنتهي الأفكار 
وفي نظم الديالوج قد يكون الموقف الدرامي أساسيا حيث قد تصور أبياته صورا درامية مختلفة ، وقد ينسج منه دراما متكاملة العناصر 

أغراض شعر الديالوج
بينما لا توجد حدود لأغراض الديالوج الشعرية ، خاصة إذا استخدم في المسرح أو السينما لتصوير مواقف درامية فإن الشائع استخدام هذا القالب لأغراض عاطفية 

تلحين الديالوج
رغم تقسيم النظم إلى مقاطع ، يشترك الديالوج مع المونولوج في عدم استقلال أي جزء وعدم وجود مرجع أو مذهب ، لكن مقاطع الديالوج يمكن أن تختلف دراميا عن بعضها أي أن كل منها يمكن أن يعبر عن صورة مختلفة عن الأخرى، وبالتالي يمكن أن تختلف ألحان المقاطع في كثير أو قليل عن بعضها ولذلك يزيد عليه فى:
* الحاجة الفائقة للتعبير عن موقف أو فكرة أو حركة 
* احتياج الملحن إلى صنع لحن متماسك هي أكثر منها في حالة المونولوج إذ أن تقسيم النص وتباين الأفكار والمواقف يغري بعدم التقيد بخط لحني أساسي ، وقد تؤدي حرية التصرف إلى تفكك اللحن أو عدم التجانس بين أجزائه 

خصائص لحن الديالوج
1- الدراما اللحنيــة: 
شرط أساسي لنجاح الديالوج وتعتمد على رؤية الملحن وفهمه للموقف النصي والموقف العام إذا كان العمل في سياق مسرحي أو سينمائي
وتتكون الدراما اللحنية من ثلاثة عناصر رئيسية هى:

* التشخيص:
يجب أن يتقمص اللحن شخصية كل طرف في الديالوج ، فإذا كان الحوار بين جد وحفيده مثلا فلا يتوقع أن يسترسل اللحن بنفس الأسلوب لكل منهما ، وكذلك إذا كان الحوار بين قائد وأحد جنوده أو بين قاض ومتهم ، أو إذا كان الحوار بين فرد ومجموعة ، وغير ذلك من الأمثلة
* التعبيـــــر:
التعبير في الديالوج له ثلاثة أبعاد:  
--- التعبير عن النص بأجزائه المختلفة 
--- التعبير عن الموقف السائد الذي قد يستنتج من عنوان واحد للديالوج مثل العتاب أو المناجاة 
--- التعبير عن شخصية وموقف كل طرف على حدة
* البناء اللحني:
يجب أن تتوافق التركيبات اللحنية بحيث تصنع وحدة واحدة في النهاية على الرغم من تعدد الصور واختلافها 

2- اللزم الموسيقية: 
لا يشترط وجودها في الديالوج كما لا يلزم وجود مقدمة ، وإنما يترك ذلك لتقدير الملحن حسب الموقف
3- ذروة اللحـــــن: 
لا يشترط وجود ذروة لحنية في الديالوج ويعتمد ذلك على النص والموقف الدرامى 
4- الختـــــــــــــام: 
يعتمد الختام على النهاية المنطقية للنص والموقف 

في الواقع إن تلحين الديالوج هو مفتاح التلحين المسرحي الحديث ، فالنجاح في تلحين الحوار يقود إلى الساحة الكبرى وهي التلحين الدرامي للتشخيص والتعبير ، وهو طريق لا يشترط فيه الطرب ، لكن وجود الطرب مشروط بضرورة أن يعبر عن الموقف
وقد تمت محاولات كثير لتلحين الديالوج على المسرح وفي السينما ، وكثير من هذه المحاولات باءت بالفشل لعدة أسباب منها:
.
أسباب فشل الديالوج:
1- الاعتماد على الطرب 
2- فقــــر التعبير اللحني
3- استخدام تيمات الغناء الفردي التقليدي 
4- استخدام إيقاعات غير مناسبة 
5- إهمال البعد الدرامي
6- إهمال البعد الحركي
7- ضعف النصوص 

وكما نرى فإن مسئولية النجاح أو الفشل في تلحين الديالوج يقع عبؤها الأكبر على عاتق الملحن ، وهذا صحيح حتى في حالة ضعف النصوص ، فمسئولية الملحن الأولى هي اختيار النص المناسب كما أسلفنا في عرض وتحليل خصائص موسيقى سيد درويش. وبسبب أن نص الديالوج قد يكون جزءا من عمل أكبر يضطلع به الملحن فقد لا يستطيع تغيير النص أو الاعتذار عن تلحينه ، أي قد لا يكون له قدر كبير من الحرية فى اختيار النصوص ، والمهمة هنا أشق بالطبع حيث أنه قد يجد نفسه مضطرا لتلحين شيء غير مقتنع به ، وربما أشار سيد درويش إلى هذه المعضلة بقوله "أنا اقدر الحن الجورنال" ، وهذا القول ينطوي على نقطتين هامتين هما:
* الفكرة والموقف يأتيان قبل النص الشعري في ترتيب أهميتهما 
* الملحن الموهوب لا تقف أمامه عقبة في التلحين الدرامي
وبطبيعة الحال فإن هذا التحليل لا ينطبق على الديالوجات المستقلة التي كتبت لتكون كذلك أي ليست أجزاء من أعمال أكبر ، وحرية الملحن هنا مكفولة كما هي فى أي شكل غنائي آخر من أول اختيار النص حتى إتمام غنائه ، ورغم ذلك لم تصمد الديالوجات المستقلة لاختبارات الزمن والجمهور وفشل معظمها 

وربما لهذه الأسباب لم يتمكن ملحنون عديدون ممن تصدوا لتلحين الديالوج من إنجاز شيئ يذكر ، ولذا لا يتذكر أحدنا حوارا غنائيا إلا القليل ، وأشهرها ما قدمه محمد عبد الوهاب في أفلامه ، إذ أن عبد الوهاب قد وضع نصب عينيه التعبير عن الموقف السينمائي بما فى ذلك نص الحوار والموقف الدرامي والشخصيات المتحاورة والإخراج أيضا ، وكان على اتصال وثيق بمخرج أفلامه محمد كريم الذي كتب أيضا قصة أحد هذه الأفلام ، وكان محمد كريم هو الذى قدم عبد الوهاب سينمائيا بل هو الذي اقترح على عبد الوهاب العمل للسينما. 
ورغم هذا فإن ألحان عبد الوهاب من قالب الديالوج لم تخل من الطرب بل إنها في قمة الطرب ، وبذلك جمعت بين الطرب والتعبير ، ولكن لا ننسى أن السبب الأول في احتواء ديالوجات عبد الوهاب على قدر كبير من الطرب هو عاطفية النصوص ، وفي أوبريت مجنون ليلى نجده فى بعض المقاطع يتخلى تماما عن الطرب لصالح التعبير عن الموقف
ورغم أن سيد درويش هو المقدم الأول لفن الديالوج فإنه لم يتوقف عنده كثيرا بل انطلق إلى الساحة الأرحب ، الأوبريت ، بما فيها من ثراء نصي وحوارات غنية ليس فقط بين شخصين بل بين أشخاص عدة وأحيانا بين مجموعات من البشر 

غناء الديالوج
كما في المونولوج فإن أداء المطرب محدد سلفا بدور الملحن مع فارق أساسي ، هو أنه لا مجال هنا لتدخل المطرب بأى شكل في اللحن الموضوع ، لا تجويد ولا طرب زائد ولا اجتهاد من أي نوع إلا الذى يؤدي إلى حسن توصيل المادة المغناة إلى السامع كما أرادها ملحنها. 
وقد تخلو ألحان الديالوجات من التطريب إلا لما يتطلبه الموقف ، وأهم من ذلك أن الديالوج ، المسرحي بالذات ، قد لا يتطلب أداء مطرب محترف فالغرض الأساسي التعبير عن الشخصية كما هي ، ولا يمكن تصور مثلا أن يطربنا أحدهم بغناء بنص يعبر أصلا عن موقف غاضب أو ثائر أو مستهتر أو هزلي كوميدي. وفي النهاية فالمطرب جزء من العمل وليس له سيطرة تامة عليه ، ويمكن أن يؤديه الممثلون بأنفسهم رغم عدم كونهم مطربين ، ونشير هنا إلى المقاطع الشهيرة التي قام بأدائها نجيب الريحاني بصوته الأجش في ديالوج "أبجد هوز" و"عيني بترف" مع ليلى مراد من ألحان عبد الوهاب 

تاريخ الديالوج 
كما ذكرنا فإن محاولات تلحين الديالوج بعد سيد درويش ومحمد عبد الوهاب لم تكن كثيرة ولا ناجحة ، وقد قل إنتاج الديالوج كثيرا ولم يعد يظهر إلا نادرا 

* ألحان سيد درويش من الديالوج - للمسرح
أول ديالوج قدم في الغناء العربى 
على قد الليل ما يطول 
أداء سيد درويش وحياة صبري ، أوبريت العشرة الطيبة ، عام 1920 

* ألحان محمد عبد الوهاب من الديالوج - للسينما
1935 ما احلى الحبيب - عبد الوهاب - نجاة علي
كلمات أحمد رامي - فيلم دموع الحب 

1937 يا دي النعيم  - عبد الوهاب - ليلى مراد 
كلمات أحمد رامي - فيلم يحيــا الحب 

1937 طال انتظاري - عبد الوهاب - ليلى مراد 
كلمات أحمد رامي - فيلم يحيــا الحب 

1937 البرتقال - عبد الوهاب - رئيسة عفيفي
كلمات أحمد رامي - فيلم يحيــا الحب 

1939 مجنون ليلى - عبد الوهاب - أسمهان 
كلمات أحمد شوقي - فيلم يوم ســــعيد 

1942 ياللى فت المال - عبد الوهاب - رجاء عبده 
كلمات حسين السيد - فيلم ممنوع الحب 

1944 حكيم عيون - عبد الوهاب - راقية ابراهيم 
كلمات حسين السيد - فيلم رصاصة في القلب 

1944 ح اقولك ايه - عبد الوهاب - راقية ابراهيم 
كلمات حسين السيد - فيلم رصاصة فى القلب 

1946 كنت فين - عبد الوهاب - نور الهدى 
كلمات حسين السيد  فيلم لســت ملاكا  

1949 أبجد هوز - نجيب الريحاني - ليلى مراد 
كلمات حسين السيد - فيلم غزل البنات 

1949 عيني بترف - نجيب الريحاني - ليلى مراد 
كلمات حسين السيد - فيلم غزل البنات 

ابتكارات في الديالوج 
استغل عبد الوهاب قالب الديالوج لتقديم أفكار لحنية جديدة منها:
* تعـــدد الأصوات
في ديالوج ما احلى الحبيب ، في جملة ونعيش في جو الأمانى في آخر الأغنية 
* التداخل الصوتي
في ديالوج ياللي فت المال والجاه ، في جملة كل السعادة والنعيم في القرب منك ، كل منهما يغني في طبقة مختلفة 
* ادخال الإلقاء المنغم Recitative
في ديالوج حكيم عيون 
* التشخيص اللحني واللحن الكاريكاتيري
في ديالوج أبجد هوز وعيني بترف ، كما في اسكتش "اللي يقدر على حبي" ليلى مراد ، اسماعيل يس ، محمود شكوكو ، عزيز عثمان ، إلياس مؤدب ، فيلم عنبر ، 1947 ، وهو ما يمكن اعتباره عدة ديالوجات متتالية ، د.أسامة عفيفي ، أشكال الغناء العربي ، الديالوج 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق