مقام نوا أثر - إيقاع نوخت هندي 4/16
موشح يا حمام الأيك - سيد درويش - فرقة الموسيقى العربية
موشح يا حمام الأيك - سيد درويش - لور دكاش
يا حمام الأيك أطرب (غرد) معظم الألحان
في صفا المحبوب واعرب عن فتى ولهان
لما حسنه قد سباني زادني نيران (زادت النيران)
التفت نحوي وقلبي (ومال) هكذا الوجلان (سـيد الغزلان)
إنني مغرم مثالك والجمال فتان
اختلفت كلمات النص بين المؤدين، فرقا ومطربين، ولم يقتصر الاختلاف على كلمة أو اثنتين أو في بيت أو بيتين، بل شمل كل الأبيات، مما يدعو إلى التساؤل أي النصوص أصح أو أيها الأصل؟
والإجابة بسؤال آخر .. هل تحديد نص بعينه يشكل فرقا في قيمة الموشح الفنية؟ نعود بذلك إلى أهمية النص في الموشحات
الواقع أن الكلمات لا تشكل أساسا لفن الموشحات بدليل أن أجزاء كبيرة من ألحانها تستخدم كلمات لا معنى لها مثل أمان، يالا للي، وغيرها، وهي مصطلحات لفظية جرى استخدامها لحمل اللحن وضبط ميزانه لا أكثر
وفي هذا الموشح لن يتغير شيء إذا استبدلنا على سبيل المثال الشطرة "معظم الألحان" بنظير مثل "أعذب الألحان" أو "أجمل الألحان"، وهكذا في بقية الأبيات. بل لن يشعر المستمع بتغيير يذكر إذا أبدلنا النص كله بنص آخر، وذلك لغياب عنصر التعبير عن المعاني في الموشحات عموما، وبالتالي لا ترتبط الكلمات بألحان تعبر عنها، وتظل الموشحات فن موسيقى ونغمات وليس فنا تعبيريا
ونضيف هنا أن سيد درويش قد ظهر في عصر العمالقة، سلامة حجازي وإبراهيم القباني وكامل الخلعي وداود حسني، وعاصر صغيرا أسماء أكبر مثل محمد عثمان وعبده الحامولي. وتكفي الإشارة إلى أن كامل الخلعي صاحب 100 موشح و4 كتب في الموسيقى وملحن العديد من الأوبريتات كان يتحدى ملحني عصره، ومنهم سيد درويش، ويذكر في كتابه "الموسيقى الشرقي"
- "المشتغلون بصناعة التلحين في هذا الزمان لا يمكنهم تلحين الموشحات لصعوبة تركيبها وعدم معرفتهم أسرار الأوزان"
- وعن ألحان موشحاته التي يصفها بأنها "جديرة بأن تقارن بالمتين من الموشحات القديمة لجزالة تلحينها وحسن صياغتها على الأوزان" يقول: "يصعب كثيرا على أبناء الفن الآن أن يأتوا بمثلها"
- "ومن أراد البرهان فليعرض علي أي موسيقي أراد إحدى القطعتين اللتين في آخر هذا الكتاب (اليكاه) فإن أمكنه أن يلحن من هذا المقام - وعلى أصول - (الاقصاق) - ٩ من ٨"
- "فإن أمكن ذلك الموسيقي عمل ما أقول - فإني مستعد لدفع جائزة قدرها (٢٠) عشرون جنيها مصريًا"
مقام النوا أثر أحد فروع مقام النهاوند ويختلف عنه بفارق بسيط قدره نصف تون زائد على الدرجة الرابعة "فا"، لكن هذا الفارق البسيط في السلم يحدث تغييرات كبيرة عند سماعه
1. تزداد المسافة بين الدرجتين الثالثة والرابعة إلى تون ونصف، وهي مسافة طويلة شرقية النغم لا تستخدم في الموسيقى الغربية إلا نادرا
2. يكتسب المقام جنسين "حجاز" بهذه الطريقة حيث أن هناك مسافة أخرى طويلة موجودة أصلا في مقام النهاوند بين الدرجتين السادسة والسابعة
3. يشترك مقام النوا أثر مع مقام الحجازكار في عدة عناصر
- مسافتان طويلتان "حجازين" داخل المقام في كل منهما
- نفس درجة الركوز (راست/ دو)
- موضع المسافة الطويلة العليا بين الدرجتين السادسة والسابعة (جنس حجاز على الخامسة)
5. المفارقة أنه يمكن اشتقاق أحد السلمين من الآخر دون تغيير الأبعاد، فقط بتغيير درجة الركوز
- مثال 1: في سلم النوا أثر يمكن التوقف (الركوز) على قرار الدرجة الخامسة (يكاه/صول)، وبهذا نحصل على مقام حجازكار مصور (شد عربان) دون تغيير في النغمات أو الأبعاد
- مثال 2: في سلم الحجازكار يمكن التوقف (الركوز) على الدرجة الرابعة (فا) وبهذا نحصل على مقام نوا أثر مصور دون أي تغيير في النغمات أو الأبعاد
- مثال 3: في سلم الحجازكار المصور على اليكاه (مقام شد عربان) يمكن الوصول إلى مقام النوا أثر الطبيعي بالتوقف (الركوز) على الدرجة الرابعة (راست/دو) دون أي تغيير
تحليل إيقاع نوخت هندي 4/16 |
نوخت هندي 4/16
1. يتألف الإيقاع من 16 وحدة زمنية (نوار) مما قد يوحي بتربيع الأزمنة الداخلة في تركيبه، أي وجود أجزاء رباعية التكوين. لكن ضربات الإيقاع تبدو غير منتظمة ولا تشكل أي نسق رباعي، بل تتخذ شكلا خاصا به
2. يحمل الإيقاع أيضا اسما محيرا يشترك في التسمية مع إيقاع النوخت السباعي 4/7
3. لفك شفرة هذا الإيقاع الطويل يجب تحليله إلى وحدات لنرى مم يتكون
- إذا قمنا بعزل أول زمنين في الإيقاع يتبقى 14 زمنا، إذا قسمت على 2 نحصل على نسق مكرر مكون من 7 أزمنة نوار، مكافئة لزمن إيقاع النوخت ومن هنا جاءت التسمية
- نستنتح من هذا أن إيقاع النوخت الهندي يتكون من إيقاع نوخت مضاعف، أضيف إليه دقتان في البداية فتكون النتيجة 16 زمنا في الوحدة الزمنية (المازورة)
- بهذا الشكل يكتسب النوخت الهندي 3 دقات في بدايته، الثالثة منها هي بداية إيقاع النوخت المضاعف
1. يندرج موشح "يا حمام الأيك" تحت قائمة الموشحات التمهيدية للأدوار حيث أنه من نفس مقام دور "عواطفك" لسيد درويش
2. الهيكل اللحني
- لحن البيت الأول يكرر في البيت الثاني
- يختلف لحن البيت الثالث والرابع عن بقية الأبيات
- عودة للحن البداية بعد البيت الرابع
3. هناك عدة تسجيلات للموشح
- فرقة الموسيقى العربية (مخفض تون ونصف)، تختم بمقام نهاوند نهاية كل بيت
- المطربة لور دكاش (مخفض تون واحد) تلتزم بمقام نوا أثر في نهاية كل بيت
- يتشابه التسجيلان في الأبيات الأربعة الأولى ويختلفان فيما بعدها نصا ولحنا
- باقي التسجيلات نسخ مختصرة تكتفي بأربعة أبيات
هناك نقطة يلزم الإشارة إليها في أداء الفرقة العربية، وهي ذلك الأداء الخاص لكلمتين بعينهما، الأولى "سباني" في البيت الثالث، والثانية "نحوي" في البيت الرابع، فيما يعرف باسم "العُرَب"، وهي حركات غنائية متناهية الصغر لاتكتب في النوتة الموسيقية. وهو أسلوب لا يدرس نظريا وليس له كتب أو مناهج، وإنما هو خبرة سمعية خالصة توارثتها أجيال من المغنين المحترفين. ولا شك أن نقل هذه الخبرة للمطربين الجدد في فرق التراث يحسب للمدربين. هذا النوع من الأداء تمتد جذوره إلى مشايخ القراء المجودين للقرآن الكريم، وليس له وجود في غناء الألحان الجديدة، ولا يتذوقه الآن إلا هواة التراث
روابط
فن الموشحات
لماذا لحن سيد درويش الموشحات؟