المؤلف الإنجليزي الشهير بنيامين بريتين كتب عملا موسيقيا مهما جدا لكي يعرف المستمع من خلاله على مجاميع وآلات الأوركسترا، لقد اعتمد بريتين على لحن للمؤلف الإنجليزي بورسيل
لقد خصص بريتين أجزاءاً للتعريف على أقسام الأوركسترا وخصص أجزاءاً أخرى للتعريف على كل آلة، مثلا في الوتريات بدأ في كل الآلات الوترية ومن ثم خصص جزءا لآلات الكمان فقط وبين بأن آلات الكمان مقسمة قسمين هما قسم الكمان الأول وقسم الكمان الثاني ومن ثم ينتقل اللحن وببراعة وانسيابية من الكمانات لآلات الفيولا حتى أن هناك سولو لآلتي فيولا ونلاحظ كيف أن بريتين وببراعة فائقة ينتقل لآلات الشيللو وبعدها آلة الكونتراباص
لقد كتب إريك كروزير نصوصا لكي تقرأ أثناء العزف (في حالة وجود الحاكي) على النوتة وهو يشرح الآلات، اقتصصت مما كتب:
الآلات ذات النغمات الأحد في الآلات الوترية هي آلات الكمان، هؤلاء يعزفون في مجموعتين، أول وثاني
الفيولا هي أكبر قليلا من الكمان وصوتها أغلظ من صوت الكمان
الشيللو يغنى بصوت أثخن وأدفأ
الكونتراباص (دوبل باص) هو الجد لعائلة الآلات الوترية مع صوت ثقيل ومدمدم
ممكن متابعة هذا العمل من خلال هذا الفيديو، لقد ابتكروا في هذه الأوركسترا طريقة للتعريف بالمجاميع وهي أن كل مجموعة آلات ترتدي لونا معينا لكي يتم تفريقها عن المجاميع الأخرى، هذه المجاميع ترتدي الألوان التالية
عازفي الآلات الوترية يرتدون القمصان ذات اللون الزهري أو الوردي
عازفي آلات النفخ الخشيبي يرتدون اللون الأخضر
عازفي آلات النفخ النحاسية يرتدون اللون الأزرق
عازفي الآلات الإيقاعية يرتدون القمصان الصفراء
في بعض التسجيلات الصوتية وبعض الحفلات يوجد شخص يتكلم ويقدم الآلات مثلما هو الحال مع موسيقى بيتر والذئب لبوركوفيف ،أعتذر فإنني لم أجد فيديو كاملا لهذا العمل
يفضل مشاهدة هذا الفيديو بالحجم الكبير وذلك بمجرد النقر على الزاوية السفلى اليمنى حيث توجد علامة لكي يشاهد الفيديو على شاشة كاملة
بقي علي أن أقول بأن هناك الكثير من الآلات ممكن أن تدخل الأوركسترا وبحسب حاجة المؤلف، لقد كتب الكثير من المؤلفين أمثال باخ أعمالا وأدخلوا آلات ليست موجودة في يومنا هذا في الأوركسترا، قسم كبير منها انقرضت مثل الكمان بيكولو والتي من اسمها نعرف بأنها كمان صغيرة تشبه كمان الأطفال، لقد استخدمها في أحد كونشيرتوات براندبورج، وبعد ذلك بدأ التحديث في الأوركسترا وبدأت الكثير من الآلات تدخل وتشارك في الأوركسترا، وبدأ الأوركسترا يكبر عما كان عليه في عصر الباروك، فمثلا لم يكن في الأوركسترات القديمة آلة الهارب أما بعد ذلك وفي العصور التالية مثل عصر الرومانتيك فقد أصبح الهارب يدخل في الكثير من الأعمال وأحيانا تستخدم آلتي هارب وذلك حسب حاجة المؤلف، وفي عصر موتسارت على سبيل المثال لم تكن آلة الترومبون إحدى آلات الأوركسترا واليوم ممكن أن نجد آلات كثيرة ممكن أن تشارك الأوركسترا.
.
ملاحظة :هامة بالنسبة لعدد آلات الأوركسترا فهناك الكثيرين من المنظرين في الموسيقى من يكتب (على سبيل المثال) أن عدد آلات الكمان الأول هو 12 والكمان الثاني هو 10 والفيولا 8 وإلى أخره من هذه الأرقام غير الصحيحة. هذا الكلام غير دقيق فعدد آلات الأوركسترا يعتمد على العصر وعلى المؤلف وعلى العمل الموسيقي فمثلا عدد آلات الوتريات في أعمال موتسارت هي ليست نفسها في أعمال بيتهوفن وحتى في أعمال بيتهوفن فمثلا السيمفونية الأولى لا يمكن أن يستخدم نفس عدد عازفي الآلات الوترية المستخدمة في السيمفونية التاسعة على سبيل المثال، ولا يمكن مقارنة عدد عازفي الآلات الوترية في عصر بيتهوفن بعصر ماهلر على سبيل المثال
حتى أنني ذكرت على سبيل المثال أن عدد آلات الفلوت المستخدمة في الأوركسترا هي إثنين في حين أن موتسارت في سيمفونيته رقم 40 على سبيل المثال استخدم آلة فلوت واحدة، حتى أنه في البداية كتب السيمفونية بدون آلات الكلارينيت وبعد ذلك أعاد كتابتها حيث أدخل الكلارينيت لكن بقيت السيمفونية بفلوت واحد
نلاحظ حين مراقبة هذا الفيديو (وغيره من الفيديوات) أن المصور يذهب فورا للآلة أو الآلات التي تعزف، هذا يعني أن رئيس التصوير يقرأ نوتة المايسترو ومثلما يفعل المايسترو تماما ويصدر أوامره للمصورين، وهذا يعني أيضا أن حتى المصورين يعرفون أسماء الآلات كلها، لو قارنا هذا ببلادنا نجد على سبيل المثال أن هناك سولو كمان في حين أن الكاميرا تقوم بتصوير عازف الكونتراباص أو عازف القانون وحينما يكتشف المصور بأن السولو هو للكمان وليس للكونتراباص يذهب بكاميرته للكمان يكون سولو الكمان قد انتهى وبدأ سولو لآلة أخرى لكن الآلة التي نراها هي الكمان!
خالص تحيات: أحمد الجوادي
عرض جميل وبسيط لتكوين الأوركسترا والفيديو أكثر من رائع ، تعليقك أستاذ جوادى على قراءة "المصور" للنوتة لفتة فى غاية الأهمية ، لا يمكن للعمل الدقيق أن ينضبط بدون تمكن كل فرد من أدواته ، أشير بالمناسبة إلى سبب هام من أسباب فشل الموسيقى التصويرية العربية وهو عدم دراية المخرج الذى هو قائد العمل بالموسيقى ووظائفها وأدواتها عموما ناهيك عن قراءة النوتة!
ردحذفالعرض رائع والشرح وافي... أما بالنسبه للمصور فيجب ان تكون له معرفه أوليه ورصيد ثقافي وخبره في هذا المجال الفني ولاحاجة حسب رايي الشخصي لضرورة تمكن المصورمن قرائة النوته فهذا لو سحمت لي طلب غير واقعي لمعرفتنا بعمل واتجاه ومنهج ودراسه المختص بالتصوير . فالاصح والاكثر واقعية مصاحبه المصور من احد المشرفين على هذا العمل ومن المجال الموسيقي اما اذا كان المصور له ثقافة موسيقيه تأهله كمعرفته بتفاصيل اللحن ودرايته بأنواع الالات فستنعكس ايجابيا على على تقديم عمله بصورة ادق واجمل ...شكرا للاستاذ الجوادي على مداخلته الرائعة...ومشكور على مايقدمه من جهد تعم فيه الفائدة للجميع...وشكرا لااصحاب الموقع.
ردحذفشكرا جزيلا صديقي العزيز أحمد على هذا العمل الجميل اللذي أبشرك أنه متداول الآن بين مجموعة من الاساتذة و مدرسي التربية الموسيقية بالمعاهد الثانوية التونسيةاللذين تربطني بهم صلة زمالة كمرجع لتدريس مكونات الأركستر السمفوني و عملك هذا أصبح عندهم كمرجع لتدريس آلات الأركستر السمفوني نظرا لقلة المراجع الجيدة في هذا الموضوع و خصوصا الفديو المرفق اللذي يوضع الآلات الموسيقية بطريقة بيداغوجية جميلة و واضحة تمكن التلميذ أو الطالب من فهمها شكرا مرة أخرى على هذا الجهد الكبير. مع تحيات أخوك سمير الجنحاني.
ردحذفعزيزي دكتور أسامة المحترم
ردحذفشكرا جزيلا لك على تعليقك الجميل.
نعم فإن أغلب المخرجين ومع شديد الأسف واحترامي الكبير لهم فهم ليس لهم علم بالموسيقى إلا القليل جدا لكن عتبي الأكبر على من يقوم بكتابة وتأليف الموسيقى التصويرية فالكثيرين منهم من هم ليسوا مؤلفين موسيقيين وقسما منهم أصلا موزعين موسيقيين والبعض منهم حتى لا يعرف وظائف وفوائد الآلات الموسيقية وهذه هي مصيبتنا أصلا في كل الموسيقى العربية، يقول مؤلف الموسيقى التصويرية لعازف الكمان مثلا: خش وقسم لنا شوية حزايني. دي مصيبة. والمصيبة الأكبر والتي أشرت لها هي أن الكثيرين منهم غير مثقفين موسيقيا لدرجة أنهم لا يعرفون كيف تكتب وتقرأ الموسيقى (أنا لا أعمم طبعا فهناك بعض المؤلفين من المستوى الرائع بدون ذكر أسماء).
عزيزي الأستاذ سمير الجنحاني المحترم
ردحذفشكرا جزيلا لك على تعليقك الظريف.
أنا فعلا أحسست بسعادة بالغة حين قراءة تعليقك لأنني استطعت أن أعمل شيء في صالح الدارس والمدرس العربي وقد حفزني ما قلت لأن أعمل فيديو يكون فيه النصوص التي كتبها إريك كروزير بارت المايسترو لشرح الآلات الأوركسترالية.
مع شديد الأسف فقد كان لدي تسجيل يوجد فيه مقدم أو مذيع لكي يقوم بتقديم كل مجموعة وكل آلة قبل البدء في العزف لكنني قد فقدت هذا التسجيل مع الأسف ولم أستطع أن أجد تسجيلا مثله، لكن في التسجيل كان المقدم يتكلم بالإنجليزية وما سوف أفعله هو أن أكتب النص المكتوب على نوتة المايسترو باللغة العربية لكي يستطيع كل المهتمين العرب من الاستفادة من ذلك الفيديو، وسوف أضعه هنا إنشاء الله بعد أن أكمل العمل فيه وسوف يستغرق بعض الوقت، مع الأسف فإن هذا الفيديو لا يحوي العمل كاملا وقد فتشت عن التكملة لكنني لم أجدها وما وجدته إما يكون التعليق باللغة الروسية أو لغة أخرى أو أنه تسجيل غير جيد.
عزيزي الأستاذ (أرجو المعذرة لعدم معرفة الاسم)
ردحذفواضح من أن حضرتك مصور محترف أو على أقل تقدير فإن لك باع طويل في هذا الفن الجميل.
نعم كلامك صحيح جدا فأنا ربما قد طلبت ما يشبه المستحيل، لقد تشاورت بعد أن قمت بنشر موضوعي هذا مع زميلة لي وهي تعمل كمدرسة لصناعة الفيديو في إحدى الجامعات السويدية وتعمل بالإضافة لذلك كصانعة أفلام وثائقية وأنواع أخرى من الأفلام (مثل الدعايات وبعض الأفلام الطويلة) وهي معروفة على نطاق واسع في السويد.
بعد نقاش طويل معها في صلب هذا الموضوع لأن هذا هو من اختصاصها قالت لي: طبعا بأن جميع المصورين يجب أن يعرفوا الآلات بشكل جيدا جدا، وإن لم يكونوا يعرفوا فيجب قبل البدء في التصوير أن يتم تعريفهم بجميع الآلات المستخدمة في العمل الموسيقي.
أما المخرج أو مدير التصوير فنعم ليس من الضرورة أن يتمكن من قراءة النوتة أو بارت المايسترو أو ما تدعى بالبارتيتورا حيث أنه يجب أن يساعده في ذلك شخص موسيقي محترف.
التكملة في التعليق التالي رجاءاً.
تكملة التعليق السابق:
ردحذفهنا علي أن أقول بأن ليس كل موسيقي محترف (أقصد عازفي الأوركسترا المحترفين) يتمكن من قراءة بارت أو نوتة المايسترو، لأن ذلك يتطلب دراسة وممارسة طويلة أي يجب أن يكون الشخص مايسترو أو مؤلف موسيقي لكي يستطيع أن يفعل ذلك، لأن في بارت المايسترو تكتب عادة كل الآلات فوق بعضها في نفس الوقت، فمثلا لو كانت صفحة نوتة الكمان على سبيل المثال تحوي على ثمانية أو تسعة أسطر موسيقية فنوتة المايسترو لو كانت الآلات كثيرة وكلها في حالة عزف فهو يحوي على سطر واحد، أي أن المايسترو أو من يقرأ بارت المايسترو عليه أن يقرأ جميع الخطوط في آن واحد، فالأمر هو غاية في الصعوبة ويتطلب تمرينا طويلا.
أذكر صديقا لي قضى حياته عازفا لآلة الهورن الفرنسي أو الكورنو بالإضافة لكونه عازف كمان محترف وهو دانماركي، قال لي بأنه حينما بدأ في دراسة قيادة الأوركسترا كان أستاذه يقول له: عليك أن تجد أين أنت من النوتة الموسيقية! أي أنك يجب أن تنظر للمكان الذي يعزف وأن لا تنظر لصفحة أخرى بينما يقوم الأوركسترا بالعزف في مكان آخر!
شكرا ثانية لمداخلتك اللطيفة والمفيدة ولكلماتك الرقيقة.