تأثير الاتصال بالغرب
تراجعت الموسيقى التركية مع حركة الاستقلال واستمر قدوم الفرق الأجنبية من أوربا خاصة مع ازدياد عدد الأجانب المقيمين في البلاد الذين جاءوا للبحث عن فرص عمل في الشرق وطابت لهم الإقامة فيه، وتكونت جاليات من جميع بلاد أوربا تمتعت بنفوذ كبير استمدته من قوة الحركات الاستعمارية وتأييد القوى الحاكمة
كان لهذه التغيرات أثر كبير على أسلوب الحياة العربية فلم تعد تتبع كيان كبير له خصائصه كالدولة العثمانية. تخلت تركيا عن المنطقة العربية التي احتُل معظمها من قبل فرنسا وبريطانيا ، ومن ثم أصبح كل جزء منها معرض تماما للتأثير الغربي المباشر سلبا وإيجابا. وبعد فشل وانتهاء الهوية التركية لم يكن من السهل على شعوب المنطقة اتباع ثقافة الغرب كما هي ، فقد كان لهم مآخذ كثيرة على طريقة الحياة الغربية
وفي معرض البحث عن هوية أصيلة ظهرت قوى ثقافية وشعبية تقاوم المحتل وتنكر تحالف الحكام مع المصالح الأجنبية ، ومن هنا ظهرت حركة القومية العربية وامتدت إلى سائر بلاد العرب هادفة إلى الخلاص من بقايا الاحتلال العثماني ومقاومة الغرب فى نفس الوقت. وبينما حاول الاستعمار الفرنسي في الجزائر محو اللغة العربية وإحلال الفرنسية محلها ازدهرت اللغة العربية في الشرق العربي وظهر شعراء جدد لا يقل شعرهم جودة عن الأقدمين من فطاحل الشعراء
شمل تأثير التواجد الأوربي على المجتمعات العربية أوجها كثيرة في الحياة العامة. بدأت موجات استقدام التكنولوجيا الغربية تطغى شيئا فشيئا على مظاهر الحياة في الشرق ، مدت خطوط للسكك الحديدية وظهرت السيارات ، وأنشئت سدود وقناطر. تغيرت الأزياء وتعددت اللغات وأنشئت المسارح والنوادي وظهرت الأحزاب السياسية وتكون البرلمان وانتشرت الصحف والمجلات والمدارس وأنشئت الجامعة المصرية وزاد عدد البعثات التعليمية إلى أوربا. وظهر التليفون والبرق والسينما والإذاعة ، وفي الفن ظهرت اتجاهات فنية جديدة تأخذ بالشكل الغربي لكنها حرصت على بقاء المضمون مسايرا لأسلوب حياتها
تأثير الفنون الغربية
1. المسرح الغنائي
2. ظهور الاسطوانات
3. مدرسة التعبير الموسيقي
4. ظهور الأوركسترا
5. عصر السينما
ظهور الاسطوانات
انتشرت شركات الاسطوانات تمارس تجارة فنية جديدة ، وأصبحت تبحث عن الملحنين والمؤلفين والمطربين لكي تعد قوائم اسطوانات جديدة ، وكانت تدفع أجور هؤلاء مقدما فقامت بدور الممول للحركة الفنية إلى جانب المسرح ، وكان من آثارها السلبية انتشار الأغانى الهابطة إلى جانب الجيدة
ظهور الأوركسترا
لزم تقديم الغناء المسرحي في شكله المتطور استخدام الأوركسترا الأوربي الحديث. لم ينقرض التخت الشرقي لكن أضيف إليه بعض الآلات الجديدة وظل استخدامه مقصورا على الغناء الفردي ، بينما استخدم الأوركسترا في المسرح وظل الحال هكذا حتى يومنا هذا
لنتابع بقية التأثيرات تحت عناوين مستقلة مثل المسرح الغنائي ، مدرسة التعبير الموسيقي ، عصر السينما ولنلاحظ أن تأثير الاتصال بالغرب سيظل عاملا قويا فى تشكيل التطور التكنولوجي والمجتمعي والفني في كل الأزمنة، لكنه لا يسفر عن تغيير مادي في شكل الحياة ووسائل الاتصال وأساليب التعبير والفنون بمجرد الاطلاع عن بعد على أشكال الحياة الغربية، وإنما يلزم لذلك غالبا الاتصال المادي بتلك الحياة والاختلاط الفعلي بمجتمعاتها أو من ينوب عنها للتعرف العملي على وسائلها وأساليبها المتجددة دوما، خاصة مع تسارع إيقاع التطور التكنولوجى وتعدد أدواته
د.أسامة عفيفى ، نتابع فى المقال القادم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق